سياسية

قراءة في كتاب : تركيا – التاريخ الحديث والمعاصر

محمد حسن – باحث وصحفي

متحصل على شهادة الماجستير في الإعلام والدراسات الثقافية من معهد الدوحة للدراسات العليا، ويعمل في مجال الصحافة التلفزيونية، متخصص بالأخبار الدولية .

مقدمة:

ربما لم تحظ دولة في منطقتا بهالة من الأساطير التي تتعلق بنشأتها وهويتها وطبيعة علاقاتها خارجياً والديناميات التي تحكم عملها داخلياً كما هو الحال مع تركيا الحديثة. وهو ما يجعل من دراسة تاريخ تلك الدولة شديدة التأثير في محيطها أمرا بالغ الأهمية، حتى نفند هذه الأساطير ونقف على طبيعة البلد صاحب الموقع المتميز والعلاقات المتشابكة والإرث الإمبراطوري.

وقد حاول العديد من الكتاب والمتخصصين القيام بهذه المهمة عبر الغوص في التاريخ الحديث لتركيا، ومعرفة طبيعة “الصراع على روحها” ما بين الأناضول في الوسط والشرق والروملي على السواحل وفي الغرب، وفهم أسباب تردد الأتراك بين أن يكونوا رأساً في الشرق أو ذيلاً للغرب، أو بتعبير آخر: بين أن يصبحوا سمكة صغيرة في الحوض الغربي أو سمكة كبيرة في حوض الشرق!، واخترنا من بينهم هؤلاء الكتاب الدكتور يوسف حسين عمر الأستاذ المشارك في قسم التاريخ بجامعة الأقصى الفلسطينية، لنعرض كتابه “تركيا.. التاريخ السياسي الحديث والمعاصر (1923 – 2018)”، الذي نشره المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، والواقع في نحو ألف صفحة.

وخلال هذا الكتاب يشرح لنا الباحث كيف انهارت الدولة العثمانية بعد الهزيمة في الحرب العالمية الأولى والطريق الذي سلكته لتتحول إلى دولة قومية “جمهورية”، والدور الذي قام به مصطفى كمال أتاتورك (1923-1938) ورفيق دربه مصطفى عصمت إينونو (حتى عام 1960) خلال هذه الفترة الحاسمة. كما يجيب على سؤال بخصوص ما إذا كان تمسك المؤسسة العسكرية التركية بالعلمانية نابعا من كره أصيل للإسلام، أم أن العلمانية لم تكن سوى وسيلة لمنع المدنيين من استخدام العاطفة الشعبية الإسلامية لدى غالبية الأتراك – وبطريقة ديمقراطية – لإضاعف هيمنتهم على دولة قومية هم مؤسسوها وحماتها! .

ثم يشرح الكتاب تفاصيل قيام وتراجع الجمهوريّة التركيّة الثانية التي بدأت بانقلاب 1960، وانتهت بانقلاب 1980 الذي أسس بدوره الجمهوريّة التركية الثالثة في الفترة المضطربة بين عامي 1980 و2002.

كما يشرح الكتاب بإسهاب الطريق الذي سلكته تركيا لتدخل في عهد حزب العدالة والتنمية الذي حاول تجاوز أخطاء الإسلاميين التقليديين وتشكيل تحالف يضم النخب الديمقراطية بهدف التغلب على نظام متشابك شبه استبدادي مبني على وصاية الجيش والمستويات العليا من البيروقراطية. وكيف شكل الحزب ما يعرف بالجمهورية التركية الرابعة، قبل أن يحسم صراعه – ولو مرحليا – مع الجيش إثر فشل انقلاب عام 2016.

يمكنكم تحميل النسخة الإلكترونية PDF (اضغط هنا)

Admin

مركز المتوسط للدراسات الاستراتيجية: مؤسسة فكر وتخطيط استراتيجي تقوم على إعداد التقديرات وتقديم الاستشارات وإدارة المشروعات البحثية حول المتوسط وتفاعلاته الإقليمية والدولية. لا يتبنى المركز أية توجهات مؤسسية حول كل القضايا محل الاهتمام، والآراء المنشورة تعبر عن أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي المركز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى