المواقف الإسرائيلية والفلسطينية تجاه الحرب الروسية الأوكرانية
أ. نوال السعدي
باحثة دكتوراه في العلاقات الدولية، الجامعة الأمريكية، ولاية فلوريدا، الولايات المتحدة، دبلوماسية بالسفارة الفلسطينية في بلجيكا.
ملخص:
عقب سعي أوكرانيا للانضمام لحلف شمال الأطلسي ظهر تصاعد الأزمة الأوكرانية الروسية وصولاً لإعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن عملية عسكرية في 24 شباط من العام 2022. وقد ألقت هذه الحرب بظلالها على العديد من دول العالم، فمن جهة اتجهت عدد من الدول للدخول بأحلاف عسكرية وسياسة، ومن ناحية أخرى حاولت دول النأي بنفسها عن الانحياز المباشر بهدف المحافظة على علاقات متوازنة مع طرفي الحرب.
لقد بدأت الحرب بوجود حكومة بينت لبيد الغير مستقرة لتخلفها حكومة برئاسة نتنياهو بعد فوزه بالانتخابات التي جرت في نوفمبر 2022 وتتألف حكومته من أكثر الأحزاب تطرفاً ضد الفلسطينيين.
حاولت إسرائيل قدر المستطاع الاستفادة من الحرب الروسية الأوكرانية بنواح عديدة، فقد شكلت هذه الحرب فرصة كبيرة وهامة لإسرائيل لإنشاء تحالفات، كاتفاقها مع لبنان ومصر لاستخراج الغاز وتصديرها لأوروبا، فأزمة الطاقة التي يعاني منها الاتحاد الأوروبي حاول التخفيف من خلال إيجاد دور وحضور أكبر لإسرائيل في هذا الملف.
وعلى صعيد آخر قامت اسرائيل باستغلال الحرب الدائرة في أوروبا واستقطاب يهود أوكرانيا الباحثين عن مأوى، وكذلك اليهود الروس أيضاً لتقوم بتوطينهم في مستوطنات الضفة الغربية والقدس. أيضاً الملف السوري لم يكن بعيداً، فقد حاولت إسرائيل الاستفادة من حيادها من الحرب الدائرة في أوروبا لتزيد من ضربها للأهداف الإيرانية والسورية وحزب الله في سوريا.
وعلى الصعيد الفلسطيني واستناداً لحساسية القضية الفلسطينية المرتبطة بفواعل دوليين واقليميين فكان للحرب تداعيات عليها. فازدواجية المعايير الغربية في التعامل مع الحرب الروسية الأوكرانية ظهرت جلياً، حيث فرضت عقوبات على روسيا بشكل فوري امتدت لعدد كبير من القطاعات، في حين أن ذات الدول الغربية لم تفرض لأكثر من 74 عاماً أي نوع من العقوبات على إسرائيل، وقد شرعت المقاومة الأوكرانية ضد الاحتلال الروسي في حينها اعتبرتها إرهاب من قبل الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي.
إن القطاع الاقتصادي الفلسطيني المتعرض لأزمات اقتصادية متتالية متراكمة قد عانى أيضاً من هذه الحرب، مما انعكس على الأسعار بشكل كبير من جهة، وزيادة الأزمة المالية التي تعاني منها السلطة الوطنية الفلسطينية من جهة أخرى.
من هذا المنطلق، تأتي هذه الدراسة لتسليط الضوء حول الموقف الإسرائيلي من الحرب الروسية الأوكرانية وكيف استفادت إسرائيل من هذه الحرب، ومن ثمة التعريج على الموقف الفلسطيني أيضاً والتداعيات على عدد من الجوانب.
الكلمات المفتاحية: فلسطين، إسرائيل، الحرب الروسية – الأوكرانية، روسيا، القضية الفلسطينية.
مقدمة:
إبان دخول الحرب الروسية الأوكرانية عامها الثّاني، أضحت رؤية تواصل النظام العالمي الأحادي القطبية تصدعه مقابل ظهور ملامح لنظام عالمي جديد لم تتضح معالمه بعد، وهذا ما ستحدده في نهاية المطاف نتائج هذه الحرب، وما تمثله من أبعاد دولية بين محورين، فقد كان لمآلاتها وتداعياتها تخطيًا لبقعتها الجغرافية الأوروبية، الذي جعل الحديث لا ينفك في أروقة مراكز البحث العلمي حول الآثار المترتبة عليها والمؤثرة على غالبية دول العالم إن لم تكن جلها، ولا يخرج الشرق الأوسط بالعموم والصراع الفلسطيني الإسرائيلي عن هذا النسق وتأثره بالحرب.
إشكالية الدراسة:
لكون القضية الفلسطينية من القضايا الدولية المتأثرة بالمتغيرات والتقلبات الإقليمية والدولية فطرفي الصراع ليسوا بمنأى عن تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية. من هذا المنطلق تحاول هذه الورقة البحث عن مدى تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على المواقف الإسرائيلية والفلسطينية من جهة، ومن جهة أخرى تأثر عدد من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بهذه الحرب.
هدف الدراسة:
تكمن أهمية هذه الورقة في تسليط الضوء على تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على كل من إسرائيل وفلسطين.
هيكلية الدراسة:
تتناول هذه الورقة الأبعاد المتداخلة والمتفاعلة للحرب الروسية-الأوكرانية على إسرائيل وفلسطين من خلال تقسيم الدراسة لمبحثين أساسيين:
المبحث الأول: تقديم الموقف الرسمي الإسرائيلي وتداعيات الحرب على عدد من الملفات.
المبحث الثاني: الموقف الفلسطيني من حيث مكونات جسده من أحزاب وقوى سياسية وفصائل فلسطينية وآثار الحرب على الاقتصاد والسياسة والجانب الاجتماعي في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
المبحث الأول: إسرائيل وموقفها من الحرب والتداعيات المترتبة عليها
منذ وجود فكرة إنشاء إسرائيل، وقيامها كدولة مستقلة عضو في الأمم المتحدة، وهي تستند إلى دعم دولي كبير يقترب من الإجماع على أقل تقدير بين الدول العظمى، وتعدّها غالبية الدول الأوروبية جزءًا منها، وتمنحها شرعيتها وتأييدها في المحافل الدولية. وباختلاف البراغماتية والمنافع بين هذه الدول الداعمة لها؛ فستجد إسرائيل نفسها ضمن دائرة هذا الصراع وتعارض المصالح.
لقد مرت العلاقة الروسية الإسرائيلية بمراحل مختلفة، وقد سارعت روسيا بالاعتراف بوجودها، وصوت الاتحاد السوفياتي لصالح قرار التقسيم في العام 1947، ظناً من حكام الاتحاد السوفيتي بأنها ستكون دولة اشتراكية في الشرق الأوسط بالاستناد لمن سيطر على دولة إسرائيل في البداية من اليهود المتبنين للفكر العمالي الاشتراكي، علاوة على وجود نظام ممارسة اشتراكية فاعلة، كالكيبوتسات، والمزارع الجماعية، والنقابات العمالية، إلا أن اختلاف المصالح في ما بعد كان سبباً في قطيعة طويلة امتدت لسنة 1991 باعتلاء غورباتشوف واتباعه لسياسة الغلاسنوت والبروسترايكا[1]، وبذلك عادت المنافع المشتركة مرة أخرى، وتكللت رسمياً باستعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بينهما، غير أنها عادت متّسمة بقدر كبير من الثقة بينهما، قائمة على البراغماتية.
وهذا ما يكشفه التوجه الإسرائيلي في علاقته مع روسيا في العقد الأخير المرتكز على عدد من المحددات التي أسهمت في تطوير علاقاتهما وتقويتها، ومنها إدراك دوائر صنع القرار في إسرائيل مدى قوة روسيا المركزية في العالم عامة، ودخولها ساحة التنافس في الشرق الأوسط والدول الإقليمية خاصة، إذ لم يعد من الممكن إغفالها كفاعل دولي مهم. ومن باب آخر فإن تأثير اليهود الروس داخل إسرائيل، الذين يزيد عددهم عن مليون نسمة، لا يمكن إغفاله، إذ باتوا يشكلون أكبر تكتل عرقي، ولهم بصمة واضحة المعالم في تطوير إسرائيل، وقد برز اهتمام بوتين شخصياً بهم، بل أنه دعا إلى اعتبار إسرائيل إحدى الدول الناطقة [2].
ومن جانب آخر فإن تأثير اليهود الروس داخل إسرائيل، الذين يزيد عددهم عن مليون نسمة، لا يمكن إهماله، إذ باتوا يشكلون أكبر تكتل عرقي، ولهم بصمة واضحة المعالم في تطوير إسرائيل، وقد برز اهتمام بوتين شخصياً بهم ودعا إلى اعتبار إسرائيل إحدى الدول الناطقة باللغة الروسية لما يشكله ذلك من تأثير حضاري وثقافي تحرص روسيا عليه، ويكون مفتاحاً لعدة مستويات، سواء على الصعيد الاقتصادي أم السياسي.
كما كان للشراكات الاستراتيجية والاقتصادية، وآفاق الاستثمار، وتجارة السلاح، والأسواق التجارية دور حاسم أيضاً في التقريب بين روسيا الصاعدة دولياً وإسرائيل الباحثة عن حلفاء جدد، تتقاطع معهم بطموحاتهم في المناطق العربية والإقليمية، بما يشمل دورها في الملف الإيراني والسوري [3].
لقد حافظت إسرائيل على عدم انتقاد سياسة بوتين بعد ضمه لجزيرة القرم عام 2014، وقد شذ المسؤولون الإسرائيليون عن نهج الدول الأوروبية المعلن، وأبقت على موقف الحياد[4]. وبالعودة للأسابيع التي سبقت بدء الهجوم الروسي، فقد كانت ظاهرة للعيان مواقف الحكومة الإسرائيلية، وإعلان رغبتها بتجنب وقوع مثل هذه الحرب، وضرورة إجراء مفاوضات بين الروس والأوكرانيين، وتغليب لغة السلم والحوار على لغة التصعيد.
إن موقف عدم الانحياز الرسمي الإسرائيلي العلني يعود لعدم رغبتها الوصول لمرحلة اتخاذ موقف صريح لدعم طرف من أطراف الحرب سواء كييف أو موسكو لما قد يعود بذلك بالتأثير السلبي عليها.
ويمكن النظر إلى الموقف الإسرائيلي من بداية الحرب حتى إعداد هذه الورقة من خلال المراحل الآتية:
المرحلة الأولى:
منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في 24/2/2022، ولعدة أشهر تلتها اتّخذت إسرائيل متمثلة برئيس حكومتها “نفتالي بينيت” موقف المحتاط في تقديراته، حيث كان التردد سيد الموقف المعلن، ولم يأت على ذكر روسيا أو الرئيس فلاديمير بوتين في التصريحات العلنية إلا ما ندر وذلك حتّى قرابة نهاية شهر حزيران من العام 2022. ورفضت الانضمام أيضاً إلى سلة العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا، وصُدت كل المطالب الأوكرانية الراغبة بتزويدها بالسلاح والمعدات العسكرية الفتاكة.
وعلى صعيد آخر؛ فلم تقدم إسرائيل أي رد واضح لطلب الولايات المتحدة لدعم مشروع قرار قدمته لمجلس الأمن يستنكر الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث دعت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عشرات الدول من غير الأعضاء بمجلس الأمن بالانضمام لمقترح القرار المقدم يوم الجمعة الموافق 25/2/2022 بصفتهم وصيفات شرف[5]، وكانت قد استندت إسرائيل في رفضها على عدم عضويتها في مجلس الأمن من جهة، وبسبب الفيتو الروسي من جهة أخرى، الذي سيحول دون إصدار القرار. وقد أعرب سفير أوكرانيا في إسرائيل آنذاك عن أسفه لحقيقة هذا الموقف، المتمثل بتخاذل إسرائيل حتى عن إرسال خوذات لمساعدة كييف، بالرغم من العلاقات الوطيدة، علاوة على رفضها إدانة مقترح قرار يدين الاتحاد الروسي في مجلس الأمن بعد طلب الولايات المتحدة الأمريكية منها ذلك [6].
حاولت إسرائيل التخفيف من حدة رفضها لإدانة الحرب من خلال مشاركتها بالتصويت لصالح قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة في تاريخ 2/3/2002 المتعلق بإدانة الاجتياح الروسي للأراضي الأوكرانية[7].
ومما تجدر الإشارة إليه في هذا المقام إنخفاض مستوى التمثيل الإسرائيلي في النقاش الطارئ الذي أجرته الجمعية العمومية حول الحرب في أوكرانيا، وفقاً لتوجيهات وزير الخارجية يائير لبيد في حينه[8].
ومما يكشف ملامح الموقف الإسرائيلي الرسمي من الأزمة منذ بدايتها توخّيها النأي عن مجرياتها، إذ أفصح به رئيس وزرائها بينيت آنذاك، فآثر القيام بدور جيوسياسي، وذلك مرده كسب الفائدة والوقت، وتجنب الانجرار إلى حيث لا يرغب، واضطرار إسرائيل لاتخاذ موقف محدد واضح من طرفي الحرب، محافظة بذلك على صورتها الدبلوماسية، كي تبدو حمامة سلام تسعى لاستقرار الأمن والسلام في العالم، خلافا للصورة المعروفة عنها، وقد توافق ذلك مع موقف المجتمع الإسرائيلي، الّذي بدا مؤيداً سياسة حكومته الخارجية، من خلال استطلاع للرأي أجراه موقع ميتفيم للسياسة الخارجية، تحت عنوان (مؤشر السياسة الخارجية لعام 2022)، إذ تبين أن ما يقارب من 53% من المستطلعين رأيهم يؤيدون فكرة الحياد في الدبلوماسية الإسرائيلية، تجنباً لإغضاب روسيا 6.
المرحلة الثانية:
إن سياسة الحياد المتبعة وفق ما ورد حول موقف “بينيت لابيد” في المرحلة الأولى أثناء جلوسه على كرسي الحكم في إسرائيل، عكست الموقف الإسرائيلي الذي انتابته السّهولة الممتنعة عن التصريح به لأسباب منها:
1-التوجه الروسي لا يميل إلى التسوية وفق قواعد القانون الدولي، وإنما يريد فرض شروطه.
2-رفض الولايات المتحدة اتخاذ إسرائيل موقف المحايد من الحرب، واستمرار ممارسة ضغوط عليها لإدانتها الحرب، إلا أن تلك الضغوط لم تصل لدرجة تزويد أوكرانيا بالسلاح؛ لإدراكهم المصالح المتشابكة مع الروس في الملف السوري.
3- كثيراً ما طالبت الحكومة الأوكرانية بموقف أكثر حزماً من حليفها الإسرائيلي، وتزويدها بالسلاح والقبة الحديدية، وهذا ما تجلى بتصريحات الرئيس الأوكراني الرسمية، التي تمحورت حول ضرورة اتخاذ إسرائيل موقفاً من هذه الحرب.
وبذلك فإن الضغوط الخارجية المتمثلة بالولايات المتحدة، إضافة إلى الداخلية التي تعالت أصواتها تحت شعار في حال وقوعنا في أزمة ما كإسرائيليين؛ لا نلجأ لطلب العون من روسيا، بل نتوجه لكل من الولايات المتحدة والدول الغربية لتقديم المساعدة[9]، وبذلك تكون حكومة بينيت لابيد في هذا المرحلة قد أدانت العملية العسكرية بشكل علني، وأبدت استعدادها لتزويد أوكرانيا بأنظمة دفاعية متقدمة [10].
ومما تجدر الإشارة إليه في هذا المقام اتخاذ حكومة بينت المناورة أسلوباً في سياستها من الحرب، وقد أحجمت عن تقديم أي من الإسهامات الجادة لتغيير مسار الحرب، ففي حين اقتصرت مساعداتها على الحاجات الإنسانية تجنباً لإثارة بوتين؛ فلم تقدم على تزويد أوكرانيا بالأسلحة، أو منظومة الدفاع الجوية، ليكون رده على ذلك في سوريا من خلال تحجيم قدرة إسرائيل العسكرية في الساحة السورية، والتي تعتبره إسرائيل مساساً بأمنها القومي.
المرحلة الثالثة:
بدأت هذه المرحلة بعد ظهور نتائج الانتخابات الإسرائيلية المنعقدة في 1/11/2022 وحسمها لصالح بنيامين نتنياهو، وأحزاب اليمين المتطرف، وحصوله على 64 مقعداً في الكنيست، وشكل ما يسمى بحكومة أرض إسرائيل، لتكون بذلك تيارات اليمين العقائدي، والمتطرف من جهة على حساب أضعاف أحزاب الوسط واليسار من جهة أخرى.
بداية لا بد من الإشارة إلى أن بنيامين نتنياهو يتمتع بعلاقات خاصة مع الرئيس فلاديمير بوتين، ولطالما تفاخر بعلاقته طويلة الأمد مع الرئيس الروسي، وبما لا يدع مجال لشك من كونه حريصاً كل الحرص على عدم الإضرار بهذه العلاقة الشخصية بشكل خاص.
هناك تباين واضح في سياسة حكومة نتنياهو تجاه الحرب الروسية الأوكرانية بينها وبين حكومة بينيت، ففي حين إلتزم نتنياهو الصمت الإعلامي حول الموضوع، وأبقى على قنوات المساعدات الإنسانية، وتجاهل تلك الأصوات المنادية بدعم أوكرانيا عسكرياً، وذلك لوجود المصالح المشتركة بين روسيا وإسرائيل في الشرق الأوسط، ولمنع الصدام بين الطائرات الروسية والإسرائيلية المحلقة جنباً إلى جنب في هذه المنطقة كما أسلفت [11].
وقد شهدت تلك الفترة زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي سجل سابقة بزيارته كأول مسؤول إسرائيلي رفيع يصل إلى كييف منذ بدء الحرب، وكان قد التقى الرئيس الأوكراني، وأعلن من هناك إدانتهم للاحتلال الروسي، واستمرار المساعدات الإنسانية للشعب الأوكراني، متجاهلا، كمن سبقوه، أي دعم عسكري، طالبت به أوكرانيا مرارا.
ثانياً: إسرائيل والملف السوري
يعتبر صناع القرار الإسرائيلي أن النظام السوري وجد ليبقى، وبقاؤه مرتبط بالعامل الخارجي الداعم له، وعلى رأسه النظام الروسي، وقد تغلغل خلال السنوات الماضية النفوذ الإيراني في الساحة السورية، وأن الدول التي تصبو لتقليص النفوذ الإيراني في المنطقة، وعلى رأسها إسرائيل، عليها تجديد الاعتراف بهذا النظام، وبناء علاقات مختلفة معه[12] .
لقد فرضت الحرب الأوكرانية الروسية واقعاً جديداً من العلاقات الإيرانية الروسية، وذلك يبدو من خلال استقرائنا للمصالح الروسية في المشاريع، والاتفاقيات الاقتصادية المتعلقة بالنفط والغاز والفوسفات المنوطة بإعادة نظام الأسد، وبناء الجيش السوري.
وإذا كانت هناك علاقات إستراتيجية متقاطعة ومتشابكة تربط إيران بروسيا في مناطق أخرى؛ فإن تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية أفرزت واقعاً أخر، تمثل بالتقارب الإيراني الروسي، لتغدو إيران الحليف الأقرب لروسيا لدورها في إطالة أمد الحرب باعتبارها واحدة من مصادر التسلح بالطائرات الهجومية دون طيار، تلك المنتشرة في المجال الجوي الأوكراني، ما حدا بإيران استغلال تلك العلاقات وفق ظروف الحرب، وذلك بالإفادة من روسيا في الأراضي السورية.
أما إسرائيل؛ فقد استغلت الخلاف الروسي الإيراني في تحجيم فاعلية إيران في روسيا، ومنع إمداد حزب الله في لبنان بالسلاح، أو حتى منع تواجد قوات موالية لإيران أو لحزب الله في جنوب غرب سوريا، (المناطق المحاذية في الجولان) ما حدا بالنظام الروسي إلى تحجيم النفوذ الإيراني، وذلك بعدم إعاقته القصف الإسرائيلي لمناطق تواجد القوات الإيرانية.
ومن المؤشرات الدالة على التوافق الإسرائيلي الروسي؛ ما رشح عن الاجتماع الثلاثي في 17/7/2022م، إذ تغاضى عن الإشارة إلى الهجمات الإسرائيلية في سوريا، وإن كانت إيران قد طالبت بوقف تلك الهجمات؛ غير أن المصلحة الاستراتيجية الروسية الإيرانية في هذه المرحلة فرضت نفسها لتحييد الخلاف في الشأن السوري [13].
ثالثاً: إسرائيل والطلب على الطاقة
إن اختلال ميزان الطاقة في أوروبا كون المزود الرئيس الروسي، الذي يورد ما يقارب من 40% من الغاز الطبيعي و33% من النفط للاتحاد الأوروبي[14]، قد أصبح عدواً لا يمكن الاستناد عليه في هذا المجال، ما قد دفع بمؤسسات الاتحاد للبحث عن البديل على وجه السرعة، ومن هنا فتحت النافذة أمام بلورة اتفاقية ترسيم حدود بين كل من إسرائيل ولبنان بتاريخ 27\10\2022[15].
إن هاتين الدولتين اللتان لطالما امتد الصراع بينهما لعقود على منطقة بحرية غنية بالنفط والغاز البالغة مساحتها 860 كيلو متر مربعا، وبتلاقي مصالح الأطراف المتضادة، فالولايات المتحدة والدول الغربية قد دفعت بقوة للتوصل لهذا الاتفاق كون ما يهمها بشكل مطلق يتمحور حول التعامل مع الحرب الروسية الأوكرانية، الأمر الذي يتطلب منهم العمل على عدم نشوب حروبأخرى أو أزمات قد تضر بمسار الحرب الأساسية بالنسبة لهم. فوفق التقديرات العسكرية الإسرائيلية كانت هناك تهديدات جادة للمواقع الإستراتيجية الإسرائيلية تطلبت في حينه الرد من قبل إسرائيل[16].
وقد كان لهذا الاتفاق العديد من الجوانب الإيجابية بالنسبة لحكومة بينيت لبيد السابقة المدعومة من مستويات عسكرية وأمنية واقتصادية إسرائيلية لإنهاء الصراع بين البلدين على حقول الغاز في الحدود المائية، لا سيما حقل غاز كاريش، فالاتفاق بين البلدين له أبعاد اقتصادية كبيرة تعود بالفائدة على الخزينة الإسرائيلية، ومن الباب الآخر تحقيق فوائد إستراتيجية مهمة تكمن وراء هذا الاتفاق، فبالرغم من أن حزب الله لم يكن طرفاً مباشراً في هذا الاتفاق؛ إلا أنه لا يمكن التوصل للترسيم دون موافقته، وبذلك تكون إسرائيل قد حصلت على اعتراف بها ضمنياً منه، ويكون قد أسس لأنموذج جديد للعلاقة بين إسرائيل وحزب الله.
وقد تكون الفوائد الأخرى لصالح إسرائيل من خلال تحقيق منافع أمنية وسياسة، فعلى الصعيد الأمني وقفت المؤسسة الأمنية والعسكرية خلف حكومة بينت لبيد آنذاك بغية تعقيد المشهد لدخول حزب الله حرباً ضد إسرائيل من خلال استخراجها للغاز من حقل قانا، وبالتالي تزداد قوة الردع الإسرائيلية تجاه حزب الله، علاوة على أن هذا الاتفاق يسهم بالتخفيف من الأعباء الملقاة على عاتق جيش الاحتلال في حماية حقول الغاز، ومنصات استخراجه في البحر المتوسط، وعلى وجه الخصوص حقل كاريش الذي كان وفق التقديرات العسكرية الإسرائيلية قاب قوسين أو أدنى من استهداف قوات حزب الله له[17] .
ومن جبهة أخرى، وفي إطار عمل إسرائيل للاستفادة بطرق شتى من الحرب الروسية الأوكرانية، والبحث الأوروبي لتعويض الغاز الروسي؛ فقد وُقّعت اتفاقية ثلاثية أيضا في تاريخ 15/6/2022 بين كل من مصر وإسرائيل والاتحاد الأوروبي في القاهرة، لتنص في ثناياها على نقل الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى محطات في مصر ليتم شحنه بعد ذلك إلى السوق الأوروبية، حيث أن إسرائيل لا تمتلك البنية الأساسية المطلوبة لتصدير الغاز مباشرة إلى أوروبا، ويكون الاتحاد الأوروبي وفق هذه الاتفاقية قد استطاع تعويض ما يقارب من 10 بالمئة مما كان يورد إليه قبل الحرب من مصادر أخرى باستبدال غاز من إسرائيل به، واعتبر هذا تاريخيا كونه يعزز من القدرة الاقتصادية لإسرائيل ويجعل لها دورا مركزيا في سوق الطاقة [18].
رابعاً- المخططات الاستيطانية، واستقطاب المزيد من المهاجرين اليهود من أوكرانيا وروسيا
إن الحكومة الإسرائيلية الحالية السادسة لنتنياهو هي الأكثر تطرفاً وتديناً والمشتملة، وفق تركيبتها، على حزب الصهيونية الدينية، الذي أصبح ثاني أكبر قائمة في الائتلاف الحكومي والثالثة في الكنيست، وبذلك تكون قد ضمت وزراء من غلاة المتطرفين، ومنهم من كان موجوداً على قوائم مراقبة جهاز الشرطة الإسرائيلية، وجهاز الشاباك لخطورته على الأمن القومي، وفق اتفاقيات الائتلاف الحكومي بحيث يتولى المتطرفون فيها مناصب سيادية تمكنهم من إدارة شؤون الضفة الغربية المحتلة، والإدارة المدنية التي تعتبر حلقة الوصل بين إسرائيل من جهة والسلطة الفلسطينية والفلسطينيين من جهة أخرى، ما ينعكس على إتاحة المجال لهم لتحقيق ما يؤمنون به من أن التوجه الخلاصي لهم مستند على التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس بالأساس[19].
ومن الأهمية بمكان في هذا السياق ذكر أن المعارضة في إسرائيل اليوم، التي تقود الاحتجاجات في الشوارع، ومعسكر أقصى اليمين الذي يشكل الحكومة يتفقون على المنطلق الأساسي للدولة بيهوديتها، ويكمن الاختلاف بين المعارضة والائتلاف برفع المعارضة لشعار إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية فقط، كما جاء في القانون الأساسي حول حرية الإنسان وكرامته الذي سن العام 1992، فيما يرفع أقصى اليمين الجديد الذي يتصدر الحكم اليوم شعار الدولة اليهودية القومية، كما عبر عنه قانون القومية، إضافة إلى الخلاف حول القضايا الداخلية وعلى رأسها الخطة القضائية[20].
وبناءً على ما ورد، فإن هذا الاتفاق بين المعارضة والائتلاف على يهودية الدولة يتيح لحكومة نتنياهو التحرر من أي ضغوط داخلية لتعميق التفوق اليهودي على جانبي الخط الأخضر من خلال تسريع وتيرة الاستيطان والإعدامات للفلسطينيين، وهدم منازلهم، وضم مناطق فلسطينية جديدة وما يجري الحديث حول مناطق (ج)، والعالم منشغل في الساحة الأوروبية والحرب الدائرة ومآلاتها هناك[21].
إن ما يكترث له نتنياهو بقاء حكومته لأطول فترة ممكنة، ويكون ذلك من خلال الأحزاب المكونة لهذا الائتلاف كاملة، ما يعني إعطاءه مساحة واسعة للصهيونية الدينية الاستيطانية والكهانية للعمل ضد الفلسطينيين على جانبي الخط الأخضر.
خامساً: الهجرة الروسية والأوكرانية إلى إسرائيل أثناء الحرب
تشجع إسرائيل من وجهة نظر دينية صهيونية على استقطاب يهود أوكرانيا وروسيا وتعمل على ذلك، بل إنها تقوم بتوطينهم من خلال إنشاء مستوطنات لهم في منطقة النقب، وفي الضفة الغربية والقدس المحتلة، وقد تكاتفت كل أجهزتها ووزارتها المختصة بالهجرة اليهودية لاستقبال المهاجرين اليهود من روسيا وأوكرانيا.
ووفقًا لبيانات وزارة الهجرة والاستيعاب، كما تسمى في إسرائيل، فلغاية شهر تشرين الأول من العام 2022 وصل عدد المهاجرين الروس إلى 44283، و29133 من بيلاروسيا وأوكرانيا بزيادة تزيد على مرتين مقارنة بالفترة المماثلة في عام 2021، علاوة على تقديم المساعدة لما يقرب من 12877 لاجئا أوكرانيا قد وصلوا إلى إسرائيل دون أن يكون لهم حق العودة كما هو معرف بقانون العودة الإسرائيلي [22] وتعتبر إسرائيل أن وجود اليهود يشكل أهمية استراتيجية أيضًا للاقتصاد الوطني على المدى الطويل[23].
وقد منح عدد من الأوكرانيين الجنسية الإسرائيلية، بالاستناد لقانون العودة الذي يسمح لأي شخص لديه والد يهودي، أو جد يهودي بالحصول على الجنسية ما يمكنه من البقاء بشكل دائم [24] وغير مرتبط بالحرب وتداعياتها، وقد اعتُبِروا عائدين إلى أرضهم وليسوا لاجئين عليها، وقد وفرت لهم كل سبل العيش لتسهيل حياتهم سواء من ناحية العمل والمسكن أم الحصول على الجواز الإسرائيلي لتشجيعهم على البقاء حتى بعد انتهاء الحرب.
وتمثل هذه الخطوة وما يتبعها بداية لعملية تهجير وإحلال مستوطنين على أراضي الضفة الغربية، وفي القدس على حساب السكان الفلسطينيين الأصليين للبلاد، بحيث تكون فرصة ذهبية من خلال هذه الحرب للتخفيف من المشكلة الديمغرافية.
فارتفاع وتيرة الحرب الروسية الأوكرانية يتناسب بشكل طردي، ونسبة المهاجرين ووتيرة الاستيطان الذي قد يؤدي بدوره إلى ارتفاع نسبة المواجهات مع الفلسطينيين.
المبحث الثاني: الموقف الفلسطيني وآثار الحرب عليه
تتسم العلاقات الفلسطينية الروسية بالمد والجزر، فمنذ قيام إسرائيل أبدى الاتحاد السوفيتي تعاطفاً معها، فقد كان معظم قادتها من دول شرق أوروبا الاشتراكية، وكانت قد قدمت إسرائيل نفسها كنموذج اشتراكي لاقى إعجابا كبيراً، ومن جهة أخرى كان هناك تعاطف سوفيتي مع اليهود كضحايا للنازية، وارتكز الخطاب السوفيتي الأيديولوجي على وضع اليهود (ضحايا النازية والفاشية) في ذات الجبهة مع السوفييت.
وقد كان للعدوان الثلاثي على مصر، والعلاقات المصرية السوفيتية القوية تأثير إيجابي لصالح القضية الفلسطينية، وقطعت العلاقات بين الاتحاد السوفيتي وإسرائيل، وأصبح الاتحاد السوفيتي أحد أكبر المساهمين في تسليح الفصائل الفلسطينية، وتدريب كوادرها لغاية وصول غورباتشوف للحكم، حيث تغيرت سياسته لتستميل نحو الولايات المتحدة بالخصوص، والرأسمالية بالعموم، ما دفع بتغيير الموازين مرة أخرى، وإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وقد شكل اليهود الروس القادمون من روسيا إلى إسرائيل بالاستناد للسياسات الروسية المتوافق عليها بين روسيا وإسرائيل، بل ما زالوا، مخزوناً بشرياً له دوره في المعادلة الديمغرافية في إسرائيل لصالح اليهود على حساب الفلسطينيين، مع العلم أن غالبيتهم متطرفون دينياً.
وفي العقدين الأخيرين وبتقاطع المصالح الروسية الإسرائيلية فقد أُبقي على العلاقات الروسية الفلسطينية بحدها الأدنى من الدعم للقضية، وخاصة ما يتعلق بقرارات الأمم المتحدة، حيث تؤيد موسكو باستمرار جميع القرارات المتعلقة بفلسطين، ولا تتوانى روسيا عن إدانتها لإسرائيل ضد ممارستها الصارخة بحق الفلسطينيين، بالإضافة إلى إصدار بيانات التعاطف في مناسبات مختلفة. وما يميز السياسة الخارجية في السنوات الأخيرة هو بناؤها وفق مصالحها، فلم تعد الحليف الاستراتيجي للعرب طيلة الوقت، وإنما علاقاتها تعمقت وتوثقت مع إسرائيل بالاستناد لمنافعها[25].
أولاً: الموقف الرسمي للسلطة الفلسطينية والأحزاب والتيارات الفلسطينية المختلفة
لم تصدر السلطة الفلسطينية أي موقف رسمي من الحرب الروسية- الأوكرانية، ونأت عن الانحياز المباشر لأي طرف، محافظة على علاقات متوازنة مع طرفي الحرب [26].
وبهذا فإن السّلطة باتت في موقف حرج، فمن جهة يعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حليفًا جيدًا للفلسطينيين، وبالتالي لا تود السلطة خسارته، وعلى الجبهة الأخرى؛ لا تريد الإضرار بعلاقاتها مع واشنطن، وهي العلاقات المتسمة بنموها شديد البطء بعد سنوات وصفت بأنها ليست السنوات السمان، ومن جهة ثالثة علاقتها بالاتحاد الأوروبي، وما يشكله من مواقف سياسية تدعم حل الدولتين، علاوة على كونه أحد الأعمدة الجوهرية الممولة للخزينة الفلسطينية.
إن الموقف الرسمي للسلطة الفلسطينية قد سارت عليه عدد من الفصائل الفلسطينية ذات الشعبية الكبيرة مثل حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وحركة الجهاد الإسلامي، اللتين اختارتا التزام الصمت أيضا[27].
وعلى الصعيد الآخر؛ فالفصائل اليسارية المقربة من موسكو بحكم أيدولوجيتها قد عبرت عن دعمها العلني لروسيا، فمنها حزب الشعب الفلسطيني الذي رفض مخططات الولايات المتحدة وحلف الناتو التي أدت لهذه الحرب، والتي لا تخدم الشعبين الروسي والأوكراني، معلنين رفضهم لازدواجية المعايير التي تحكم سياسات الولايات المتحدة الداعم الرئيس للاحتلال الإسرائيلي والذي يقف عائقًا أمام تطبيق قرارات الأمم المتحدة[28].
وعلى ذات المنوال أيدت الجبهة الديمقراطية خطوات الرئيس الروسي، واستنكرت ما وصفته بالإجراءات العدوانية للولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية تجاه روسيا، وحذت حذو هذه الفصائل جبهة النضال الشعبي حيث طالبت بدعم روسيا الاتحادية، والمحافظة على أمنها، ومنع تهديد حلف الناتو للأمن القومي. وضرورة إنهاء التفرد الأمريكي وهيمنته على النظام الدولي، وقد تكون الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قد شذت عن توجهات الفصائل اليسارية آنفة الذكر بحيث لم تعلن عن موقف رسمي بخصوص هذه الحرب، إلا أنه استدل على ذلك من خلال مقال نشر على صفحتها الرسمية، وقد اعتبر الاجتياح الروسي مبرراً يهدف إلى منع أوكرانيا الانضمام لحلف الناتو ما يشكل ذلك من إضرار بالمصالح الروسية، وقد بررت الخطوات الني قامت بها روسيا بضم جزيرة القرم أيضًا [29].
ثانياً: الجانب السياسي
لقد ظهر جلياً وعلى مرأى من العالم أجمع المعايير المزدوجة في التعامل مع الصراعات الدولية التي كانت لغاية بدايات الحرب الروسية – الأوكرانية لا تخرج عن نطاق الشجب والاستنكار بحده الأقصى ضد إسرائيل، واتسمت تصريحات الغرب تجاه الاحتلال الإسرائيلي بكثير من الأحيان بالمجاملة تارة، وبالخجل تارة أخرى، وعلى الصعيد الآخر وبالمقارنة فإن الدول ذاتها اعتبرت خلال أيام من بداية الحرب اعتبرت روسيا بأنها دولة احتلال، يحق للشعب الأوكراني مقاومتها ومواجهة وجودها على أراضيه بكل ما أوتي من قوة وسلاح وعتاد، وقد فرضت الولايات المتحدة، ومن ورائها دول الغرب، عقوبات اقتصادية كبيرة وواسعة على روسيا بعد أيام معدودة من اندلاع الحرب، وليتلوها الدعم الاقتصادي للمقاومين الأوكرانيين من جهة وتزويدهم بالسلاح من جهة أخرى، أما ما يقوم به المدافع الفلسطيني عن أرضه فهو عنف وإرهاب.
ولم تقتصر الازدواجية في المعايير على الدول بل تخطتها لتصل أروقة المحاكم الدولية، فعلى مدار أكثر من 74 عاما حاول الفلسطينيون التوجه لمحكمة العدل الدولية في لاهاي، والمطالبة بفتح ملف تحقيق بالنظر للاعتداءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، إلا أن كل محاولاتهم باءت بالفشل، وعلى النقيض، وبعد أيام معدودة من اندلاع الحرب في أوكرانيا شرعت محكمة العدل الدولية تبحث في احتمالية وقوع جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية مرتكبة من قبل القوات الروسية تجاه المواطنين الأوكران[30] .
ثالثاً: التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين
لقد ساهمت الحرب الروسية- الأوكرانية، وتطوراتها في إبعاد الأنظار عن القضية الفلسطينية على الصعيد الدولي، ما سمح لإسرائيل في الاستمرار أكثر بتنفيذ مشاريعها الاحتلالية والاستيطانية، خاصة مع وجود الحكومة بنسختها الأكثر تطرفاً وعلى رأس أحزابها الصهيونية الدينية الساعية للتعامل مع الشعب الفلسطيني وفق معادلة القمع الميداني والعسكري، مستغلين التحولات الاستراتيجية المبنية على انعدام وجود أفق سياسي، الأمر الذي يدفع بجيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أخذ دور أكثر فعالية من خلال محاولته الانتصار على الفلسطيني من خلال قوة سلاحه.
وقد سقط 291 شهيدا لغاية الأسبوع الأخير من شهر شباط من العام الجاري، جلهم من الضفة الغربية والقدس بواقع 232 شهيداً، وهو الرقم الأعلى منذ عام 2005[31]، وبالرغم من ذلك إلا أن تركيز الإعلام الدولي بما فيه العربي متجهاً أكثر لتغطية الحرب في أوكرانيا، وهذا يضاف إلى حالة التهميش الناتجة عن توقيع اتفاقيات التطبيع الأخيرة، والانشغال بجائحة كورونا خلال الفترة الماضية.
إن توازن القوى في منطقة الشرق الأوسط قد تغير، وذلك بغياب عنصرين منه: المصري والسوري لصالح بروز دور دول الخليج العربي، الذي قد يؤثر بشكل سلبي على القضية الفلسطينية، وهذا التغيير في موازين القوى مرشحاً للازدياد نتيجة ارتفاع أسعار النفط بشكل خاص، الذي يرسخ دور هذه الدول مقابل تراجع الدول العربية الأخرى، وكون غالبية الدول العربية تقف موقف المترقب، فتسعى إسرائيل مستفيدة من هذه الحرب إلى الحد من التوترات ما بين الولايات المتحدة وبعض الدول العربية في مقابل محاولاتهم لتقويض النفوذ الإيراني في المنطقة، وتكوين جبهة ضدها، ما ينعكس على دخول دول عربية جديدة لقطار التطبيع مع إسرائيل على حساب القضية الفلسطينية[32].
رابعاً: الجانب الاقتصادي
إن الاقتصاد الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال الإسرائيلي هو إقتصاد ناشئ ضعيف ومنهك قبل الحرب وبتأثير كبير من جائحة كورونا من جهة، ومن الخطوات التصعيدية للاحتلال الإسرائيلي من جهة ثانية، ومن تقليص حجم المساعدات الدولية بعمومها والأوروبية والعربية بخصوصها من جهة ثالثة، وهو ما انعكس على مشكلة دفع رواتب موظفي السلطة، وترافق ذلك مع حالة الغلاء في الأسعار في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، فقد شهدت الأسواق الفلسطينية ارتفاعاً ملحوظاً على أسعار السلع الأساسية كالقمح والشعير والذرة والزيوت، وهذا الارتفاع يعزى بشكل أساسي لتأثر الاستيراد من كل من روسيا وأوكرانيا، كونهما الدولتين الأكثر قدرة على التنافس من حيث السلع، ورخص ثمنها مقارنة بدول مصدرة أخرى.
ومن هنا ففي الحالة الفلسطينية كان أثر الحرب على الجانب الاقتصادي مضاعفاً لتراكم الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالحكومة الفلسطينية من جهة، ومن جهة أخرى سيطرة الاحتلال على الاقتصاد الفلسطيني وارتباطه به ما يجعل تأثره مرتبطاً بانعكاسات الأزمة الاقتصادية الإسرائيلية نتيجة للحرب كباقي غالبية دول العالم [33] .
الخاتمة:
إن التفاعلات الدولية المتشابكة في الحرب الروسية الأوكرانية قد ألقت بظلالها على الموقف الإسرائيلي بعمومه، ذلك أنه نأى بنفسه عن اتخاذ موقف فاعل تجاه أحد طرفي الحرب، ويتصف وهو موقف أشبه بالمشي بين القطرات قدر المستطاع، ووفق ما يتناسب ومصلحته.
فحكومة نتنياهو تتخذ الموقف المحتاط، كونها تدرك مصالحها الحيوية وكيفية الحفاظ عليها قبل أي شيء آخر، وتحاول المراوغة في حسم موقفها إزاء الصراع القائم بين الولايات المتحدة وروسيا على الساحة الأوكرانية، بل إنها لا ترغب هذه الحكومة في المجازفة بزعزعة مصداقية سرديتها القائلة إنها جزء من العالم الغربي، ومقر الديمقراطية الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط، وفي ذات الوقت ترى بشكل واضح لا يقبل الشك إثارتها غضب بوتين في هذه المرحلة من قبلها سيكون رده تقويض التفاهمات الأمنية بينهما، تلك المتعلقة بحرية العمل العسكري الإسرائيلي في سوريا، الذي قد يعزز النفوذ الإيراني، ويسرع من وتيرة نقل الأسلحة من طهران إلى حزب الله.
وإن الانتقادات العلنية لروسيا التي قد كان آخرها ما قاله وزير خارجيتها خلال زيارته لكييف قد بقي في إطار الكلام المجرد، فما يثير سخط الروس تزويد الأوكرانيين بالسلاح، ونقله إليهم، وهذا ما لم تقم به إسرائيل لغاية الآن، فالمصالح الروسية الإسرائيلية في سوريا مشتركة ومتشابكة، والتنسيق بينهما موضوع في غاية الأهمية بالنسبة للطرفين، إذ إن الأمن القومي الإسرائيلي مرتبط بحرية العمليات العسكرية وتنفيذها في سوريا، وتستفيد روسيا من هذه المعطيات من خلال ممارسة ضغطها على إسرائيل بعدم الدخول بالحرب من جهة، ويكون استخدام روسيا إسرائيل للضغط على إيران، والتخفيف من نفوذها على حساب الروس في هذه المنطقة الجغرافية.
ومما يجدر قوله حول روسيا أنه ما دامت إسرائيل غير مستعدة للقيام بتغيير المعادلة في نقل السلاح لأوكرانيا لطالما بقيت التفاهمات في سوريا، وبالنسبة لإسرائيل باستمرار عدم رجحان.
كفة الميزان لأوكرانيا وحلفائها، وبقاء قوة روسيا في سوريا، وحاجة إسرائيل لها في هذا المضمار، فإنها ستستمر في مشيها بين القطرات دون التبلل.
إن مصلحة إسرائيل الاستراتيجية بالتنسيق مع روسيا لضرب أهداف في سوريا تعيها الولايات المتحدة تماماً، وتدرك العلاقة المميزة التي تربط بنيامين نتنياهو وفلاديمير بوتين أيضاً، لذلك لن تضغط الولايات المتحدة على إسرائيل أكثر لاتخاذ مواقف عملية من الحرب الأوكرانية، ما قد يثير غضب بوتين تجاه إسرائيل.
وفيما يتعلق بالجانب الفلسطيني؛ فإن موقف الحياد الذي تبنته السلطة الوطنية الفلسطينية؛ يمكن إرجاعه لضغوط الإدارة الأمريكية عليها لاتخاذ موقف صريح يدين الإدارة الروسية في حربها على أوكرانيا، فمن جهة ما زالت السلطة تراهن على إدارة بايدن بدفع الطرف الإسرائيلي للعودة لمسار التسوية، وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن، والقنصلية الأمريكية في شرقي القدس المحتلة وفق وعود هذه الإدارة، ومن جهة أخرى فقد استفادت القيادة الفلسطينية من دروس الماضي، ولا ترغب في تكرار تجربتها بالوقوف علناً مع أحد أطراف الحرب كما فعلت مع النظام العراقي عند احتلاله لدولة الكويت، وما ترتب عليه من تداعيات قد أضرت بالمصالح الفلسطينية في الكويت، ودول الخليج، والدول العربية المؤيدة للكويت آنذاك بعد خسارة العراق لحربه.
فمهما كانت النتائج العسكرية المترتبة على الحرب الروسية الأوكرانية، فالأهم هو الارتدادات السياسية التي ستنجم عنها، وربما سنكون تحت شعار الحرب في أوكرانيا والتسوية في آسيا، ومن هنا فقد ساد التوجس الموقف، فيما يتعلق بمستقبل القضية الفلسطينية، فلعل العقود الثلاثة الماضية كانت جزءاً من عناوينها البارزة هو تراجع أولوية القضية الفلسطينية في أجندات الدول العربية، فالتغييرات التي عصفت بالمنطقة بسبب الحروب المتواصلة والمخاطر الأمنية الدائمة بعد حرب الخليج الثانية، دفعت الدول العربية عامة، والمحيطة بفلسطين خاصة إلى إعادة النظر في ترتيب أولوياتها، وعلى رأس ذلك دخول إيران واختراقه للنسيج الديموغرافي في عدد من الدول العربية قد دفع بالاتجاه الآخر للدول العربية بالانفتاح طوعا على إسرائيل، والتقرب منها لصد التوغل الإيراني على حساب القضية الفلسطينية، ويعزز التوجه الإسرائيلي بتجاوز القضية وتصفيتها ومحاولة إجبار الفلسطينيين بالقبول بالحلول الاقتصادية وفق صفقة القرن بدلا من الحلول السياسية.
وبذلك تكون الحرب الروسية- الأوكرانية اللاعب الأساسي للمتغيرات السياسية في دائرة الشرق الأوسط عموما والقضية الفلسطينية خصوصا، فكما الحرب العالمية الأولى قد نتج عنها وعد بلفور وتمخض عن الحرب العالمية الثانية قيام دولة إسرائيل، وبذلك لطالما دفع الفلسطينيون ثمن الحروب التي لم تدر رحاها على أراضيهم، ومن هنا تعتبر القضية الفلسطينية من أكثر القضايا الدولية تأثرا بالمتغيرات الدولية والإقليمية، بحكم تشابك المصالح واختلافها بين الفاعلين والمؤثرين في هذه القضية.
[1] -كانت حركة سياسية للإصلاح داخل الحزب الشيوعي الاشتراكي في الثمانينيات (1986)، وكثيراً ما ترتبط بالزعيم السوفيتي ميخائيل غورباتشوف واصلاحه السياسي المعروف باسم گلاسنوست (تعني “الشفافية، الانفتاح” وتعني كلمة پرسترويكا إعادة الهيكلة وتشير لإعادة هيكلة النظام السياسي والاقتصادي السوفيتي، موقع المعرفة، تاريخ الزيارة 1\3\2023، أنظر في الرابط: https://shorturl.at/wxY35
[2] -Raz Zimmt.Gallia The Iranian-Russian-Turkish Summit in Tehran Lindenstarauss.others. INSS. last visit .1/3/2023. Link https://bit.ly/3YllyZd
[3]– عاطف أبو سيف، علاقات إسرائيل الدولية السياقات والأدوات، الاختراقات والاخفاقات، 2014، مركز مدار الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية، رام الله، ص 204 .
[4] عادي كاتسمن، سنة على الحرب في أوروبا ، مقال باللغة العبرية، مرجع سابق ذكره، تاريخ الزيارة 2\3\2023
[5] باراك ربيد، رغم طلب إدارة بايدن: رفضت إسرائيل التعبير عن دعمها لإدانة الغزو الروسي في الأمم المتحدة، موقع والا العبري، تاريخ الزيارة 27\2\2022، الرابط الالكتروني: https://news.walla.co.il/item/3491261
[6] عبد الروؤف ارناؤوط، سفير أوكرانيا يطالب إسرائيل بتقديم الأسلحة والمعدات الواقية، وكالة الاناضول، 3\2022، تاريخ الزيارة 27\2\2022، الرابط الالكتروني: https://bit.ly/3Jc2rfS
[7] الأمم المتحدة، الجمعية العامة تصوت لصالح قرار يشجب العدوان على أوكرانيا، موقع اخبار الأمم المتحدة، تاريخ الزيارة 18\2\2023، الرابط الالكتروني :https://bit.ly/3Ye88OF
[8] يهونتان ليس، نائب السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة يدين الهجوم الروسي على أوكرانيا، موقع جريدة هآرتس العبرية، مقال باللغة العبرية، 3\2022، زيارة الموقع 18\2\2022، الرابط الالكتروني https://bit.ly/3ZaQDQt
وقد ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لبيد قد أوعز إلى نوعا فورمان- نائبة السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة- بإلقاء كلمة إسرائيل أمام الجمعية العامة، بدلا من السفير. وكانت مصادر سياسية قد اعتبرت ان اسناد القاء الكلمة لم يعطى للسفير الإسرائيلي مبيناً على قلق من الحكومة بأن يقوم السفير أردان بإرباك موقف إسرائيل. وإيقاعها مع روسيا، خلال كلمته أمام الأمم المتحدة.
[9] Joshuva Dadiduvich.Stuck in the middel with Ukraine what the press is saying about Russias invaeion. The Time of Israel. 1/3/2023. https://bit.ly/3y8w3nR
[10] Anna Borshcheskaya. Why israel is hesitant about suppling Ukraina with air defense systems. The Washington institute for near east policy. 11/22. Last visit 1/3/23 . link https://bit.ly/3kI45fN
كانت إدانة إسرائيل لروسي من خلال تصريحاً لوزير خارجيتها حيث ندد في الحرب في أوكرانيا وقال: ” بأن دولة كبيرة وقوية تغزو بدون أي مبرر دولة أصغر منها، وذكر ايضاً بان الأرض مجدداً تمتص دماء الأبرياء.
[11] في مقابلة مع قناة CNNالأميركية يوم الأربعاء 1\2\2023، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن دولته لا تريد مواجهة عسكرية مع روسيا، مشيراً إلى أن الطائرات الإسرائيلية والروسية تحلق بجانب بعضها البعض، وأكد أن حكومته ستحد من الحديث بعلانية عن الأزمة الأوكرانية، لكنه أكد أن تل أبيب ستستمر في دعم كييف إنسانيا، في حين تجاهل مسألة دعمها عسكريا. وأوضح أن إسرائيل لديها علاقات مصالح شاملة مع روسيا على حدودها مع سوريا، وأشار أيضا إلى أن حرية الجو التي تحتاج إليها إسرائيل في سوريا، يمكن أن تقودها إلى اشتباك مع الطيارين الروس. وأفضل ألا يحدث هذا. وقد ذكر في هذه المقابلة نتنياهو ما أخبر به الرئيس الروسي صراحة بانه ليس لديهم خيار سوى التصرف بعقلانية لمنع الصدام بينهم. وأكد على أنه يمكن توفير مثل هذا التنسيق، بحيث لا توجد اشتباكات بين قواتهم الجوية، لافتاً بقوله عدم رغبته بوقوع مواجهة عسكرية روسية إسرائيلية، ونشر ذلك في موقع الجزيرة، رئيس وزراء إسرائيل يجتمع مع بوتين في موسكو، 3\2022، تاريخ الزيارة 27\2\2023، الرابط الالكتروني https://bit.ly/3EWBbzj
[12] مقابلة شفوية اجريتها مع الدكتور فادي نحاس، في جامعة حيفا وخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية الإسرائيلية في مركز مدار رام الله بتاريخ 23\2\2022 الساعة الثامنة مساءا .
[13]Raz Zimmt.Gallia Lindenstarauss.others. The Iranian-Russian-Turkish Summit in Tehran, INSS . last visit 1/3/2023 . link https://bit.ly/41GjAp8
[14] ا عصام عبد الشافي، الحرب الروسية الأوكرانية ومستقبل النظام الدولي، مركز الجزيرة للدراسات، 2022، تاريخ الزيارة 18\2\2023، الرابط الالكتروني https://bit.ly/3Zhsx6A
[15] الأمين العام للأمم المتحدة: اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل “يمكن أن يعزز الاستقرار في المنطقة، موقع اخبار الأمم المتحدة، تاريخ الزيارة 18\2\2023، https://rb.gy/11okd
[16] Udi Dekel . Hezbollah Challenges Israel: Time to Rethink the Policy of Restraint. INSS. last
vistit 27/2/2023 . link https://bit.ly/3kHQQLW
[17] Oma Mizrahi, The Agreement with Lebanon: The Benefits Outweigh the Drawbacks, last visit 18/2/2023 . link https://bit.ly/3ZkQEBl
[18] محمود سامي، اتفاقية ثلاثية بين مصر وإسرائيل واروبا من الرابح في سوق الغاز ولماذا، موقع الجزيرة، 6\22، تاريخ الزيارة 3\3\2023، الرابط الالكتروني https://bit.ly/41APqDA
[19] اشرف بدر، الخلاص الهيكل صعود الصهيونية الدينية، أوراق بحثية، مركز القدس، تاريخ الزيارة 28\2\2023، الرابط الالكتروني file:///C:/Users/Admin/Downloads/alkhlas-1652899509czhid.pdf
[20] مركز مدار، الجانب المخفي من تشريعات الانقلاب القضائي خطوة أخرى كبيرة لجعل إسرائيل دولة شريعة يهودية ، تاريخ الزيارة 28\2\2022، الرابط الالكتروني https://rb.gy/plnz8
[21] عدنان أبو عامر، سيطرة الاحتلال على مناطق ج بالضفة تتوسع من اجل ضمها، موقع عربي 21، تاريخ الزيارة 29\2\2022، الرابط الالكتروني https://rb.gy/8g2my
[22] موقع الكنيست، البرلمان الإسرائيلي، بيانات حول الهجرة الروسية الأوكرانية لإسرائيل لعام 2022، تاريخ الزيارة 28\2\2022، الرابط الالكتروني https://rb.gy/i00kg
[23] موقع الرسمي لوزارة الهجرة والاستيعاب الإسرائيلية، زيارة الموقع في تاريخ 28\2\2022، الرابط الالكتروني https://bit.ly/3INp7lc
[24] قانون العودة الإسرائيلي، تاريخ الزيارة 28\2\2023، لرابط الالكتروني https://bit.ly/3IQ3HDJ ،
[25] نهلة الخطيب، السياسة الخارجية الروسية تجاه القضية الفلسطينية خلال عهد الرئيس بوتين 2012-2021، مركز الديمقراطي العربي، تاريخ الزيارة 28\22\2022، الرابط الالكتروني https://democraticac.de/?p=85010
[26] في تاريخ 6\3\2022 عقدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير اجتماعها، لمناقشة الأزمة الأوكرانية، في ظل تراجع الاهتمام الدولي بالقضية الفلسطينية. إلا أنه لم يعلن عن أي من نتائجه.
[27] باستثناء تغريدة لموسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحماس، عبر تويتر، كتب فيها أن “الحرب الروسية الأوكرانية تشي بأن عهد أميركا بوصفها قطبًا متفردًا بالعالم قد انتهى، لعدم قدرتها على اتخاذ قرار الحرب ضد روسيا، وقال إنه “على إثر ذلك لن تكون أميركا مقررًا في السيادة الدولية، وهنا يمكن الحديث عن مستقبل كيان الاحتلال.
[28] وقد كان اتصال هاتفي في تاريخ 9\4\2022 بين رئيس الحزب ونائب وزير الخارجية الروسي.
[29] ونشر مقال على الصفحة الرسمية للجبهة الشعبية بتاريخ 24\2\2022 بعنوان أوكرانيا والبطن الرخوة اعتبرت ان الاجتياح محاولة استباقية لمنع انضمام، وللاطلاع أكثر حول مواقف الفصائل الفلسطينية يمكن الرجوع للدراسة التي أعدها اياد أبو زنيط بعنوان المواقف الفلسطينية من الحرب الأوكرانية بين منطلقات التأييد والمعارضة، مركز رؤيا للتنمية السياسية، تاريخ الزيارة 4\3\2023، الرابط الالكتروني bit.ly/3WNR7vg
[30] برند ريغرت/ عارف جابو، محاكم دولية تحقق في غزو أوكرانيا – هل سيقف بوتين في قفص الاتهام، موقع DW، تاريخ الزيارة 1\3\2022 ، الرابط الالكتروني https://rb.gy/d24q0
[31] وفق موقع الجهاز المركزي الفلسطيني، تاريخ الزيارة 28\2\2023، الرابط الالكتروني https://bit.ly/3ZhLpTa
[32] بيسان عدوان، مسار عربي من التطبيع على التحالف الاستراتيجي ، العربي الجديد، تاريخ الزيارة 1/3/2022 الرابط الالكتروني https://shorturl.at/MYZ29
[33] أحمد صقر، حرب أوكرانيا تفاقم الوضع الاقتصادي في الأراضي الفلسطينية، عربي 21، 22/3، تاريخ الزيارة 3/3/2023، الرابط الالكتروني https://bit.ly/3ZfpsE6