الموقف الإفريقي من الحرب على غزة في ظل التوجه (الإسرائيلي) نحو القارة
نبيل خالد مخلف
جامعة الأنبار كلية القانون والعلوم السياسية
ملخص:
يشكل العدوان الإسرائيلي على غزة واحدة من أبرز القضايا التي ساهمت في تغيير مسار العلاقات الدولية وتشكيل مواقف ورؤى دولية متباينة وجديدة حول القضية الفلسطينية. تسعى هذه الدراسة للوصول إلى فهم دقيق للعوامل المؤثرة في سياسات الدول الإفريقية تجاه القضية الفلسطينية في ظل التوجه الإسرائيلي الحالي نحو القارة الإفريقية، بالإضافة إلى توضيح موقف الشعوب الإفريقية من العدوان الإسرائيلي على غزة. فبالرغم من أن بعض الدول الإفريقية اتخذت مواقف محايدة بسبب علاقاتها الأخيرة مع إسرائيل، فإن الرأي العام الواسع النطاق حول القتل المتعمد والمنهجي للمدنيين العزل على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية قد أجبر القادة السياسيين الأفارقة على اتخاذ مواقف تدين الكيان الإسرائيلي، هذا الوضع من شأنه إعادة رسم علاقات أفريقيا الدولية مع الكيان الإسرائيلي، مما سيؤثر بشكل كبير على مستقبل الوجود الإسرائيلي داخل القارة.
الكلمات المفتاحية:
الدول الإفريقية، العدوان الإسرائيلي، غزة، المواقف الشعبية.
مقدمة:
تشهد منطقة الشرق الأوسط منذ عقود صراعات معقدة، ومن أبرز هذه الصراعات “الصراع الفلسطيني (الإسرائيلي)”، الذي تكرر تجسيده من خلال العدوان على غزة، حتى تحولت هذه القضية من شأن محلي إلى مسألة تشغل الرأي العام العالمي. وتتفاعل مع هذه القضية مختلف الدول في المجتمع الدولي، وتعد الدول الإفريقية جزءاً من هذا المجتمع الذي اتخذ مواقف متنوعة إزاء العدوان (الإسرائيلي) على غزة.
وقد لعبت المواقف الإفريقية تجاه قضية فلسطين دوراً مهماً في تشكيل الرأي العالمي بشأن ما يتعرض له المدنيون في غزة من إبادة جماعية، في ظل صمت دولي على التصرفات الإجرامية للكيان (الإسرائيلي) التي تجسدت في إبادة الفلسطينيين، وتدمير أحيائهم السكنية، بالإضافة إلى قصف المستشفيات وقطع سبل العيش عنهم.
وعلى هذا الأساس، كان للاتحاد الإفريقي دور كبير في تأييد المجتمع الدولي الرافض للعدوان (الإسرائيلي) على غزة ومحاولات تهجيرهم صوب صحراء سيناء المصرية، بالرغم من تباين مواقف بعض الدول الإفريقية إزاء القضية.
فعلى سبيل المثال، التزمت بعض الدول الإفريقية الصمت إزاء ما يحدث في فلسطين وما يقوم به الكيان (الإسرائيلي)، ويعود ذلك إلى التقارب (الإسرائيلي) مع هذه الدول في الفترات القليلة الماضية، والتي شهدت تطوراً ملحوظاً في العلاقات بين الجانبين. وبناءً على المتغيرات التي طرأت على بعض دول القارة الإفريقية، واتسام موقفها بالتقارب والتطور الملحوظ في العلاقات مع الكيان (الإسرائيلي)، انعكس ذلك سلباً على التقارب الإفريقي الفلسطيني، مما أدى إلى اتخاذ قرار الصمت دون رفض الأفعال (الإسرائيلية)، رغم أن الاتحاد الإفريقي اتخذ موقفاً حازماً ومعارضاً لعدوان الكيان على غزة، مؤيداً دعمه ونصرته للشعب الفلسطيني.
أهمية البحث: يسعى هذا البحث إلى فهم العوامل المؤثرة في سياسات الدول الإفريقية تجاه القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى توضيح موقف الشعوب الإفريقية إزاء الشعب الفلسطيني.
هدف البحث: يكمن هدف البحث في السعي لبيان موقف الدول الإفريقية على الساحة الدولية حيال التصعيد (الإسرائيلي) الخطير القائم في فلسطين، بالاستناد على التصريحات الرسمية لرؤساء الدول، والمواقف الدبلوماسية، والتحليلات السياسية، بهدف تقديم رؤية عامة ومتوازنة.
إشكالية البحث: قامت الدول الإفريقية بدور كبير في دعم القضية الفلسطينية وتشكيل الرأي العام العالمي تجاه القضايا الإنسانية وحرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين الفلسطينيين. وبالتالي، تتمحور إشكالية البحث حول السؤال المركزي الآتي: هل تتبنى جميع الدول الإفريقية موقفاً موحداً معارضاً للعدوان الإسرائيلي على غزة؟
ويتفرع عن هذا السؤال عدة تساؤلات فرعية:
– ما هو موقف الدول الإفريقية وشعوبها إزاء التصعيد (الإسرائيلي) على غزة؟
– ما هو واقع الحضور (الإسرائيلي) في القارة الإفريقية؟
– ما مستقبل الحضور (الإسرائيلي) في القارة الإفريقية بعد الحرب على غزة؟
فرضية البحث تنطلق من الفكرة الرئيسة التي مفادها: “كلما اتخذت دول القارة الأفريقية موقفاً حازماً وموحداً ومعارضاً لسياسة الكيان الإسرائيلي، وداعماً للقضية الفلسطينية في المنظمات الدولية، زاد التأثير الدولي على الكيان الإسرائيلي لوقف العدوان على غزة.”
منهجية البحث: استخدم الباحث منهج التحليل النظمي، وذلك من أجل فهم وتحليل طبيعة سياسات الدول الإفريقية إزاء القضية الفلسطينية (الإسرائيلية)، ومحاولة فهم طبيعة المواقف الإفريقية إزاء التصعيد الخطير في قطاع غزة.
هيكلية البحث: تم تقسيم هذا البحث إلى خمسة محاور رئيسية، تناول المبحث الأول التوجه (الإسرائيلي) إزاء القارة الإفريقية، بينما تناول المبحث الثاني موقف دول الاتحاد الإفريقي من الحرب على غزة، في حين يتضمن المبحث الثالث تضامن الشعوب الإفريقية إزاء التصعيد (الإسرائيلي) على غزة، أما المبحث الرابع التحركات الإفريقية لوقف العدوان على غزة، وأخيراً تم التطرق في المبحث الخامس إلى مستقبل التواجد الإسرائيلي في القارة الإفريقية بعد الحرب على غزة.
المبحث الأول: التوجه (الإسرائيلي) إزاء القارة الإفريقية:
يتسم القرار (الإسرائيلي) بضرورة توطيد العلاقات الدولية وتوسيع مناطق النفوذ من خلال إقامة العلاقات الدبلوماسية. وقد رأت القيادة الإسرائيلية أن القارة الإفريقية تمثل أهمية كبيرة في توجهاتها المستقبلية، مما يمكنها من ممارسة ضغوط لتطوير العلاقات وحث الدول الإفريقية على الاعتراف بإسرائيل ككيان موجود.
ومن هذا المنطلق، يدرك الكيان الإسرائيلي ضرورة التوجه نحو القارة الإفريقية لما تشكله من أهمية استراتيجية، ولما يمكن أن تحققه من أهداف مستقبلية. ويعتبر السياسيون الصهاينة الدول الإفريقية داعمة للدول العربية، ولذلك عملت إسرائيل على تعزيز حضورها لبث التفرقة بين الدول العربية والإفريقية ومنع تأسيس أي روابط عربية-إفريقية[1].
وفي سياق متصل، قامت كل من بريطانيا وفرنسا بنقل العديد من اليهود الأوروبيين إلى الدول الإفريقية كمستثمرين وفنيين تمهيداً لتحقيق الدوافع (الإسرائيلية)، ولم تكتف بذلك فحسب بل قامت أيضاً بمنح الكيان الإسرائيلي قنصليات فخرية في الدول التي تسطير عليها بريطانيا وفرنسا، بهدف تحويل هذه القنصليات إلى سفارات بعد أن تنال الدول الإفريقية استقلالها، كما أن الكيان الإسرائيلي أبدى رغبته في حضور الإعلان الخاص باستقلال هذه الدول، وهو ما أضفى أيضاً إلى زيادة التقارب وتطور العلاقات بين القيادات اليهودية والإفريقية[2].
ومن هذا المنطلق، تطورت العلاقات (الإسرائيلية) الإفريقية تطوراً كبيراً خلال السنوات القليلة الماضية، مما وفر لها حرية التحرك في تعاملاتها مع الدول الإفريقية ضمن إطار علاقات التقارب والتعاون المشترك. وقد ركزت (إسرائيل) على هدفها الأساسي المتمثل في توطيد العلاقات (الإسرائيلية) المغربية بهدف ضمان تطويق تحركات الجزائر، العدو التقليدي للكيان الصهيوني.
وفي عام 2018، برزت المغرب كإحدى الدول العربية المؤهلة للتوقيع على اتفاقية التطبيع مع الكيان الصهيوني، وذلك في إطار الخطة المرسومة من قبل الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، في عام 2020، التي تسعى إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين[3].
عرفت هذه الفترة على أنها فترة الانفتاح (الإسرائيلي) على دول القارة الإفريقية، ومن ثم تعزيز هذا الانفتاح في مجالات مختلفة تشمل الأمن والاقتصاد والتجارة والسياسة، فبعد أن وطد الكيان الإسرائيلي علاقاته مع الدول التي كانت تدعم الموقف الفلسطيني ضد الموقف (الإسرائيلية)، لم يبق لهذه الدول سبباً وجيهاً إلا أن تراجع حساباتها وتنظر في أولوياتها سعياً وراء تحقيق مصالحها، خصوصاً أنها اتخذت من الكيان الصهيوني نموذجاً يحتذى به، بالإضافة إلى الصورة التي رسمتها سياسة الكيان الإسرائيلي عن نفسها لدى الدول الإفريقية بأنها نموذج حي لمقارعة التنظيمات الإرهابية[4].
وعليه، يمكن إيجاز أبرز البرامج التي تقوم بها سياسة الكيان الإسرائيلي تجاه الدول الإفريقية من أجل تحقيق أهدافها وتوجهاتها ، فيما يلي[5]:
- برنامج بلقنة المنطقة الإفريقية: تسعى من خلال برنامج بلقنة المنطقة الإفريقية إلى تحقيق هدفها الساعي لتجزئة الوطن العربي، من خلال استغلال المشكلات والتحديات التي تواجهها الدول العربية لإثارة المزيد من التحديات التي تؤدي لتفكك هذه الدول.
- برنامج شد الأطراف: تهدف من خلاله إلى إدخال الدول العربية في صراعات مستمرة تفضي لتشتيت وزعزعة أمن المنطقة لصالح مصلحتها القومية.
- برنامج حلف المحيط: تسعى من خلاله للحفاظ على أمن الكيان الإسرائيلي من خلال الارتباط الوثيق مع الدول غير العربية.
بالتالي، يسعى الكيان الصهيوني إلى توظيف الولايات المتحدة الأمريكية كلاعب أساسي في القارة الإفريقية، مدفوعًا بسياساته لتحقيق الأهداف المستقبلية الرامية إلى تعزيز الحضور (الإسرائيلي) وإثارة قضايا التفكك العربي الإفريقي. بالإضافة إلى ذلك، يهدف الكيان الصهيوني إلى توطيد العلاقات مع الجانب الإفريقي لكسب التأييد لصالحه في المنظمات الدولية والإقليمية، والسيطرة على مواقف الدول الإفريقية إزاء القضية الفلسطينية. كما يسعى الكيان إلى جعل هذه الدول تعترف دوليًا بوجوده كدولة شرعية وقانونية ذات كيان خاص ومكانة دولية[6].
المبحث الثاني: موقف دول الاتحاد الإفريقي من الحرب على غزة
أسهمت عدة متغيرات في إعادة هيكلة الموقف الإفريقي تجاه القضية الفلسطينية، بالأخص الدول الإفريقية غير الناطقة باللغة العربية، على نحو مختلف كثيراً للقيم التي ترتبط بمبادئ الوحدة والتضامن الإفريقي، خاصةً بعد تنامي الحضور (الإسرائيلي) في القارة وتوطيد علاقاتها مع (44) دولة إفريقية، ونقل بعض الدول سفاراتها إلى القدس مثل دولة ملاوي عام ،2020 ودولة غينيا الاستوائية عام 2021، علاوة على قرار الاتحاد الإفريقي بإعطاء الكيان الصهيوني صفة المراقب في المنظمة القارية في عام 2021، وتأتي هذه الخطوات في إطار توثيق الترابط مع الكيان الإسرائيلي، على الرغم من معارضة (15) دولة افريقية من بين مجموع 54)) دولة على قرار الاتحاد الأفريقي[7].
وفي سياق متصل،فإن اعتراض الدول الـ (15) على قرار منح الكيان الإسرائيلي صفة المراقب شكل تحدياً كبيراً للمساعي (الإسرائيلية)، وهو ما أدى إلى تعليق القرار بطلب من الدول المعارضة وكانت أبرزها نيجيريا وجنوب إفريقيا والجزائر معتبرين قرار رئيس المفوضية تجاوزاً سياسياً، كما ترى أن منح الكيان الإسرائيلي صفة المراقب في المنظمة القارية يتعارض مع مواقف إفريقيا من القضية الفلسطينية، وعلى هذا الإثر أدركت سياسة الكيان الإسرائيلي أن هذه الخطوة ستعيد رسم خريطة المواقف الإفريقية تجاه القضية الفلسطينية[8].
وعلى هذا الأساس سعت سياسة الكيان الإسرائيلي إلى توظيف أدوات القوة الناعمة لزيادة التقارب والقبول بين الجانبين، إذ ترى بأن كسب الدول الإفريقية لصالحها يضمن تحقيق التفوق (الإسرائيلي) ووضع حد للمد الفلسطيني، كما تعتبر أن التقرب من الدول الإفريقية يضمن لها خلاصها من التحديات الأمنية التي تهدد أمن الكيان الإسرائيلي، لذلك فهي تسعى إلى كسب الدول المعارضة لإنجاح مخططها وهو ما يؤكده وزير الخارجية السابق “آبا إيبان” حين قال ” أن (إسرائيل) في أمس الحاجة للتقرب من الدول الإفريقية لأنها تمنح (إسرائيل) فرصاً للتأييد في المسرح الدولي”[9].
ووفقاً لذلك يمكن إيجاز خارطة التفاعلات الإفريقية إزاء القضية الفلسطينية (الإسرائيلية) وهي على النحو الآتي:
الكتلة المؤيدة: أظهرت عدداً من الدول الإفريقية وقوفها التام والداعم للقضية الفلسطينية ضد وحشية الكيان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، وتأتي مصر، وجنوب إفريقيا، وتونس، وموريتانيا، والجزائر، من بين أبرز الدول التي دعت إلى وقف العنف الدائر في قطاع غزة، عارضين الاستعداد الكامل للتنسيق مع المنظمات الدولية والدول الكبرى لوضع حد للصراع الدائر بين الفلسطينيين والكيان الإسرائيلي[10].
الكتلة المعارضة: تتعلق هذه الكتلة من الدول الإفريقية بعامل التقارب الكبير الذي حصل بين كلاً من الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية، سواء كان هذا التقارب على المستوى السياسي أو الأمني أو الاقتصادي أو التنموي، فضلاً عن ضعف الارتباط بين هذه الدول وبين العمق العربي، وتأتي في مقدمة هذه الدول، كينيا، والتوغو، والسنغال، وغانا، والكاميرون، ورواندا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وبالرغم من حدة السلوكيات والخطابات إلا أن السخط الشعبي إزاء القضية الفلسطينية والناتج عن تعبئة الرأي العام الإفريقي إبان قيام “قمة القاهرة للسلام” في الحادي والعشرين من أكتوبر من العام 2023، أسهم في توجيه الخطابات السياسية مما أدى إلى إعادة صياغة موقف هذه الدول ودعمها للقضية الفلسطينية والمساهمة في الدعوة إلى وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإغاثية للمدنيين المحاصرين في الداخل[11].
الكتلة المترددة: داخل هذه الكتلة دولاً افريقية تبنت سياسة التوجه وفقاً لمصالحها المرتبطة مع الكيان الصهيوني فإن أي موقف تتخذه دون الأخذ باعتبارات العلاقة الوثيقة يؤدي إلى ولوج مشكلات داخلية، وفي مقدمة هذه الدول تأتي المغرب، ونيجيريا، وتنزانيا، وأوغندا، وغينيا بيساو، إذ تسعى هذه الدول إلى تبني موقف الحياد والموازنة في الخطابات السياسية خدمةً لمصالحهم مع الكيان الإسرائيلي وبما لا يضر بقيمهم الإفريقية[12].
المبحث الثالث: تضامن الشعوب الإفريقية مع الشعب الفلسطيني
منذ عقود طويلة عملت الدول الغربية الداعمة للكيان الإسرائيلي على إخضاع شعوبها لهندسة جمعية ممنهجة تفضي إلى صناعة وعي جمعي يتوافق مع رغبة وغاية هذه الدول وخاصة فيما يتعلق بـ “معادة السامية”، والقضية الفلسطينية (الإسرائيلية) وزرع الفكر العدواني في شعوب هذه الدول تجاه الشعب الفلسطيني باعتباره معادٍ للإرادة اليهودية، إلا أن هذا الأمر لم يتحقق في ظل العدوان (الإسرائيلي) على الشعب الفلسطيني بعد طوفان الأقصى وما لحقهم من خسائر بشرية كبيرة شغلت الرأي العام العالمي[13].
واعتبرت موجات التضامن الشعبية إزاء العدوان (الإسرائيلي) واحدة من بين أهم المتغيرات التي أثرت على القضية، فقد انتفضت شعوب العالم مراراً وتكراراً تجاه الأفعال التي تقوم بها قوات الكيان الإسرائيلي في غزة وضد الشعب الفلسطيني، إذ لم تتوقف هذه الأفعال عند تهجيرهم قسراً بل وصلت إلى حد تدمير مدنهم وقصف إحيائهم السكنية وقتلهم وارتكبت بذلك مجازر كبيرة بحق السكان المدنيين، وهذه الأفعال لم تكن مخفية عن أنظار العالم بل كانت رائجة على مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزيونية يشاهدها العالم بأسرة، وهو ما أثار غضب الرأي العام العالمي ودفع الكثيرين إلى الانتفاض في مدنهم مطالبين بقطع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي، بالإضافة إلى تقديم الدعم للشعب الفلسطيني المحاصر والذي يعيش في ظروف مجهولة[14].
مما دفع الكثير من الشخصيات المهمة والمؤثرة للنزول إلى الشوارع يعبرون عن مدى تأثرهم بالوضع الإنساني الذي يمر به الشعب الفلسطيني، وتجبر سياساتهم على اتخاذ إجراءات ومواقف ضد العدوان (الإسرائيلي)، وبالتالي فإن التأثير الشعبي العالمي إزاء القضية، ومحاولة تكميم الأفواه وتزييف الإعلام من قبل الدول المؤيدة والداعمة للكيان الصهيوني زادت من تفاعل الشعوب مع القضية الفلسطينية وهو ما يمكننا من القول بأن هذا التفاعل الشعبي العالمي يقود إلى تأسيس ثقافة جديدة إنسانية تقاوم النظام الدولي الذي تترأسه الولايات المتحدة الأمريكية[15].
يتمثل تعاطف الشعوب الإفريقية مع الشعب الفلسطيني وفقًا للمعطيات السابقة، على الرغم من العلاقة الوثيقة بين الكيان الإسرائيلي والقارة الإفريقية، والتواجد غير المسبوق للكيان، في الموقف الشعبي الذي اتخذته الشعوب الإفريقية لصالح غزة. يعبر هذا الموقف عن قلقهم العميق من تجارب الاستعمار السابقة ورفضهم لأي شكل من أشكال الاستعمار الجديد، كما يعبر عن تضامنهم مع معاناة الشعب الفلسطيني تحت الحصار.
على الرغم من استقلال الدول الإفريقية عن التبعية الغربية، إلا أنها تواجه تحديات اقتصادية ناجمة عن الاحتلال الغربي، وتأثيرات سلبية تتمثل في صياغة دساتير تحافظ على مصالح المستعمرين دون احترام خصائص الثقافة الإفريقية والعربية. هذه الأوضاع ساهمت في تعزيز السخط الشعبي ضد الانتهاكات التي ترتكبها قوات الكيان الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، مما دفع القادة السياسيين في الدول الإفريقية إلى اتخاذ مواقف حاسمة تدين هذه الأعمال الإجرامية، وتغيير مواقفهم من القضية الفلسطينية[16].
المبحث الرابع: التحركات الإفريقية لوقف العدوان (الإسرائيلي) على غزة
1-تحركات فردية: إن الموقف الذي تتخذه جنوب إفريقيا ضد العدوان (الإسرائيلي) على غزة كان موقفاً لافتاً في العمق الافريقي، فقد أبدت تحركاتها المتفاعلة إيجاباً مع القضية الفلسطينية دوراً كبيراً في التأثير على باقي الدول الإفريقية انطلاقاً من عدة مستويات رئيسية، مستوى محلي تمثل في بروز السخط الشعب في شوارع جوهانسبرغ ضد العدوان (الإسرائيلي) على المدنيين الفلسطينيين والقصف العشوائي على الأحياء السكنية التي حركت الضمير الإنساني العالمي إزاء ممارسات الكيان الصهيوني، بينما تضمن المستوى الإقليمي دعوة جنوب إفريقيا لـ 33 دولة افريقية عضوة في المحكمة الجنائية الدولية لإقامة دعاوي ضد الكيان الصهيوني وسياسات الإبادة الجماعية واستخدام المجاعة أداةً للحرب[17].
وجديراً بالذكر أن تحرك بريتوريا لتفعيل آليات “القانون الدولي” عبر محكمة العدل الدولية، شكل خطوة أساسية في تاريخ القضية الفلسطينية، تفضي لمحاكمة الكيان الإسرائيلي بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد إنسانية، وهو ما يعني اتخاذ “إجراءات مؤقتة” ضدها وفقاً لأحكام المادة (41) من النظام الأساسي، وبالرغم من أن “التدابير المؤقتة” تفتقر إلى قابلية التنفيذ، إلا أن البدء في اتخاذ هذه القرارات لابد من أن يقدم إلى مجلس الأمن من خلال تفسير موسع للفقرة (2) من المادة (94) من ميثاق الأمم المتحدة لضمان تنفيذ أحكام المجتمع الدولي، بالتالي فإن مثل هذه الخطوة سترسل إشارة إلى الكيان الصهيوني ومؤيديه على أنه سيخضع لتدقيق دولي بسبب أفعاله التي تهدد السلام والأمن الدوليين[18].
وفي سياق متصل، تمثلت جهود الجزائر في مجلس الأمن الدولي بالدفاع عن القضية الفلسطينية، وكشف سياسات الكيان المُحتل وتكراره للإبادة الجماعية اليومية، مؤكدةً على الالتزام الكامل بمبدأ الدفاع عن الشعب الفلسطيني وأن الجزائر لن تتوقف حتى يتحمل مجلس الأمن الدولي مسؤوليته الكاملة ويدعو إلى وقف إطلاق النار[19].
وأوضح الرئيس الجزائري أن بلاده ستواصل الضغط على أعضاء مجلس الأمن من أجل أن تصبح فلسطين دولة عضواً في الأمم المتحدة، بدلاً من وضع الدولة الحالي كمراقب غير عضو، وبالرغم من أن نشاط الجزائر هذا قد يشكل تحدياً كبيراً للعلاقات مع الولايات المتحدة، إلا أن الجزائر تعتبر قضية الدفاع عن فلسطين هي قضية مركزية بالنسبة الدول العربية ككل، وإن الصمت العربي سيشكل تحدياً في تحقيق التوازن بين مصالح وتحالفات الدول العربية[20].
وبالرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها الجزائر للاعتراف الدولي بفلسطين دولة مستقلة إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد القرار الجزائري الذي حصل على دعم (13) دولة من أصل (15) والمعني بالاعتراف الكامل بالسيادة الفلسطينية، في حين تعلق الولايات المتحدة على أن المضي بذلك سيكون بمثابة الحكم بالإعدام على إسرائيل وشعبها[21].
وبالتالي لا زالت الجزائر تواصل جهودها الحثيثة من أجل وقف إطلاق النار في غزة وإدانة الكيان الإسرائيلي على جرائمه المفتعلة بحق المدنيين الفلسطينيين، مؤكدةً على مواصلة دعمها المطلق للقضية الفلسطينية التي باتت تشكل قضية مركزية للجزائر وشعبها المتضامن مع الشعب الفلسطيني[22].
وعليه تحث الجزائر مرة أخرى إلى إعادة النظر في قرار عضوية دولة فلسطين الدائمة في الأمم المتحدة، كما وتدعو المجتمع الدولي برمته إلى مراجعة الأحداث وإنصاف الشعب الفلسطيني وإعطائه الحق الكامل في إقامة دولته المستقلة[23].
–تحركات مؤسساتية: إن سياسة الاتحاد الأفريقي كانت ولا زالت تميل إلى ضرورة الانخراط في القضايا الإقليمية والدولية وتستبعد دور الانعزال عن التصعيد الخطير الحاصل في فلسطين، بالرغم من العلاقات الوثيقة التي تربط الاتحاد الإفريقي بالكيان الصهيوني، إلا أن القضية الفلسطينية تعتبر من بين أهم القضايا التي تهم الاتحاد الإفريقي لاعتبارات القيم والترابط التاريخي والديني والثقافي، لذا فإن تحرك الاتحاد الأفريقي إزاء التصعيد في غزة كان إيجابياً انطلاقاً من دعوة المجتمع الدولي والقوى الدولية الكبرى على تحمل المسؤولية في فرض السلام وضمان حقوق الشعبين، ولا يمكن إنكار حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة[24]. بالإضافة إلى ذلك أصدر الاتحاد الإفريقي بياناً وقعت عليه جميع الدول الإفريقية البالغ عددها (55) دولة تدعو فيه إلى تطبيق حل الدولتين والاعتراف بسيادة الدولة الفلسطينية[25].
المبحث الخامس: مستقبل التواجد (الإسرائيلي) في القارة بعد الحرب على غزة
شكل التصعيد (الإسرائيلي) في غزة إحدى أخطر الأزمات التي تواجه حكومة بنيامين نتنياهو، والتي تفاقمت بسبب آثار الحرب والقتل العمدي وتدمير الأحياء واستخدام المجاعة كسلاح حرب، إذ أصبحت بذلك علاقات الكيان الإسرائيلي الداخلية والدولية والإقليمية أكثر تعقيدا نتيجة أفعالها، التي خلقت صورة سلبية ووحشية أمام العالم، حيث بات من الصعب ترميم هذه الصورة بسبب التصرفات الوحشية والقتل الممنهج للمدنيين بهدف ترهيبهم وإجبارهم على الانتقال من موقع إلى آخر أو تشجيعهم للتمرد على حماس، أو إرضاء شركاء نتنياهو اليمينيين المتطرفين[26].
كما أن إتباع الكيان الإسرائيلي لسياسة القتل العمدي دفعت بالعلاقات (الإسرائيلية) الإفريقية إلى التراجع جزئياً إذ أصبحت الدول الإفريقية تعتبر أن التقارب مع الكيان الإسرائيلي في ظل الموقف الراهن عبئاً أمنياً وسياسياً على هذه الدول، كما أن الوقوف إلى جانب الكيان الإسرائيلي في هذه القضية سيكون عبئاً أخلاقياً على دول القارة الإفريقية، وانطلاقاً من التصرفات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين وانتهاكها لحقوق الإنسان، سيدفع الدول الإفريقية إلى مراجعة الحسابات التي تتعلق بالتقارب مع الكيان الصهيوني مما يعني أنه سيعاني كثيراً في الفترة المقبلة ما بعد الحرب على غزة[27].
خاصة وأن الميول الإفريقية تجاه القضية الفلسطينية أصبحت كبيرة بفعل الردود الشعبية التي أثرت على السياسات القائمة، كما أن الالتزام بمبدأ الحياد لم يعد يجدي نفعاً لبعض الدول الإفريقية التي لها علاقات تعاون مع الكيان الإسرائيلي في ظل السخط الشعبي إزاء القضية، فقد تعددت مظاهر التعبير الشعبي الداعم للمقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني في مختلف الأماكن الدينية والتعليمية والصحفية وأخذت حيزاً واسعاً في القارة الإفريقية وهو ما من شأنه أن يؤثر على الوجود (الإسرائيلي) في القارة مستقبلاً[28].
بالإضافة إلى ذلك، فإن ضعف النفوذ الأمريكي في بعض المناطق الإفريقية بسبب وجود الصين وروسيا أثر أيضاً على قبول الدول الإفريقية للكيان الإسرائيلي، كما أن تراجعت سياسة المساعدة التي يقدمها الكيان الإسرائيلي للدول الإفريقية نتيجة الخسائر التي لحقت بالكيان في غزة، مقابل ظهور الصين في القارة الإفريقية لتلعب دوراً من خلال المساعدات والاستثمارات وكسب صداقة إفريقيا، أدت إلى تراجع دور الغرب في القارة، مما يعني أن التوجهات في إفريقيا تميل بشكل متزايد نحو الدول التي تقدم الفائدة دون المساعي الاستعمارية والسياسية، وبما أن الصين توفر فرص الاستثمار والتنمية لدول القارة الإفريقية، فإن ابتعادها عن الكيان الإسرائيلي والدول الغربية أمرٌ واقع نظراً لما كسبته من صورة وحشية وانتهاكاتها لحقوق الإنسان[29].
الخاتمة:
إن سلوك القتل الممنهج للكيان الإسرائيلي في غزة أسهم في إعادة رسم العلاقات الدولية مع الكيان الإسرائيلي، خاصة على مستوى الدول الإفريقية، بالرغم من اختلاف المواقف بشأن القضية الفلسطينية بسبب تطور علاقات الكيان مع بعض الدول الإفريقية في الفترة الأخيرة، إلا أن اندلاع التظاهرات الشعبية وعلى نطاق واسعة بشوارع المدن في عدة دول افريقية، دفعها القادة السياسيين إلى إعادة صياغة موقفهم من القضية، وإدانة الكيان الإسرائيلي بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، محملين القوى الكبرى مسؤولية ما يحصل في فلسطين من إبادة جماعية، كما دعت الدول الإفريقية إلى ضرورة الاعتراف بحق فلسطين في إقامة دولتها المستقلة، بالتالي فإن هذه المؤشرات والصورة السلبية التي اكتسبها الكيان الإسرائيلي سيكون لها تأثير سلبي على مكانته في القارة، مما يعني تراجعاً في دوره وقبوله في إفريقيا بعد نهاية الحرب.
كما يمكن القول إن مواقف الدول الإفريقية من حرب الكيان الإسرائيلي على غزة متنوعة ومعقدة، تتأثر بالعوامل السياسية والاقتصادية. فقد أعربت العديد من الدول الإفريقية عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني بطرق مختلفة، من خلال إدانة رسمية لحرب الكيان الإسرائيلي على غزة، والدعوة إلى وقف العنف واحترام حقوق الإنسان. هذا يعكس الدعم الشعبي لقضية الشعب الفلسطيني في القارة.
ومن ناحية أخرى، تتبنى دول أخرى موقفًا أكثر تحفظًا واتزانًا، نتيجة لتطور العلاقات السياسية والاقتصادية مع الكيان الإسرائيلي في الفترة الأخيرة. وعلى الرغم من ذلك، لعب الاتحاد الإفريقي دورًا كبيرًا في دعم القضية الفلسطينية والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ضد الأفعال الإسرائيلية، حيث سعت الدول الأعضاء إلى رسم موقف جماعي يعزز دعم الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
كذلك نجد أن العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني قد حرك القيم والمبادئ الإفريقية للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ورغم التحديات التي تواجه دول القارة الإفريقية، فإن الصوت الإفريقي يظل مع القضية الفلسطينية بشكل يعكس الالتزام الإفريقي بالعدالة والدين وحقوق الإنسان.
[1]– ضفاف كامل كاظم، “التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا وأثره في العلاقات العربية الإفريقية”، مجلة دراسات دولية، المجلد 2020 – العدد 82، الناشر: جامعة بغداد – مركز الدراسات الدولية، بغداد، 2020، ص 294.
[2]– إسامة عبد الرحمن الأمين، “التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا (أثيوبيا نموذجاً) وأثره على دول حوض النيل الشرقي”، مجلة دراسات أفريقية، المجلد 29 – العدد 49، الناشر: جامعة إفريقيا العالمية مركز البحوث و الدراسات الإفريقية، الخرطوم، 2013، ص 179.
[3] -يعقوب بوفراش، “السياسة الخارجية الإسرائيلية تجاه إفريقيا”، مجلة العلوم القانونية والسياسية، المجلد 12 – العدد 2، الناشر: جامعة الوادي – كلية الحقوق والعلوم السياسية، الجزائر، 2021، ص ص. 974 – 975.
[4] -محمود الفطافطة، “إسرائيل وأفريقيا مسارات العلاقة واستراتيجية المواجهة”، مجلة قضايا إسرائيلية، المجلد 2019 – العدد 73، الناشر: المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية، رام الله، 2019، ص 102.
[5] -هناء خلف، “السياسة الخارجية الإسرائيلية تجاه إفريقيا قراءة في المقومات والمحددات السياسية”، مجلة قراءات أفريقية، المجلد 15 – العدد 41، الناشر: المنتدى الإسلامي، لندن، 2019، ص 46.
[6] -عمر متولي الخياط، الإستراتيجية الإسرائيلية تجاه أفريقيا : الأهداف و الأدوات و النتائج 1991 –2019، المركز الديمقراطي العربي، عبر الرابط الألكتروني: https://tinyurl.com/bdh3nzys
-[7] -أميرة محمد عبد الحليم، الحرب على غزة تكشف أبعاد الحضور الإسرائيلي في أفريقيا، مركز الإهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عبر الرابط الألكتروني: https://tinyurl.com/224rd7bh
[8] -تعليق عضوية إسرائيل المراقبة في الاتحاد الأفريقي: دائم أم مؤقت؟، مركز التقدم للسياسات، تقدير موقف نشر بتاريخ 21/2/2023 عبر الرابط الألكتروني: https://www.arabprogress.org/5552/
[9] -بن دادة كلثومة، البعد الأمني للسياسة الإسرائيلية تجاه أفريقيا: التحديات والرهانات، أطروحة دكتوراه، جامعة الجزائر 3 / كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية، الجزائر، 2021، ص 89 – 90.
[10]-فهد المضحكي، دوافع الدعم الأفريقي للقضية الفلسطينية، صحيفة الأيام البحرينية، عبر الرابط الإلكتروني: https://tinyurl.com/4r8we5pz
[11] -إيمان زهران، “ملامح التفاعلات الإفريقية مع تطورات الحرب في غزة”، مقال منشور على الأنترنيت بتاريخ 11/2/2024 شوهد عبر الرابط الألكتروني: https://south24.net/news/news.php?nid=3808
[12] -محمد سلامي، “مواقف متباينة: كيف تفاعل القادة الأفارقة مع الحرب في غزة”، مركز إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية، عبر الرابط الألكتروني: https://tinyurl.com/7zcdrf6y
[13]-ناصر الزيادات، “تعاطف شعوب العالم مع القضية الفلسطينية”، مقال نشر على موقع الجزيرة بتاريخ 2024/1/1 عبر الرابط الألكتروني: https://tinyurl.com/dfnk9e6y
[14] -جمال الكشكي، “المتغيرات الأربعة بعد حرب غزة، صحيفة الشرق الأوسط”، عبر الرابط الألكتروني: https://tinyurl.com/mu83rusz
[15] -أحمد غلوم بن علي، “فلسطين .. التعاطف الإنساني وثقافته”، مقال منشور على الأنترنيت بتاريخ 29/10/2023 عبر الرابط الألكتروني: https://tinyurl.com/bdf8tska
[16] -كاترين فرج الله، “الموقف الإفريقي من الحرب على غزة في ظل ديناميكية التحرك الإسرائيلي تجاه القارة”، مجلة السياسة الدولية، عبر الرابط الألكتروني: https://www.siyassa.org.eg/News/19727.aspx
[17]-أماني الطويل، “لماذا تساند جنوب أفريقيا الحق الفلسطيني في غزة”، مقال نشر على الأنترنيت بتاريخ 22/10/2023 شوهد عبر الرابط الألكتروني: https://tinyurl.com/4bkfrupc
[18]-إيمان زهران، المرجع السابق الذكر، عبر الرابط الألكتروني: https://south24.net/news/news.php?nid=3808
[19]– Nasmut Gbadamosi, Algeria calls on the United Nations to take action after the International Court of Justice’s decision on Gaza, Foreign Policy Magazine, an article published on January 31, 2024, via the electronic link: https://tinyurl.com/yc2upe43.
([20]) Sabina Henneberg, Algeria holds a seat on the United Nations Security Council, The Washington Institute, article published on January 8, 2024, via the electronic link: https://tinyurl.com/34xxyxxz.
[21] -America uses its veto against an Algerian draft resolution demanding an immediate ceasefire in Gaza, United Nations, via the electronic link: https://urlr.me/8rCQ4.
[22]– America uses its veto against an Algerian draft resolution demanding an immediate ceasefire in Gaza, Upanet, an article published on February 20, 2024, via the electronic link: https://tinyurl.com/pv8tjd5d.
[23]– Algeria calls on the UN Security Council to reconsider the membership file of the State of Palestine, Yemeni Press Agency, article published on May 16, 2024, via the electronic link: https://en.ypagency.net/325355.
[24] -ربيع محمد يحيى، ما دلالة المواقف الإفريقية إزاء العدوان “الإسرائيلي” على قطاع غزة، مجلة قراءات أفريقية، عبر الرابط الألكتروني: https://tinyurl.com/2huzk2dx
[25] -أيمان زهران، المرجع السابق الذكر.
[26]-ربيع محمد يحيى، “حرب غزة وسيناريوهات مستقبل حكومة نتنياهو”، مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية، مأرب، 2024، ص 4.
[27] -حسن خليل، الحرب على غزة ومستقبل العلاقات الإفريقية الإسرائيلية، المركز الأفريقي للأبحاث ودراسة السياسات، عبر الرابط الألكتروني: https://fdeb.short.gy/pTA4b
[28] -ثابت العمور، أثر معركة طوفان الأقصى على العلاقات الإسرائيلية الإفريقية، مقال منشور على الانترنت بتاريخ 18/1/2024 عبر الرابط الألكتروني: https://fdeb.short.gy/dsGXN
[29]-Asher Lubotsky، Africa and the War in Gaza: An Analysis of Israel’s Current Status and Its Future Prospects in Africa، Institute for National Security Studies، article published online on 1/27/2024 via the electronic link: https://fdeb.short.gy/5D