تحالف الحضارات العراقية ومحاولات التفكيك الصهيونية

أ. د. جاسم يونس الحريري
أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، كلية صدر العراق، الجامعة الأهلية، بغداد، العراق.
ملخص
كانت الحضارات العراقية منذ آلاف السنين محصورة بين نهري دجلة والفرات مركزًا ثقافيًا، وحضاريًا للحضارات السومرية، والبابلية، والاشورية التي بنيت عليها أنظمة ثقافية، وأقتصادية، وسياسية.
ومنذ عام1948 وقيام الكيان الصهيوني استهدف تحالف الحضارات في العراق والعمل على تفكيكه إلى دويلات عرقية، وطائفية بسبب عقدة الأسر البابلي لنبوخذ نصر، والخشية من قوة البناء الحضاري، والإرث التاريخي لتحالف الحضارات العراقية. وبعد الغزو والاحتلال الأميركي للعراق في الرابع من أبريل 2003 ساهم الكيان الصهيوني في طرح مشاريع، ومخططات تفتيتية وتقسيمية للجسد السياسي العراقي.
المقدمة:
لازالت حضارة وادي الرافدين محل اهتمام المفكرين والباحثين في العالم فضلًا عن الحضارات الأخرى كالحضارة السومرية، والبابلية، والآشورية التي كان يعيش فيها السكان تحت قيم العيش المشترك والتماسك المجتمعي بحيث أن قوة هذه الحضارات خلقت تحالفًا ثقافيًا وحضاريًا في امتداداتها التاريخية لا سيما أن ظهور الكتابة كان في ظلها وبذلك اعتبرت أقدم حضارة متطورة على الأرض وأطول الحضارات الإنسانية عمراً.
ثم إنها أولى الحضارات التي أنهت عصورَ ما قبل التاريخ الطويلة، فضلا عن امتدادتها الجيوبوليتيكية مما انعكس على سمعة وإرث العراق التاريخي والحضاري، وهذا الأمر لا يروق للكيان الصهيوني الذي لا زال يعيش تحت منظومة الحقد التاريخي على العراق بسبب الهزيمة التي منيت بها مملكة يهوذا القديمة على يد نبوخذ نصر الثاني ملك بابل الذي جلب السكان الذين كانوا موجودين تحت حكم تلك المملكة إلى أرض بابل كأسرى وليس سبايا لأن نبوخذ نصر لم يعاملهم كسبايا وإنما عاملهم معاملة خاصة حيث وزر أنبيائهم (دانيال)، ووزع عليهم الأراضي ليستملوكها، وكتب اليهود في بابل (التلمود البابلي) أثناء فترة الأسر والذي يعتبر هذا اليوم أقدس من (التلمود الأورشليمي) .
أهمية البحث:أ
تصاعدت المحاولات الصهيونية بعد الاحتلال الأميركي للعراق 2003 لتقسيم العراق إلى كانتونات عرقية وطائفية، ودعا المؤرخ الصهيوني (ببني موريس) إلى تقسيم العراق بعد غزوه، عام 2003، وقال (إن العراق دولة مصطنعة رسمها الإنجليز وخلطوا فيها عشوائياً شعوباً وطوائف لا تريد في الحقيقة أن تتعايش مع بعضها) !!!
وهو بذلك كانما كان يردِّد ما قاله المؤرخ الأميركي اليهودي (برنارد لويس) الذي كان يَعدُّ العراق أيضاً (كياناً غير طبيعي، قام على أساس خطأ تاريخي تسببت فيه بريطانيا، وإن إحتلال العراق ثم تقسيمه فرصة لتصحيح ذلك الخطأ) .
مشكلة البحث:
تتمحور مشكلة البحث حول المحاولات الكثيفة والجدية للكيان الصهيوني لتفكيك العراق إلى مناطق مستقلة الواحدة عن الاخرى وهي ليست مجرد دعوات، أو تمنيات من باحثين يهود أو صهاينة فحسب بل يعتبر أحد أولويات السياسة الخارجية الصهيونية تجاهه مما سيحفز القوى الإقليمية كتركيا لتفعيل (الملف التركماني) والعمل على إشعاله في الخارطة السياسية العراقية وبذلك سيصبح العراق محل أطماع قوى إقليمية إضافة إلى الكيان الصهيوني في استهداف الوحدة الوطنية العراقية بأكملها.
فرضية البحث:
بني هذا البحث على فرضية مؤادها (يتعرض العراق إلى مخطط صهيوني خطير لتفكيكه إلى دويلات عرقية وطائفية انتقامًا منه بسبب حادثة الأسر البابلي، ومنع العراق من استخدام حضاراته لبناء متغيراته السياسية والاقتصادية والعسكرية للوقوف ضد المشروع الصهيوني في المنطقة والإمعان في تهميش دوره الاقليمي والدولي وجعله مشغولًا بأزماته السياسية والصراع السياسي والحزبي بين اعراقه وطوائفه لإثارة الأزمات وصولًا إلى الحروب الاهلية للهيمنة عليه ومنعه من ممارسة دوره العربي والاسلامي والدولي على حد سواء).
منهجية البحث:
استخدم البحث منهج (التحليل النظمي) لتحليل الركائز الاساسية للحضارات العراقية، وأسباب العداء الصهيوني للعراق، والمشاريع الصهيونية التي أثيرت بعد الاحتلال الأميركي لتقسيم العراق وتفكيكه إلى إمارات عرقية وطائفية متقاتلة فيما بينها بسبب ولاءاتها الفرعية .
المبحث الاول: تأصيل نظري وتاريخي لمصطلحات الدراسة:
أولا: تحالف الحضارات:
يُعرف الدكتور (عبدالعزيز بن عثمان التويجري) مفهوم (التحالف الحضاري) على بعدين: الأول المستوى العام، والثاني المستوى الاصطلاحي، فبالنسبة إلى المستوى العام يذكر التويجري بالقول (إن كل فكرة تخدم المبادئ الإنسانية، وتعزّز جهود المجتمع الدولي من أجل استتباب الأمن والسلم الدوليين، وإشاعة العدل والسلام، تصبّ في قناة التحالف بين الحضارات؛ وكل مسعى يقوم به فرد، أو جماعة في سبيل التقارب والتعاون والتعايش بين أمة وأخرى، أو شعب وشعب آخر، فإنه يُفضي لا محالة إلى تعزيز التحالف بين الحضارات، لأنه يلتقي مع أحد الأهداف المتوخّاة) [1].
وعلى المستوى الاصطلاحي يرى التويجري أنه (إذا كان التحالف هو الاتّفاق بين طرفين على أن يتحالف كل منهما مع قرين، فمعنى ذلك أن يكون كل طرف حليفًا للآخر، ويترتّب على ذلك أن ينشأ بينهما حلفٌ ناتج عن هذا التحالف؛ ولذلك فإن اتّفاق مجموعة من البشر ينتمون إلى حضارات مختلفة، على أن يتحالفوا حضاريًّا ويتفاهموا ثقافيًّا، ويقيموا فيما بين حضاراتهم الأصلية تحالفًا، يستتبع بطبيعة الحال، إنشاء حلف حضاري يجمع بينهم، ولا نقول يوحد؛ لأن الاختلاف طبيعة الحياة، والتنوّع الحضاري والثقافي سنة الكون، ويوفر لهم إطارًا للعمل الجماعي يخدمون به الأهداف الإنسانية النبيلة، ويحقّقون طموحًا فطريًّا يملأ نفوس البشر جميعًا في الاستقرار والسلام، وفي الرخاء والوئام، وفي صياغة حضارية إنسانية جديدة تنبعث من صلب التحالف بين الحضارات والثقافات) [2].
أما الشبوط، فيعرف مصطلح (تحالف الحضارات) إنه (حركة دولية تشجّع الحوار بين الحضارات والأديان، لمحاربة الأفكار الجامدة، والمواقف السلبية تجاه الشعوب، وتنوي هذه الحركة،وهي مشروع تبنّته الأمم المتحدة،بلورة نموذج للتعايش السلمي والانسجامي لكل الناس) .[3]
ويعرف (برنامج الأمم المتحدة لتحالف الحضارات) الذي هو مبادرة من الأمين العام للأمم المتحدة، وتم تأسيس التحالف عام 2005 بمبادرة من الحكومتين الإسبانية والتركية برعاية الأمم المتحدة. ويهدف إلى (تنمية التفاهم وتطوير العلاقات بين الأمم والشعوب من مختلف الثقافات والأديان،ويساعد على الحد من القوى التي تؤجج الاستقطاب والتطرف).
ويدعم التحالف مجموعة مختلفة من المبادرات التي تهدف إلى (بناء الجسور بين الثقافات والمجتمعات المختلفة، وذلك بدعم من الحكومات الوطنية والمحلية والمنظمات الدولية والإقليمية، ومنظمات المجتمع المدني) [4].
ونستنتج مما سبق ذكره على أهمية دور الافكار الانسانية في ترسيخ الامن والامان في العالم عكس الحروب التي تخلق الحقد والعداوات بين الامم والشعوب، ناهيك أن تحالف الحضارات يمكن أن يقوم بها كل إنسان له توجهات إنسانية ونظرة حقيقية للتعايش مع الأفكار الأخرى التي يكون ديدنها عدم رفض الآخر والإيمان بوجود إنسان يلتقي معه في تلك الأفكار بغض النظر عن العرق، واللون، والدين، والطائفة.
وهنا يمكن أن يحدث التحالف بين أفكار شخصين من شعبين مختلفين بحيث يمكن ألا يتطور التحالف إلى الاتحاد التقليدي بل إلى التعشيق الثقافي من دون أن يندمج الشعبين في بوتقة واحدة، لكن المهم في هذه العملية أن كلا الشعبين تحالفا ثقافيًا ونفسيًا واخلاقيًا من أجل العيش المشترك بدون نزاعات أيديولوجية وجهوية وعرقية وحتى دينية والإيمان بالحقيقة الإلهية وخلاصتها أن الله خلق الشعوب بصورة مختلفة لكن هذا لا ينفي من التعارف فيما بينهما والتحالف الحضاري بينهما للعمل سوية خدمة للانسانية جمعاء وفقًا للآية الكريمة (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)([5]).
ثانيا: التفكيك الصهيوني لتحالف الحضارات في العراق:
طرح المحلل العسكري الصهيوني (زئيف شيف) في 2 حزيران/ يونيو 1982 في مقال له نشرته صحيفة (هارتز) الصهيونية إستراتيجية لتقسيم العراق إلى أوصال عديدة من الكيانات العرقية والطائفية قبل أيام من إجتياح الكيان الصهيوني للبنان في العام 1982. ومن المثير أن ما ذكره شيف تزامن مع ما ورد في وثيقة “كيفيم” التي أعدها الكاتب الصهيوني (عوديد ينون) ونشرتها مجلة “كيفيم” التابعة للمنظمة الصهيونية العالمية في شهر شباط العام 1982. حيث دعا إلى إعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط عبر تفكيك الدول المركزية وهي سورية والعراق ومصر.
وكان العراق من الدول العربية المطلوب تفكيكها إلى كيانات طائفية وعرقية مرتكزة على العرق والطائفة، وهي تلتقي مع الاستراتيجية التي تبناها (تيار المحافظين الجدد) في الولايات المتحدة الأميركية خلال عقد التسعينيات من القرن المنصرم لصالح بنيامين نتنياهو في عام 1996. ودعت إلى تفكيك التهديدات الإقليمية للكيان الصهيوني من خلال إضعاف الدول العربية المركزية واعتبرت العراق تحديدًا يجب أن يكون هدفًا لسياسة التفكيك بوصفة ركيزة قومية وجيوسياسية قادرة على تهديد التوازن الإقليمي لصالح القوى في الشرق الأوسط.
وتكرر إعادة طرح الموضوع تحت عنوان (مشروع القرن الأميركي الجديد) Project for the New American Century الذي نُشر في العام 2000. وفي وثيقة أخرئ بعنوان (إعادة بناء الدفاعات الإستراتيجية والقوى والموارد الأميركية من أجل قرن جديد) ضمن هذه الوثيقة وتم توكيد أهمية إعادة تشكيل الخارطة الجيوسياسية لمنطقة الشرق الأوسط عبر تفكيك الدول الكبرى إلى عدة كيانات ضعيفة وبعدها إعادة توزيع الموازين الكبرى في الشرق الأوسط، بما يضمن إستمرار الهيمنة الأميركية والحفاظ على الأمن الصهيوني. وركزت الاستراتيجية بشكل كبير على العراق، حيث جرى اعتباره دولة ينبغي إزاحتها من موقع الدولة القوية الموحدة المركزية إلى صيغة تقتصر إلى القدرة على التماسك والتأثير الإقليمي([6]).
وبعد ثمانية أشهر من الاحتلال الأميركي للعراق وبالتحديد في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر 2003، طرح الصحافي والباحث الأميركي ذو الميول الصهيونية (ليزلي جلب) الذي كان يشغل منصب (رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأسبق) مقترحاً إستراتيجياً لتقسيم العراق وذلك في مقال له نشرته صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية بعنوان (حل الدول الثلاث) حيث دعا إلى تقسيم العراق إلى ثلاث كيانات شبه مستقلة على أساس عرقي وطائفي حيث إقليم كردي في الشمال والسني في الوسط والشيعي في الجنوب، تحت مظلة الإتحادية، وهو ما أطلق عليه لاحقًا وصف (التقسيم الناعم)([7]).
وبعد سقوط نظام صدام حسين في العراق 2003، تعرضت القوات المسلحة العراقية لتدمير ممنهج لأدواتها العسكرية واستراتيجياتها الدفاعية من قبل القوات الأميركية الغازية. هذا التدمير لم يكن مجرد تقويض لسلطة العراق، بل كان جزءاً من استراتيجية أكبر تستهدف نقل المنطقة إلى حالة من الفوضى والضعف، لأن الاحتلال الصهيوني كان يخشى من ثلاثة جيوش عربية رئيسية: الجيش العراقي، والجيش السوري، والجيش المصري.
لأن هذه الجيوش كانت تُمثل قوة رادعة لأي محاولة صهيونية تهدف إلى السيطرة على المنطقة أو فرض الهيمنة عليها[8]. ويبدو أن الكيان الصهيوني منذ 43 عامًا لاحظ مدى تأثير تحالف الحضارات في العراق الذي صنع تعاضدًا بين الشعب العراقي ومنع نشوء التصادمات بين الأعراق والأديان والقبائل التي تعيش بالعراق لا بل إن التلاقي الروحي والنفسي لمكونات المجتمع العراقي التي كانت تعيش تحت سقف التعايش المشترك إلى مستوى أن التصاهر بين الطوائف الدينية كان طبيعيًا لا تفرقه التوجهات المذهبية والعرقية التي كانت تمارس بدون التحسس المجتمعي منها.
بل على العكس من ذلك إن ما كان موجودًا على أرض الواقع يرى أن التزاوج بين العوائل السنية والشيعية والعربية والكردية والنسب الشريف من السادة العلويين مع العوام يسير بصورة طبيعية جدًا ولايوجد مشكلة في هذا الأمر لأن الإرث التاريخي لتحالف الحضارات العراقية كان مبنيًا على التفاهم والتآخي ولهذا استمرت هذه التقاليد بالتوارث من جيل إلى آخر.
إلا أن المعادلة الاجتماعية انقلبت رأسًا على عقب بعد الغزو الأميركي للعراق 2003 وبدء مرحلة الاحتلال التي كانت مؤطرة بخطة صهيونية –أميركية لزرع الطائفية في المجتمع وعرقنته تحت راية المحاصصة الطائفية والعرقية التي زرعتها سلطات الاحتلال الأميركي داخل دوائر الدولة وانتقلت عدواها إلى الحياة الحزبية والتي احدثت تشققات في البنية السياسية والمجتمعية وتقاطعات عرقية وطائفية سببت خللًا في التماسك المجتمعي، كلفت العراق كلف سياسية واقتصادية ومجتمعية وأمنية لا زالت شاخصة حتى الآن.
بعد بدء الحرب الطائفية عام 2006 بعد تفجير الإماميين العسكريين في مدينة سامراء المقدسة وبدء التصفيات الجسدية والقتل على الهوية الطائفية واستخدام قوات الاحتلال الأميركي سياسة العزل المناطقي والمجتمعي في بغداد وسائر المحافظات العراقية الاخرى.
وأعلن (المرصد العراقي لحقوق الإنسان) في لندن أن (الحرب الطائفية وموجة الاغتيالات التي عصفت بالعراق حصدت أرواح 35 ألف عراقي منذ بداية عام2006).
وقال المركز (إن بغداد سجلت أعلى المستويات كونها العاصمة ويقطنها حوالي 4 إلى 5 ملايين نسمة آنذاك فضلا عن كونها الواجهة الأولى لوسائل الإعلام حيث تطمح القوى الارهابية إلى عكس نشاطها لهذه الوسائل) .
وأشار المركز إلى (تصاعد ظاهرة التهجير واغتيال واختطاف الأكاديميين العراقيين) ، وأوضح (أن هناك 98 أكاديميًا تم اغتيالهم خلال السنوات الثلاث الماضية2003-2006) [9].

المبحث الثاني: ملامح القوة في تحالف الحضارات العراقية
شهد تاريخ العراق القديم ظهور العديد من الحضارات التي كانت تتميز بعناصر القوة والتلاحم الداخلي، والبناء الاقتصادي، والسياسي، والمجتمعي المتطور التي خلق منها نماذج حضارية أنسانية فريدة كما يأتي: [10]
أولا: الحضارة البابلية في عهد الملك حمورابي:
يعتبر الملك حمورابي من أبرز الحكام الذين حكموا ضمن هذه الفترة، ووضع مجموعة من القوانين التي عُرفت عبر التاريخ باسم (شريعة أو مسلة حمورابي)، والتي نجحت وساهمت بشكل كبير في تنظيم العلاقات الاقتصادية والاجتماعية بين الناس، وتعد مسلة حمورابي واحدة من أهم التحف التاريخية التي ورثتها بلاد الرافدين بسبب الرمزية لها وما خلقته من مكانة ثقافية وحضارية كبيرة، كما تعتبر أول وثيقة قانونية مكتوبة في مسار الحضارة البشرية[11].
واتّخذ حمورابي مجموعةً من الجهود والإجراءات الفعالة لتوحيد بلاد ما بين النهرين في دولة مركزية واحدة. فضلا عن ذلك ساهمت شريعة حمورابي في تنظيم العديد من الأمور منها الاهتمام بالعائلة البابلية، وكان يُبين أنّ الزواج يتم بعقد قران رسمي مثبت بتواقيع وأختام، ووجود شهود، وكان الطلاق موجود أيضاً، مع حل جميع القضايا والخلافات في المحاكم.
ثانيًا: بابل في عهد نبوخذ نصر:
برزت بابل خاصة في عهد نبوخذ نصر بسبب كونها مدينة كبيرة، فبُنيت حولها قنوات المياه، وثلاثة أسوار حصينة، واستمرت بابل بالتميّز في بلاد الرافدين لفترات طويلة، وتُشير الدراسات التاريخية لوجود مصدرين أساسيين للمعلومات عن بابل والبابليين قديماً؛ وهما الرقيمات الفخارية المسمارية، وإخباريات العلماء الإغريق القدامى، مثل: أبو التاريخ وهيرودوت، وتميّزت بابل بمجموعة من المظاهر العمرانية البارزة، أهمها (قصر نبوخذ نصر) ، (معبد إيساغيلو) أو (البيت العالي) ، و(برج بابل) .
ثالثا: الحضارة الآشورية:
ظهرت الدولة الآشورية على ضفاف نهر دجلة، وكانت تُعتبر من أكبر الدول القديمة من حيث المساحة، وعاش فيها شعب واحد ذو ثقافة وعادات وتقاليد واحدة، وكان يتحدث لغة واحدة باللهجتين البابلية والآشورية؛ ولذلك أطلق عليها العلماء اللغة البابلو – آشورية، وامتدت آثار ثقافة الشعوب البابلية والآشورية إلى شعوب الهند، وآسيا الوسطى، والقفقاس مرورًا باليونان إلى الشعوب الأوروبية، كما استفادوا بدورهم من ثقافات هذه الشعوب.

المبحث الثالث: تأثير الجغرافيا على تحالف الحضارات العراقية:
أولا: الموقع الجغرافي الطبيعي:
ساهم الموقع الجغرافي الطبيعي للعراق في نهضة حضاراته في مختلف فتراته التاريخية؛ بسبب أمتلائه بالثروات الطبيعية وأهميته العسكرية؛ حيث يحتل العراق موقعاً استراتيجياً مميزاً نظراً لكونه يُشكّل نقطة التقاء بين ثلاث قارات؛ وهي آسيا، وأفريقيا، وأوروبا، وتبعا لذلك كان العراق خلال القرون القديمة والوسطى يعتبر نقطة وصل لطرق القوافل التجارية البريّة بين البحر المتوسط، والمحيط الهندي، والهند، ودول الشرق الأقصى من خلال الخليج العربي والمحيط الهندي.
وبدأت أهمية العراق كنقطة وصل بالتناقص تدريجياً بعد اكتشاف طريق (رأس الرجاء الصالح) وفتح (قناة السويس)؛ حيث صار الاتصال التجاري بين الهند وجنوب شرق آسيا مباشراً، لكن لم يمنع ذلك احتفاظ جنوب العراق بأهميته لأنّ جميع طرق المواصلات الجوية تعبر من خلال رأس الخليج العربي، بالإضافة إلى أنّ أقصر الطرق التجارية التي تصل غرب أوروبا بالهند والشرق الأقصى يمر عبر العراق.
ثانيا: تركيب السكان:
أثرت جغرافيا العراق دوراً كبيراً في تحديد الهيكيلية السكانية فيها، خاصةً وأنّ العراق يقع بين منطقتين تُعانيان من شحّ الموارد الطبيعية؛ حيث يحدّها من الغرب والجنوب الغربي مناطق صحراوية، بينما يحدّها من الشمال والشمال الشرقي مناطق جبلية؛ وهو ما جعل البدو يُفكّرون بالهجرة إلى للمناطق التي تتوافر فيها الموارد الزراعية والمائية؛ حيث هاجرت بعض القبائل الموجودة في شبه الجزيرة العربية -تحديداً قبائل منطقة البادية في سوريا والعراق- إلى الأماكن الأكثر خصوبة؛ كوادي الرافدين، وبلاد الشام.
فضلا عن ذلك ساعدت الفتوحات العربية والإسلامية منذ القرن السابع الميلادي في منطقة الهلال الخصيب وشمال أفريقيا على أنّ يغلب الطابع العربي على التركيبة السكانية لهذه المنطقة، حيث كان أغلب السكان في وادي الرافدين وبلاد الشام من الكنعانيين الشرقيين والكنعانيين الغربيين، ونجح سكان وادي الرافدين في مختلف العصور في تطوير علاقاتهم مع الأقوام الأخرى من خلال عدة معطيات بعضها تتعلق بالتجارة، والاخرى من افرازات الفتوحات، والأسفار، فتأثّروا بهم وأثّروا فيهم.
ثالثا: المناخ:
كان للمناخ تأثيرًا كبيرًا على نشوء الحضارات الأولى في العراق،التي كانت تنحصر بين الأجواء الممطرة والأجواء الجافة، ففي العصور الأولى لجأ الإنسان في شمال العراق إلى الحصول على طعامه بالاعتماد على الصيد والزراعة بشكلٍ محدود، أمّا في المناطق التي تكثُر فيها مياه الأمطار كما في شرقي كركوك ومنطقة السهوب؛ فكان الاعتماد على الزراعة بشكلٍ أكبر، بينما كان الناس في مواسم الجفاف يلجأون للهجرة إلى أودية الأنهار؛ كالسهل الرسوبي.
كما بذلوا جهوداً كبيرة في محاولة تحسين الظروف الزراعية؛ حيث حاولوا تصميم أول جهاز لريّ بساتين النخيل، والخضار، والفواكه.وساهم اعتدال المناخ في شمال العراق خلال الصيف في تسهيل حركة الناس وتنقلهم؛ فعملوا في المناطق الشمالية خلال فصل الصيف، وتوجّهوا للعمل في المناطق الوسطى والجنوبية خلال فصل الشتاء، علماً بأنّ كمية هطول الأمطار تتفاوت من منطقة لأخرى ومن سنة لأخرى، وهو ما يُؤثّر على نشاط الإنسان في مجال الزراعة.

المبحث الرابع: المشاريع الصهيونية لتفكيك العراق بعد الاحتلال الأميركي2003:
طرح الكيان الصهيوني بعد الاحتلال الأميركي للعراق عدة عدة مشاريع تفكيكية لإثارة بعض الملفات الحساسة في المشهد العراقي السياسي من أجل تبرير التصادم وتصعيد الاختلافات ومن ثم الذهاب إلى تقسيم العراق ومن أبرز هذه المشاريع:
أولًا: مشروع دعم الانفصال الكردي عن العراق:
أجرى إقليم كردستان استفتاء الانفصال عن العراق يوم 25 سبتمبر/ أيلول 2017، شمل محافظات الإقليم الثلاث (أربيل والسليمانية ودهوك)، بالإضافة إلى كركوك المتنازع عليها مع بغداد.
ووافق المصوتون -حسب النتائج الرسمية- على الانفصال بنسبة فاقت 92%، لكن الحكومة الاتحادية في بغداد رفضت الاعتراف بالاستفتاء واتخذت عدة إجراءات لإبطاله[12]. وأصدرت المحكمة الاتحادية العليا العراقية قراراً بعدم دستورية استفتاء انفصال إقليم كردستان والمناطق الخارجة عِنه، وأكدت المحكمة على إلغاء الآثار وكذلك كافة النتائج المترتبة عليه.
وقد أعلن رئيس الوزراء الصهيوني (بنيامين نتنياهو) في (13/9/2017م) دعم حكومته “لجهود الشعب الكردي المشروعة لقيام دولته”، وقد حث الرئيس الصهيوني (شمعون بيريز) عام (2014م)، على مفاتحة الرئيس الأميركي (بارك أوباما) لتغيير موقف إدارته من استقلال كردستان، وكذلك فعل وزير الخارجية الصهيوني السابق (أفيغدور ليبرمان) عندما اتصل بنظيره الأميركي (جون كيري) في (22/6/2014م)، حاثًا إياه على تغيير موقف بلاده من استقلال كردستان، على اعتبار أن العراق مقسم عمليًا.
وجزم معلق الشؤون العسكرية (ألون بن دافيد)لصحيفة (معاريف) الصهيونية في (30/6/2015م)، بأن (دولة كردية تضم أجزاءً من العراق وإيران وسوريا وتركيا ستمثل “حليف الأحلام بالنسبة لإسرائيل”؛ ولهذا فإن الكيان الصهيوني يشجع على قيام دولة كردية في شمال العراق من أجل مصالحه الإستراتيجية والجيوسياسية والاقتصادية والعسكرية؛ لأن قيام هذه الدولة سيسهم في إعادة تشكيل الشرق الأوسط.
وهذا يتطلب التعجيل بتقسيم العراق إلى ثلاث دويلات: كردية في الشمال، وسنية في الوسط، وشيعية في الجنوب؛ الأمر الذي سيضعفه كجبهة شرقية، ودولة مواجهة قوية، طالما شكلت تهديدًا مباشرًا للأمن القومي الصهيوني رغم البعد الجغرافي، كما أن هذه الخطوة تعني شراكة إستراتيجية مع تل أبيب للتخفيف من عزلتها في المنطقة[13].
ثانيا: مشروع مخطط إسرائيل الكبرى:
الكيان الصهيوني لديه مشروع خطير وكبير وهو (إسرائيل الكبرى) وتمدده في سوريا حالياً ودخوله العمق السوري بشكل كبير وخطير مستغلًا سقوط النظام، ويأتي ضمن مخطط الكيان لتحقيق هذا الحلم، وقد يسعى الكيان الصهيوني للوصول حتى إلى الحدود العراقية.
حيث أن تمدد الكيان الصهيوني داخل الأراضي السورية بهذا الشكل الخطير له انعكاسات خطيرة على مستوى الأمن القومي لدول المنطقة كافة والعراق تحديداً، ولهذا يجب أن يكون هناك حراكًا عربيًا من خلال جامعة الدول العربية وأمميًا ودوليًا عاجلًا لوقف تمدد الكيان ومنعه من تحقيق مشروعه الخطير والخبيث (إسرائيل الكبرى) فهذا المشروع يتضمن أراضٍ عراقية.
و”إسرائيل الكبرى” أو أرض “إسرائيل” الكاملة عبارة تشير لحدود “إسرائيل” حسب التفسير اليهودي للتوراة كما في “سفر التكوين” حيث يذكر عهد الله مع إبراهيم. وحسب هذا الادعاء، تشمل حدود أرض “إسرائيل” كل الأراضي المحتلة عام 1948والضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان[14].
ثالثا: مشروع تحريك الخلايا النائمة لتنظيم داعش الارهابي في العراق:
تشير التقديرات إلى أن تنظيم داعش الإرهابي لا يزال يتواجد في العراق وبأعداد تتراوح ما بين 3 آلاف عنصر إلى خمسة آلاف عنصر غالبيتهم عراقيون بنسبة تتجاوز 90%، فيما يتراوح عدد الأجانب منهم الذين يحملون جنسيات عربية وأجنبية بين 300 – 400 عنصر .
ويتركز تواجدها في المناطق الصحراوية لاسيما في منطقة الجزيرة شمال وغرب محافظة الأنبار والمناطق المحصورة ما بين محافظة نينوى والأنبار وصلاح الدين إضافة إلى تواجدها بين الوديان والكهوف في جبال حمرين التي تربط 4 محافظات، وأيضاً جبال مكحول جنوب شرقي نينوى.لاشعال وارباك الملف الامني العراقي[15].
رابعا: مشروع إشراك العراق في ممر داود الصهيوني:
(ممر داوود) هو مصطلح رمزي يُستخدم للإشارة إلى مشروع جيوسياسي يُعتقد أنه جزء من رؤية صهيونية توسعية تُعرف بـ”إسرائيل الكبرى”. يهدف هذا المشروع إلى إنشاء ممر يمتد من الجولان السوري المحتل عبر جنوب سوريا، وصولًا إلى الحدود العراقية، مما يمنح الكيان الصهيوني نفوذًا مباشرًا على مناطق غنية بالموارد الطبيعية ومواقع استراتيجية.
يعتقد أن هذا الممر سوف يُستخدم لأغراض استراتيجية، منها:
- الوصول إلى الموارد الطبيعية: مثل النفط والغاز في العراق.
- تقويض النفوذ الإيراني: من خلال قطع خطوط الإمداد بين إيران وسوريا ولبنان.
- تعزيز العلاقات مع الأكراد: من خلال دعم فكرة إنشاء منطقة كردية ذات حكم ذاتي.
ويراقب جيش العدو الصهيوني المنطقة كليا، وبينما يتذرع بأن الأهداف من تحركه العسكري المتزايد هو تعزيز أمنه القومي بعد سقوط نظام البعث في سوريا. وحذّرت دول المنطقة، وخاصة تركيا من سعي الكيان الصهيوني إلى تنفيذ ممر داود، وتؤكّد انه شريط جغرافي ضيق يمتد عبر قلب المشرق العربي.
حيث يبدأ إنطلاقة من مرتفعات جبال الجولان المحتل في الجنوب الغربي ويمر في المحافظات الجنوبية السورية المحاذية للأردن والكيان الصهيوني وهي محافظات درعا والقنيطرة ثم يتجه شرقًا عبر محافظة السويداء في جبل حوران ويدخل البادية السورية في إتجاه المثلث الحدودي معبر التنف الإستراتيجي على الحدود السورية – الأردنية – العراقية.
ومنطقة التنف الذي تعد نقطة أرتكاز إستراتيجية مهمة، إذ توجد فيها قاعدة عسكرية أميركية تسيطر على المواصلات بين العراق وسوريا، وبعدها يمتد الممر إلى شمال شرق سوريا عبر محافظة دير الزور وصولا إلى نهر الفرات حيث مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية- قسد – الأكراد- شرق نهر الفرات وصولا إلى كردستان العراق عبر الحدود السورية – العراقية.
ويدعي مسؤولون صهاينة بأن تحركاتهم في سوريا هدفها الأساسي هو أمني، لمنع أي تموضع قوى المقاومة على حدودها الشمالية، ورغم النفي الرسمي، فإن الواقع الجيوسياسي يؤكده، لأن مشروع ممر داود الصهيوني يحمل عدة أهداف، أهمها جعل سوريا مفككة وضعيفة، عبر إضعاف الحكومة المركزية، اذ أن مشروع ممر داوود سوف يقسم سوريا إلى قسمين ويفصل المناطق سيطرة الحكومة السورية الجديدة في الشمال والغرب عن مناطق الجنوب والشرق الغنية في الموارد الطبيعية والنفط، بالتوازي مع سيطرة الكيان الصهيوني على مناطق التنف والبو كمال عند الحدود السورية -العراقية حيث يقطع التواصل البري بين إيران وحلفاؤها في سوريا ولبنان[16].
خاتمة
يبدو أن تحالف الحضارات العراقية التي تمتد جذوره منذ الاف السنوات أثار الكيان الصهيوني وجعله ينتبه إلى هذه الجزئية بحيث ربطها بما حصل لممالكه القديمة من قبل الملوك العراقيين ولعل حادثة الاسر البابلي يستخدمها الصهاينة لكسب عطف الراي العام الصهيوني للاطباق على العراق وتوجيه الجهود لتفكيكه وتمزيق النسيج المجتمعي له الذي عاش في ظل تحالف الحضارات العراقية قديمًا في ظل بيئة نفسية امنة مما اثرت على دوره في العصور القديمة .
ولا يريد الكيان الصهيوني أن يوظف العراق تحالف الحضارات لصالحه لا بل وصل الأمر بالكيان الصهيوني أن يكشف وبشكل علني عن أهدافه التفكيكية والتقسيمية والتفتيتية للجسد العراقي جيوبوليتكيًا واقتصاديًا وسياسيًا ومجتمعيًا خوفًا من تجميع قواه مرة أخرى ويعمل على القضاء على المشروع الصهيوني ثانية كما فعل نبوخذ نصر عبر تدمير مملكة يهوذا القديمة.
التوصيات:
1.التركيز على اعادة دراسة تحالف الحضارات العراقية في العصور القديمة واستنباط منها عناصر القوة والضعف وموقفها من الممالك اليهودية القديمة لأن الكيان الصهيوني والماسونية يخشون من ذلك التحالف ويواصلون الليل بالنهار على تفتيت نقاط القوة فيه وتعميق نقاط الضعف في الوقت الحاضر عبر زرع الفتن والتفرقة واثارة الاعراق والطوائف في مشاريع التفكيك الحديثة.
2.رصد المخططات والمشاريع التفكيكية الصهيونية للعراق ومحاولة فهم الاهداف والوسائل والعمل على وضع الخطط والبرامج المضادة لها بشكل متدرج ووفق برامج دقيقة ومحكمة.
3. إعاة بناء وعي الجمهور العراقي حول ما يخطط له الكيان الصهيوني ضد الوحدة والتآخي العراقي، والتحرك إعلاميا ونشر مخاطر المخططات الصهيونية على وحدة الأمة العراقية بما تحويه من أقليات وأثنيات وأديان لزيادة الوعي والتعبئة الجماهيرية ضدها. 4.الانتقال من الدفاع إلى الهجوم الاعلامي الالكتروني وفضح المخططات الصهيونية تجاه العراق وتعرية المؤسسات والأشخاص الداعين لتلك المخططات وبيان الجرائم التي ارتكبوها على طول تاريخ الكيان الصهيوني وخلق لوبي ضدهم في الشارع والمؤسسات التعليمية كالجامعات وطلبة الكليات والمدارس الدينية التي ترفض الانخراط في تشكيلات الجيش الصهيوني وهم (الحرديم).
[1] عبد العزيز بن عثمان التويجري، الحوار وتحالف الحضارات، (الرباط، المملكة المغربية، منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو، 2009)، ص8.
[2] المصدر نفسه.
[3] محمد عبد الجبار الشبوط، تحالف الحضارات،صحيفة الصباح البغدادية، 17/2/2014، ورد على الموقع الالكتروني التالي:- http://www.alsabaah.iq/ArticleShow.aspx?ID=64603تاريخ الزيارة13/8/2025.
[4] برنامج الأمم المتّحدة لتحالف الحضارات،2007، ورد على الموقع التالي:- https://jamaity.org/bailleur/تاريخ المشاهدة 15/8/2025.
[5] سورة الحجرات آية13.
[6] محمد المشهداني، العراق ومشروع التقسيم، صحيفة الشراع، 8/8/2025، ورد على الموقع التالي: https://alshiraa.net/تاريخ المشاهدة15/8/2025.
[7] المصدر نفسه.
[8] معمر العويوي،(استراتيجية التفكيك) او( جيوش الليغو )،وكالة معا الاخبارية الاردنية،12/12/2024، ورد على الموقع التالي:- https://www.maannews.net/articles/2130509.htmlتاريخ المشاهدة15/8/2025.
[9] راشد العيد ،الحرب الطائفية حصدت أرواح 35 ألف عراقي من بداية 2006، صحيفة البيان الاماراتية، 8/7/2006، ورد على الموقع التالي: https://www.albayan.ae/one-world/2006-07-08-1.935488 تاريخ المشاهدة15/8/2025.
[10] نادية أبو رميس،حضارات العراق القديمة، موقع موضوع،14/4/2021، ورد على الموقع التالي:- https://mawdoo3.com/ تاريخ المشاهدة15/8/2025.
[11] مسلة حمورابي .. أول وثيقة قانونية مكتوبة،(بغداد، مركز بغداد للتنمية القانونية والاقتصادية، 22/12/2021)، ورد على الموقع التالي:- https://bcled.org/تاريخ المشاهدة15/8/2025.
[12] استفتاء إقليم كردستان.. تفاصيل وتطورات، موقع الجزيرة.نت،1/10/2017، ورد على الموقع التالي: https://www.aljazeera.net/encyclopedia/2017/10/1/ تاريخ المشاهدة16/8/2025.
[13]حامد كريم الفلاحي،أثر الغزو الأمريكي في التغلغل الصهيوني في العراق،نقلا عن موقع مركز الامة للدراسات والتطوير،28/7/2022،ورد على الموقع التالي:- https://alummacenter.com/?p=3399 تاريخ المشاهدة16/8/2025.
[14] أ.د.جاسم يونس الحريري،هل سيتعرض العراق الى مشاريع ومخططات صهيونية بعد قمة بغداد تؤثر على الامن القومي العراقي؟، صحيفة رأي اليوم اللندنية،19/5/2025، ورد على الموقع التالي:- https://www.raialyoum.com/تاريخ المشاهدة16/8/2025.
[15] المصدر نفسه.
[16] محمد المشهداني،«ممر داوود» الإسرائيلي.. بين التوسّع الديني والأهداف السياسية، موقع جنوبية الالكتروني اللبناني، تاريخ النشر 12/5/2025، الرابط: https://janoubia.com/2025/05/12/تاريخ المشاهدة 16/8/2025.
يمكنكم تحميل النسخة الإلكترونية PDF




