دور وسائل الإعلام في إدارة الأزمات الدولية: حرب غزة نموذجًا
د. نادين الكحيل
أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، لبنان.
ملخص:
لعبت وسائل الإعلام بجميع قنواتها (الصحف، القنوات التلفزيونية،الاذاعة، وسائل التواصل الاجتماعي،…إلخ)، دوراً بارزاً في العديد من الحروب، بحيث شكلت أداة بارزة في إدارة الأزمات والصراعات الدولية. فقد سمحت من خلال التغطية المباشرة للأحداث والتقاط الصور من نقل الحقيقة بصورة واضحة وموضوعية بعيدة عن التزييف والتشويه، بالرغم من وجود بعض الوسائل التي تعمل وفق أجندات معينة لخلط الأوراق وتوجيه الرأي العام وفق خطط موضوعة مسبقاً لتشويه الحقائق وتزييفها، ونشر المعلومات المغلوطة، فهي تعمل كسلاح لطرف معين ضد الطرف الاخر وبذلك تتشكل الحروب الإعلامية.
لقد شكلت الحرب الإسرائيلية الهمجية على غزة، مرحلة انتقالية في مفهوم الصراع ، حيث حاولت إسرائيل إبادة القضية الفلسطينية من خلال آلة القتل التي فتكت بجميع مقومات الحياة في غزة، إلا أن الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي استطاعت نقل الحقيقة كما هي من خلال البث المباشر لعمليات القصف والقتل والتجويع.
وبالرغم من الدعاية الإسرائيلية حول أحداث 7 اكتوبر 2023، وبالرغم من جميع المحاولات لتضليل الرأي العام العالمي، فقد استطاعت وسائل الإعلام عبر الكاميرا والهواتف الخلوية والمراسلين توثيق الإبادة الجماعية والمجاعة الانسانية والكارثة الصحية، مما انعكس في العديد من المظاهرات الدولية والإقليمية والانتفاضات الشعبية ضد الحكومات الغربية، لوقف الدعم الأميركي والأوروبي لإسرائيل، وتحولت جميع الساحات بفعل سلطة الإعلام إلى منصات داعمة للقضية الفلسطينية.
لقد ساهمت وسائل الإعلام في دعم القضية الفلسطينية وتحولت لسلاح مؤثر في مواجهة الادعاءات الإسرائيلية، وعملت كأداة فعالة في إدارة الحرب من خلال حشد التأييد الشعبي العالمي مع الشعب الفلسطيني والمطالبة بوقف الحرب على غزة.
الكلمات المفتاحية: سلطة الإعلام، وسائل التواصل الاجتماعي، توثيق، الرأي العام، الحرب، الابادة الجماعية.
مقدمة:
تشكل الأزمات مراحل انتقالية في حياة الشعوب والحكومات، وقد برز دور وسائل الإعلام في إدارة الأزمات عبر المساهمة الفاعلة في نقل الأحداث والأخبار وتكوين الرأي العام، إلا أنها تظل سيفاً ذو حدين، فهناك إعلام يعمل لإظهار الحقيقة ومناصرة المظلومين وفي المقابل هناك إعلام الذي يحاول تضليل الرأي العام عبر تزييف الحقائق وفبركة الأخبار بما يخدم مصالحه وأجنداته السياسية.
كما يعد الإعلام الحربي إحدى أهم أدوات الحرب النفسية خلال الحروب والصراعات، فيما تعتبر الخطابات التي تبثها محطات الراديو، بالإضافة إلى المنشورات التي تلقيها المناطيد والطائرات، من بين أقدم الأساليب التي استُخدمت قبل بضعة قرون، وقد استطاعت الدول توظيف مواقع التواصل الاجتماعي والصحف الاليكترونية وتطويرها للتلاعب بالأحداث وأعداد الخسائر المدنية والعسكرية.
وتعتبر الحرب الإسرائيلية على غزة أبرز النماذج التي لعب فيها الإعلام دوراً فاعلاً في كسب تأييد الرأي العام العالمي في القضية الفلسطينية، فقد سمحت من خلال التغطية المباشرة للأحداث والتقاط الصور من نقل الحقيقة بصورة واضحة وموضوعية بعيدة عن التزييف والتشويه، بالرغم من الدعاية الإسرائيلية حول أحداث 7 أكتوبر 2023، وبالرغم من جميع المحاولات لتضليل الرأي العام العالمي، فقد استطاعت وسائل الإعلام عبر الكاميرا والهواتف الخلوية والمراسلين توثيق الإبادة الجماعية والمجاعة الإنسانية والكارثة الصحية بشكل دقيق، مما أسفر عن مظاهرات في معظم أنحاء العالم واعتصامات شعبية ومطالبات أممية بوقف الحرب على غزة، ومعاقبة إسرائيل على جرائم الابادة الجماعية.
إشكالية الدراسة:
كيف يمكن قياس سلطة وسيادة وسائل الإعلام في إدارة الأزمات والصراعات، وفيما إذا كانت لديها القدرة على التأثير في صناع القرار وسير الحروب، وعلى تشكيل الرأي العام العالمي؟
تساؤلات الدراسة:
– كيف تعمل وسائل الإعلام أثناء الأزمات الدولية؟
– كيف يمكن لوسائل الإعلام فرض سيادتها وإدارة الأزمات والنزاعات الدولية؟
– كيف استطاع الإعلام حشد تأييد الرأي العام العالمي في قضية غزة؟
المبحث الأول: أهمية وسائل الإعلام في إدارة الأزمات
تبرز أهمية وسائل الإعلام من خلال قوة وحجم التأثير في الرأي العام التي تنعكس على القرارات السياسية للدول والحكومات، وبالتالي يشكل الإعلام أداة فعالة في إدارة الأزمات والنزاعات الدولية، عبر تسليط الضوء على مراحل الأزمات وتطورها ومواكبة التحولات وتأثيرها على المجتمع، إذ يلعب الإعلام دوراً مهماً في تكوين الرأي العام من خلال الرسائل التي يقدمها للجمهور.
كما أدى التطور التكنولوجي الهائل في وسائل الإعلام إلى زيادة أهمية الإعلام، وقد نتج عن إندماج تكنولوجيا المعلومات والاتصال عدة نتائج هامة ومن أبرزها: اختراق المعلومات الحدود السياسية للدول .
يبدو أن للإعلام وجهان رئيسيان فهو من جهة أداة تعسفية بيد القوى الكبرى، وأداة ووسيلة نضال بيد الشعوب المستضعفة من جهة أخرى، وبالتالي يمكن الاستفادة منها إن أحسن استخدامها.
لذا سنتناول في هذا المحور مفهوم الأزمة وآليات إدارتها، ودور الإعلام في إدارة الازمات والنزاعات الدولية.
أولاً: مفهوم إدارة الازمات وآلياتها
أطلق الصينيون القدماء على كلمة الأزمة (Crisis) اسم (ويجي Wei-ji ) كلمة مكونة من مقطعين هما خطر (Danger) وفرصة (Opportunity)، أي أن )الأزمة) تنطوي على الخطر الذي يلحق بالأفراد والمؤسسات ويجب أن تعالجه وفرصة عليها أن تغتنمها، كذلك استخدام الإغريق القدماء كلمة (أزمة) في علم الطب، واعتبروها ذات دلالة على وجود نقطة تحول مهمة أو لحظات مصيرية في تطور المرض، يتوقف عليها إما شفاء المريض خلال مدة قصيرة وإما موته. ويشير معجم (Webster) إلى كلمة (Crisis)، وهي من أصل لاتيني، وتعود بدورها إلى الأصل الإغريقي (Krineir)، وتعني: نقطة الانتقال إلى الأحسن أو إلى الأسوأ من مرض حاد[1].
كما تعرف دائرة معارف العلوم الاجتماعية الأزمة بأنها: “حدوث خلل خطير ومفاجئ في العلاقات بين شيئين”، ويقدم وليم كوانت التعريف التالي للأزمة: “الأزمة هي تلك النقطة الحرجة واللحظة المناسبة التي يتحدد عندها مصير تطور ما”. ويعرف “جوناثان روبرت” الأزمة بأنها “مرحلة الذروة في توتر العلاقات في بنية استراتيجية وطنية أو إقليمية أو محلية”[2].
يوضح الفيلسوف «إدغار موران» في كتابه: «مفهوم الأزمة» صيرورة المفهوم وتحولاته، ويمكن فهمها من خلال الرجوع إلى الوضع القائم، ولكن هناك احتمال لتطور الأزمة، فهي تحمل عند نشأتها خصائص التطور. فكل تطور يَنشأ دائماً من أحداث أو حوادث، ومن اضطرابات تولّد انحرافات، يمكن اعتبار التطوّر سلسلة من اختلال التنظيم، إذن الأزمة حقل للتطوّر.
وبتعبير آخر، فإن الأزمة هي نتيجة أسباب ووليدة مجتمعها، فالأزمة تؤثر بالمجتمع وتتأثر به، وهناك العديد من الطرق للتعامل مع الأزمات وإدارتها بحسب اختلافها، حيث تهدف إدارة الأزمات في المجتمع الدولي للحد من تفاقم الصراعات والمشاكل السياسية والاقتصادية والعسكرية، ومنع تحولها إلى مواجهات عسكرية عبر وسائل متعددة.
ومن الحقائق الثابتة في “علم العلاقات الدولية” أن القوة أداة للدبلوماسية أيضاً، وبذلك فإن جزءاً من إدارة أية أزمة هو بلورة وسائل وسياسات وضغوط أخرى أمنية تجعل الذي يفكر في الاعتداء يتردد”[3]/.
وتتمثل أدوات إدارة الأزمات الدولية في الأدوات السياسية (مثل: المساعي الحميدة والوساطة والتحقيق والتوفيق والمفاوضات)، والقوة العسكرية، والأداة القانونية، والأداة الاقتصادية، والعمليات السرية، والأداة الإعلامية.
تكمن إدارة الأزمات في صميم السياسات الإعلامية المختلفة حسب مالكها وممولها وعناصرها، ويمكن أن تتفرع أجزائها لتشمل جوانب: الأمن السياسي، الأمن الاقتصادي، الأمن الاجتماعي والثقافي[4]، حيث تشكل المنظومة الإعلامية في كل مجتمع كياناً يتميز بقدر كبير من التنوع، وذلك استجابة لتنوع الواقع الموضوعي ولتنوع الحاجات الإعلامية ولتنوع الاهداف المطلوب تحقيقها في المجالات المختلفة.
ويوجد في كل مجتمع معاصر منظومة إعلامية متنوعة ومتكاملة تضم وسائل الإعلام (المقروء والمسموع والمرئي)، يختلف مستوى تطور، وتعدد، وتنوع هذه المنظومة، باختلاف المستوى الحضاري لهذا المجتمع، وتضم هذه المنظومة الإعلامية العامة منظومات فرعية[5].
وتلعب عوامل متعددة دورها في تشكيل ظاهرة تحيز الأنباء منها: روتين المؤسسة الإعلامية، والقيود على إنتاج المواد الإعلامية، بالإضافة إلى القيم الجذرية، وكذلك الاعتماد المكثف على مصادر الأخبار التي تنتمي إلى طرفي الصراع [6].
كما تبرز مشكلة توسيع شبكة وسائل الإعلام الجماهيري بوتيرة أسرع، حيث تمتلك هذه الشبكات قدرات ربما يعجز الإعلام التقليدي عن توفيرها (الصحف، الراديو، والتلفزيون)؛ فهذه الشبكات توفر معلومات ضخمة تستطيع أن تشكل معارف الجمهور واتجاهاته نحو الأحداث والقضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها[7].
وبالتالي فإن إدارة أية أزمة تتطلب الحصول على معلومات كافية ودقيقة حولها، خصوصاً في ظل تضخيم بعض وسائل الإعلام للأزمات، واحتواء الأزمة يتطلب كفاءة وفعالية نظم الاتصال وجمع المعلومات التي تعد عملية صعبة ومحاطة بالمشاكل والمخاطر، وتوافر المعلومات والمعطيات إلى جانب وجود تقنيات متطورة للاتصال يتطلب توظيف المعلومات والتقنيات واستثمارها بصورة جيدة وبناءة[8].
ثانياً: دور الإعلام في إدارة الأزمات والنزاعات الدولية
يبرز دور الإعلام وأهميته في أوقات الأزمات والحروب، إذ تشكل وسائل الإعلام الوجهة الرئيسة للمهتمين بمتابعة الحدث ومراقبة التطورات. ولا يختلف اثنان على مدى تأثير هذه الوسائل في تكوين وجهات النظر لدى المتلقين عن طريق السياسة التي تعتمدها في تسليط الضوء على الحدث، فهي تتحول من كونها مسؤولة عن نقل “الحقيقة” إلى المساهمة في تشكيل الرأي العام وصوغ مواقفه وتحركاته.
ولكن يبقى هناك ضوابط ومعايير مهنية متعارف عليها، تقتضي أن تلتزم بها وسائل الإعلام، تتمثل في التقيد بمجموعة من المبادئ والقيم والسلوكيات، أهمها: نقل الواقع والحقيقة بتجرد، والدقة في نقل المعلومة، والشفافية، وتجنُب كل ما من شأنه إثارة خطاب الكراهية والعنصرية، وغيرها[9].
ويستند العمل الإعلامي على المبادئ والمعايير الأخلاقية المنبثقة من القيم الدينية والثقافية والأعراف الراسخة للمجتمعات والأمم، وبالتالي يرتكز دوره الأساسي في إيصال الحقيقة وصناعة الرأي العام والتأثير به وإرباك الإعلام المضاد.
وقد تبنى “الاعلان العالمي لأخلاقيات المهنة للصحفيين” لعام 2019 تعديل “إعلان مبادئ الاتحاد الدولي للصحفيين الخاصة بممارسة مهنة الصحافة” الصادر 1954 والمعروف باسم “إعلان بوردو”، والذي يوضح واجبات الصحفیین وحقوقهم المتعلقة بأخلاقيات مھنة الصحافة، حيث ركز على مسؤولية الصحفي في احترام الحقيقة وحق الجمهور في معرفتها، والالتزام بالنزاهة في طلب المعلومات والحصول عليها من صور ووثائق وبيانات ونشرها دون تحريف أو تزييف وعدم حجب المعلومات الهامة[10].
إنّ الإعلام يلعب دوراً هامّاً في مختلف مراحل الأزمات، فقبل وقوع الأزمة، يمكن للإعلام التحذير من الأوضاع التي تؤدّي إلى الأزمات، والحدّ من انتشارها، والتقليل من خسائرها. وفي أوقات الأزمات، يمكن لوسائل الإعلام التقليل من آثار الأزمة عن طريق خلق جوٍّ علمي وعقلاني، أو من خلال التوسّط بين عوامل الأزمة والجماعات ذات الصلة والمصلحة للحدّ من الصراعات السياسيّة، إضافةً إلى فاعليّتها وتأثيرها في جذب الجماهير وإشراكها في إدارة الأزمة السياسيّة[11].
كما تتعدد التكتيكات الإعلامية لإدارة الأزمات الدولية مثل: (تكتيكات المعاداة، وتحويل الاتجاه، والتصعيد، وحافة الهاوية، والهجوم، والهجوم المضاد، والتهديد، والشهادة، والإنكار، وإثارة مخاوف الجمهور، والتعتيم، والتضليل، وتكثيف المعاني، والصدمة، والتجاهل المتعمد، والمصارحة، والتجريد من الشرعية، والتسريب المتعمد، والدفاع، والتهدئة، والمساندة، واستعراض القوة، وتقديم الأدلة، والتهوين من شأن الطرف الآخر، والتبرير، وتصحيح الأوضاع، والرد غير المباشر، والتكرار المتنوع)[12].
وتنعكس أهمية وسائل الإعلام عند مواجهة الأزمة من خلال: زيادة اعتماد الجمهور عليها من معرفة تفاصيل تلك الأزمات، فهي تمثل المصدر الرئيسي للمعلومات عن الأزمة لدى الجمهور، وأيضاً في تشكيل اتجاهاته نحو الأزمة وكيفية إدارتها[13].
حيث يتم أثناء الأزمات إنتاج أربعة أنواع من الرسائل الإعلامية: رسائل موجهة إلى الداخل، ورسائل موجهة إلى الخارج عموماً، ورسائل موجهة إلى أطراف أخرى محددة، ورسائل موجهة إلى العدو – الخصم، ولكل نوع من هذه الرسائل مهامها ووظائفها، وموضوعاتها، وأساليب وطرق معالجتها وسبل وأشكال وصولها وتأثيرها، وبالتالي يجب على الادارة الإعلامية للأزمة إدراك هذه الحقائق أثناء التخطيط لمواجهة الأزمة وأثناء ممارسة الإعلام لمهامه في المراحل المختلفة لتطور الأزمة[14].
وهذا ما شهدناه في الحرب على غزة، بحيث ركزت وسائل الإعلام على الرسائل الداخلية على التعاضد والتكاتف بين الفلسطينيين، والرسائل إلى الخارج المتمثلة بإظهار الوحشية الإسرائيلية والمطالبة من الأطراف والمنظمات الفاعلة دولياً (كالأمم المتحدة) بوقف الحرب وتقديم المساعدات الإنسانية، ورسائل موجهة إلى العدو المتمثل بإسرائيل ومواطنيها عبر فيديوهات الأسرى والعمليات العسكرية من نقطة صفر.
حيث يقوم الإعلام الأمني بدور مؤثر عند مواجهة المنظمة للأزمات، فمن جهة يساعد في إدارة الأزمة بفعالية ونجاح، ومن جهة أخرى يحاول الحفاظ على صورة إيجابية للمنظمة تجاه الجماهير الداخلية والخارجية[15].
وهذا فعلاً ما حاول الإعلام الأمني الإسرائيلي القيام به عقب أحداث7 أكتوبر، حيث ركز جهوده على إبراز أن إسرائيل تعرضت لهجوم إرهابي من قبل حماس، وقامت باختلاق الصور عبر استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتأجيج الرأي العام الدولي ضد المقاومة، وإظهار بأن كل ما تقوم به هو من أجل “الدفاع عن النفس”.
فهنا تبرز العلاقة التفاعلية بين وسائل الإعلام والإعلام الأمني، حيث تتوقف إدارة الأزمة على المعلومات الدقيقة والصحيحة التي تحصل عليها من الإعلام الأمني أثناء الأزمة، حيث يتطلب دورها توفير أكبر قدر من المعلومات المستمرة، حتى تقوم بدورها في تنشيط الرأي العام لمجابهة الأزمة، فهي حلقة وصل بين الجماهير وصانعي القرار[16].
المبحث الثاني: تأثير وسائل الإعلام المحلية والدولية في إدارة الحرب على غزة
شكلت الحرب الإسرائيلية على غزة، مرحلة انتقالية في مفهوم الصراع، حيث حاولت إسرائيل إبادة القضية الفلسطينية من خلال آلة القتل التي فتكت بجميع مقومات الحياة في غزة، إلا أن الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي استطاعت نقل الحقيقة كما هي من خلال البث المباشر لعمليات القصف والقتل والتجويع.
وبالرغم من الدعاية الإسرائيلية المفبركة حول أحداث 7 أكتوبر 2023، والمحاولات المتعددة لتضليل الرأي العام العالمي، فقد تمكنت وسائل الإعلام من توثيق الابادة الجماعية والمجاعة الإنسانية والكارثة الصحية، مما انعكس في مظاهرات دولية وإقليمية وانتفاضات شعبية ضد الحكومات الغربية، لوقف الدعم الأميركي والأوروبي لإسرائيل، وتحولت جميع الساحات إلى منصات داعمة للقضية الفلسطينية، وإظهار انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي الإنساني.
ووفرت شبكات التواصل الاجتماعي مساحة مفتوحة لحرية الرأي استطاع من خلالها المستخدمون إظهار الحقيقة بشكل أوسع عبر (فيس بوك، تويتر، ويوتيوب) وغيرها، ولعبت دوراً مهماً في صنع رأي عام محلي وعربي ودولي اتجاه الأحداث[17].
كما وظفت الحرب الإعلامية بين إسرائيل وقيادات حماس والقسام عبر تبادل الرسائل والضغط النفسي والحرب النفسية التي ربحتها المقاومة بمواجهة إسرائيل، من خلال فيديوهات الأسرى التي تبث، والعمليات العسكرية من مسافة صفر جميعها أدت إلى فوران الشارع الإسرائيلي وخروج مظاهرات في تل أبيب تطالب بوقف الحرب وإنجاز صفقة تبادل الأسرى، وتطور الموقف بعد اعتداء رجال الشرطة على المتظاهرين إلى المطالبة بإقالة نتنياهو وتشكيل حكومة جديدة.
تأثير وسائل الإعلام في مسار الحرب على غزة
(1) على الصعيد الداخلي (المحلي):
استخدمت إسرائيل الصحافة كأداة لخداع ولترهيب المجتمعات، فمنذ زمن وضعت اليهودية العالمية فكرة ثابتة تقضي بتحويل الصحافة إلى نوع من القوة الضاربة قادرة على الاطاحة بكل عقبة تعترض سيطرتها، سواء في المجال المالي أو المجال السياسي، يتلازم ذلك مع احتكار وكالات الاعلانات ووكالات الاخبار والمطابع والمكتبات منها الفرنسية والبريطانية والامريكية والالمانية والايطالية[18].
وعلى الرغم من القوة والنفوذ اللتان تمتلكهما إسرائيل على صعيد العالم بأسره، وكل محاولات التعتيم والتضليل الإعلامي عبر إقفال بعض المحطات كالجزيرة والميادين واستهداف الصحافيين والإعلاميين والأطقم الصحفية وعوائلهم بالصواريخ الموجهة، إلا أن صفحات وسائل التواصل الاجتماعي والناشطين استطاعوا نقل حقيقة المجازر والمذابح التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي بالصورة والصوت.
واستطاعت المقاومة الفلسطينية بدورها منذ أحداث 7 أكتوبر2023، توظيف الإعلام الحربي خير توظيف، سواء لمخاطبة الجماهير والرأي العام وزيادة الضغط على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، في الوقت الذي فشلت فيه ماكينة الإعلام الحربي الإسرائيلي فشلاً ذريعاً بخروجها بفيديوهات تصور المدنيين العزل على أنهم مقاومون قد ألقوا السلاح واستسلموا، وفبركة بعض الفيديوهات والصور المزيفة.
إن الاتهامات الإسرائيليّة بأنّ مقاتلي حماس قطعوا رؤوس أطفال إسرائيليين وأحرقوا جثثهم، واغتصبوا فتيات إسرائيليّات قاصرات، ولديهم أنفاق سريّة ومنشآت عسكريّة مخبأة تحت البنى التحتيّة المدنيّة كالمستشفيات ومخيّمات اللاجئين. حيث انتشرت هذه السرديات غير المثبتة بشكلٍ واسع على وسائل التواصل الاجتماعي ووردت في وسائل الإعلام التقليديّة بشكلٍ بارز[19]. حتى أنّ الرئيس الأمريكي جو بايدن ردّدها، فاضطر البيت الأبيض إلى التراجع عن ادّعاء بأنّه شاهد أدلّة على قطع الرؤوس المزعوم للرضع الإسرائيليين[20].
وبالتالي تفوقت حماس في توظيف أبرز أدوات الحرب النفسية، المتمثل في الإنتاج الإعلامي المتنوع لعملياتها التي تستهدف جنود الاحتلال وآلياته، وأظهرت المقاومة الفلسطينية تفوقاً ملحوظاً في دحض الصورة النمطية التي دائماً ما روَّجتها إسرائيل بزعم امتلاكها جيش لا يُقهر ومركبات عسكرية عصية على التدمير، وذلك من خلال الفيديوهات التي تبثها كل يوم تقريباً لتدمير الدبابات واستهداف الجنود من مسافة صفر.
وبينما نجحت المقاومة في توثيق انتصاراتها على آلة الحرب الإسرائيلية وما يدعمها من وسائل إعلامية غربية كبرى، جاءت فيديوهات روايات الأسرى المفرج عنهم وعمليات التبادل لتوثق أيضاً نجاح المقاومة في الأبعاد الإنسانية والأخلاقية، أضف لذلك رصد العديد من وسائل الإعلام الفلسطينية المحلية استخدام قوات الاحتلال قنابل الفوسفور الممنوعة دولياً.
كما أن تصريحات الناطق العسكري لحماس “أبو عبيدة ” كانت محط أنظار العالم بأسره بما في ذلك الداخل الإسرائيلي قيادة وشعباً، وفي كل خطاب يتبعه توترات واضطرابات ومظاهرات في الشارع الإسرائيلي من قبل أهالي الأسرى للمطالبة بالإفراج عنهم وإتمام صفقة تبادل الأسرى، ووقف الحرب على غزة، خاصة بعد المشاهد الدموية التي يشاهدونها وبعدما ساهمت وسائل الإعلام بنقل صورة الجيش الإسرائيلي المشتت عبر قتل بعض الجنود عن طريق الخطأ مما زاد من غليان الداخل الإسرائيلي.
لقد فشلت إسرائيل، التي دائماً ما كانت تجيد لعب دور الضحية عبر استغلال “الهولوكوست” في إدارة الحرب الإعلامية عبر عدوانها على غزة. وفي مقابل ذكاء المقاومة في إدارة المعركة الإعلامية، أسقطت الماكينة الإعلامية الإسرائيلية رغم كل ما تملكه من أدوات ودعم كبرى وسائل الإعلام الغربية في تبرير أعمال الإبادة الجماعية بحق المدنيين، فضلاً عن تبريرها استهداف المستشفيات لتحقيق أي انتصار حقيقي على الأرض[21].
كما أن التصريحات المتطرفة للوزراء الإسرائيليين كوزير التراث الإسرائيلي “عميحاي إلياهو” حول ضرورة ضرب قطاع غزة بقنبلة نووية، وأيضاً “تالي جوتليف” العضو في الكنيست عن حزب الليكود، التي كثّفت دعوتها بعد نحو 3 أيام من اندلاع الحرب على غزة، “لاستخدام السلاح النووي” ردًا على هجمات حماس المباغتة في 7 أكتوبر على إسرائيل.
أضف لذلك وصف وزير الدفاع الإسرائيلي “يوآف جالانت” إن جنوده يحاربون “حيوانات بشرية”، جميع هذه التصريحات والمطالبات أظهرت للعالم بأسره قمة العنصرية والتطرف والدموية التي تتحلى بها القيادة اليمينية الإسرائيلية المتطرفة اتجاه الشعب الفلسطيني وقضيته، مما استتبع موجات استهجان وإدانة دولية ضد هذه التصريحات المتطرفة.
(2) على الصعيد الخارجي (الاقليمي والدولي)
منذ بداية الأزمة في 7 أكتوبر، أخذت وسائل الإعلام الغربية موقفاً منحازاً بشكلٍ واضح لصالح إسرائيل، ما تسبّب بزيادة انتشار المعلومات المضلّلة حول الأزمة وتجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم، خاصة وأن اللوبي اليهودي له تأثير واضح في وسائل الإعلام الغربية وفي مدّها بالمعلومات التي تخدم المصالح الإسرائيلية وفي تشويه المعلومات التي تأتي من مصادر فلسطينية أو عربية. وما يريده اللوبي الإعلامي اليهودي هو اعتبار المواجهة بين “حماس” وإسرائيل هي مواجهة بين الاسلام والغرب. والهدف من ذلك هو نشر “الإسلاموفوبيا‘” في المجتمعات الغربية”[22].
لقد تبنّت وسائل الإعلام الغربيّة الرائجة إلى حدّ بعيد تأطيراً معيّناً متجانساً للأحداث منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر وصنّفته كـ”هجوم إرهابي” بشكلٍ قاطع، في المقابل صوّرت الهجوم الإسرائيلي على غزة، الذي قضى على حياة أكثر من 35 ألف مدني غالبيتهم الساحقة من النساء والأطفال على أنّه إجراء يندرج ضمن “الدفاع عن النفس”[23].
وقد دفع هذا التطرف ببعض الصحافيين الغربيين إلى الاعتراض على كيفية تعاطي وسائل إعلامهم مع هذه الأزمة. وقد كتب عددٌ من الصحافيين البريطانيين والكنديين والأمريكيين رسائل مفتوحة للمطالبة برفع الظلم، واحتجوا أو حتى استقالوا من وظائفهم للتعبير عن استيائهم من التغطية.
يعكس ذلك نمطاً مؤسفاً للإعلام الغربي في نشر معلومات مضلّلة، عوضاً عن القيام بواجبه الصحافي بعناية للتحقّق المزدوج وتقصي الحقائق[24].
لقد صارت القنوات التلفزيونية الأوروبية والأمريكية توظف مهنيّتها بغرض التعتيم على الخبر الذي لا يخدم السردية الرسمية المبرِّرة لمنطق الهجوم العسكري الإسرائيلي الذي لا يقفُ عند حدّ. إنّ هذا الإعلام صار الراعي الرسمي لما يقعُ من انزلاق بلاغي خطير تُمحَى معه الخطوطُ الفاصلة بين الإرهاب والمقاومة، ومعاداة السامية والإسلام والمُسلمين.
لقد ساهمت أحداث غزة في إظهار الخطر المتمثل في تصوير بأن الصراع الدائر بين إسرائيل والفلسطينيين هو صراع بين الحضارة والتوحّش، بين قوى الديموقراطية وقوى تعادي الديموقراطية. إنَّ تحليل الخطاب الإعلامي الغربي (الأمريكي والأوروبي) دليل على تخبّط النخب السياسية وانحيازها الأعمى لإسرائيل وبالممارسات القمعية في منع المظاهرات المناصرة للقضية الفلسطينية والاعتقالات التعسفية[25].
أمّا مواقع التواصل الاجتماعي، فقد كانت سيفاً ذا حدين في حرب السرديات. فمن جهة، مثّلت منصات التواصل الاجتماعي نوافذ مهمة للتغطية البديلة وسمحت للعالم أجمع بمشاهدة معاناة الشعب الفلسطيني اليومية، ما لم يكن ممكناً من خلال الإعلام الغربي التقليدي. وساعد ذلك في إثارة غضب شعبي شديد، بما فيه احتجاجات ضخمة دعماً للفلسطينيين في مختلف أرجاء العالم. ومن جهةٍ أخرى، ساهمت أيضاً في نشر الكثير من المزاعم التي لا أساس لها والأكاذيب غير الموثقة التي تبناها الإعلام الغربي التقليدي. بحيثعمّت احتجاجات ضخمة شوارع العواصم في جميع أنحاء العالم تنديداً بالبطش الإسرائيلي[26].
لقد فرضت التظاهرات نفسها في باريس ولندن وروما وبرلين ونيويورك وشيكاغو، مما استتبع انقساماً حاداً لأول مرة في الجامعات الأميركية، حيث استنفر معه اللوبي اليهودي الأميركي إلى تهديد المؤيدين من الطلاب الأميركيين للقضية الفلسطينية بـ”لوائح سوداء” تحول بينهم وبين ممارسة أي مهنة.
ويضاف لذلك الانتهاكات التي طالت العاملين في وسائل إعلام غربية بحجة تأييد الفلسطينيين، أو معارضة إسرائيل؛ ومنها ما جرى مع الصحافية ندى عبد الصمد في محطة “BBC”، وما جرى مع المذيع الفرنسي ذي الأصل الجزائري محمد القاسي، والذي تعرّض لتوبيخ حاد من القائمين على محطة “TV5” الفرنسية بحجة توجيه سؤال إلى متحدث باسم الجيش الإسرائيلي ينطوي على مساءلة عن العمليات العسكرية الإسرائيلية في مستشفى الشفاء في غزة[27].
لقد شكلت سيادة وسائل الإعلام تأثيراً حاداً في إدارة الحرب في غزة، عبر ضخ جميع الوثائق والصور التي تؤكد جرائم الابادة الإسرائيلية بحق أطفال ونساء وشباب وشيوخ غزة، على الرغم من سيطرة اللوبي الصهيوني على معظم وسائل الإعلام، الا أنها لم تستطع اخفاء الحقيقة بالرغم من استخدام الذكاء الاصطناعي لاختلاق الصور وتزييف الحقائق.
لقد أظهر الإعلام الغربي ازدواجية المعايير في التعامل مع الحرب، عبر غياب المعايير المهنية في تغطية العدوان وتجاهلها للوضع الإنساني في غزة ومعاناة سكانها، حيث أظهرت بعض وسائل الإعلام الغربي انحيازها التام لإسرائيل. ومن جهة أخرى، وشكلت تغطية وسائل الإعلام العربي للحرب على غزة مادة دسمة لبعض المحطات والقنوات التلفزيونية، ولكن أساليبها في التناول كانت تختلف باختلاف توجهات وطبيعة وهوية المؤسسة الإعلامية، لكن المشهد الإعلامي العربي بشكل عام كان متفاعلاً بشكل جيد، على الرغم من التعتيم الكبير الذي فرضته إسرائيل على الإعلاميين. كما لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً مهماً في نقل الأحداث لحظة بلحظة.
الخاتمة:
إن الإعلام سلاح خطير يستثمره الكيان الصهيوني في خدمة عدوانه ونشر أفكاره، وعمل على تضليل الرأي العام الأوروبي والأمريكي من خلال امتلاك عدد كبير من الصحف والمطبوعات ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والقنوات الفضائية وسائر شبكات الاتصال، وتبرز سيطرتهم في أخطر صناعة وهي “صناعة الرأي العام”.
لقد ساهمت وسائل الإعلام في إدارة الحرب على غزة عبر حشد تأييد الرأي العام العالمي واستهجانه للممارسات اللاإنسانية التي تقوم بها آلة القتل الإسرائيلية والمطالبات على كافة المستويات الشعبية والدبلوماسية والحكومية والقضائية لوقف الحرب الهمجية على غزة.
وتبرز أهم الانجازات التي ساهمت سيادة وسائل الإعلام بتحقيقها في الحرب على غزة:
1- توثيق جرائم الابادة الجماعية والمجاعة الانسانية والكارثة الصحية بالصورة والصوت.
2- تعاضد وتعاطف عالمي اتجاه القضية الفلسطينية.
3- رفع جنوب افريقيا دعوى أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل لوقف اعمال الإبادة الجماعية، وقرارات المحكمة بمنع اجتياح رفح، وإلزام إسرائيل بضرورة ارسال المساعدات الانسانية لقطاع غزة.
4- إعلان عدد من الدول في أوروبا وأمريكا اللاتينية اعترافهم بدولة فلسطينية مستقلة، ووصول عدد الدول التي اعترفت مع نهاية يونيو/ حزيران 2024 إلى 149 دولة من 193 هم إجمالي عدد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
[1]– خلف كيوش التميمي، استراتيجيات العلاقات العامة في إدارة الأزمات، دار حامد للنشر والتوزيع ، عمان 2018، bit.ly/3R4A0E3
[2]-أديب خضور، الإعلام والأزمات، أكاديمية نايف للعلوم الامنية، الرياض، ط1، 1999، ص7-8.
[3]– شفيق الغبرا، النزاعات وحلها، اطلالة على الادبيات والمفاهيم، المستقبل العربي، لبنان، 1993، مج16، ع171، ص91.
[4] -علي فلاح الضلاعين وآخرون، الإعلام وادارة الازمات، دار الاعصار العلمي للنشر والتوزيع، عمان، 2015، ط1، ص167.
[5]– أديب خضور، الإعلام والأزمات، مرجع سابق، ص17 -18.
[6]– هويدا مصطفى، الإعلام والازمات المعاصرة، دار مصر المحروسة، القاهرة، 2008، ط1، ص167.
[7]– عمور أبو جبر، وسائل التواصل الاجتماعي والعدوان على غزة، إسلام ويب ، بتاريخ 26/10/2014، تاريخ الزيارة 15/3/2024، الرابط: bit.ly/4aysQPi
[8]– ادريس لكريني، ادارة الازمات في عالم متغير، المركز العلمي للدراسات السياسية، مراكش، 2014، ط2، ص 50 -51.
[9]– رامي الريس، حرب غزة تفضح المعايير الزائفة في الإعلام الغربي، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بتاريخ 30/11/2023، تاريخ الزيارة 10/4/2024، bit.ly/3R8fiTJ
[10]-الاعلان العالمي لأخلاقيات المهنة للصحفيين، الاتحاد الدولي للصحفيين، bit.ly/3WZbgRu
[11] -حسين سبيالن اردستاني، ترجمة: محمد ابراهيمي كاوري، دور الإعلام في ادارة الأزمات السياسية، مركز الهدف للدراسات، بتاريخ 13/10/2020، ص1، bit.ly/4dWpCbg
[12] -شريف درويش اللبان،الإعلام وادارة الازمات الدولية، دار الهلال، بتاريخ 29/3/2022،تاريخ الزيارة 20/4/2024، bit.ly/3WZ4V8n
[13] -حسن عماد مكاوي، الإعلام ومعالجة الأزمات، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، 2005، ص146.
[14]– أديب خضور ، مرجع سابق،ص48.
[15] -علي فلاح الضلاعين وآخرون، مرجع سابق، ص177.
[16] -المرجع نفسه، ص178.
[17]– عمور أبو جبر، مرجع سابق.
[18]– عثمان زادة وغريس هالسل، المال والإعلام في الفكر اليهودي والممارسة الصهيونية، دار النفائس، لبنان،1999، ط1، ص 70-73.
[19]-Jeremy Scahill, Al-Shifa Hospital Hamas’s Tunnels aand İsraeli Propaganda, https://urlr.me/BVh5k
[20] -سحر خميس، “مأساة غزة في الإعلام الغربي: بين حرب السرديات والتغطية البديلة”، مجلس الشرق الاوسط للشؤون الدولية، بتاريخ 14/12/2023، تاريخ الزيارة 12/4/2024،bit.ly/44XAP7n. أنظر أيضاً موقع الجزيرة الإخبارية، تاريخ النشر 27 نوفمبر 2023.
[21]– بالخطابات والفيديوهات.. كيف تفوقت المقاومة في توظيف الإعلام ضد الاحتلال؟، TRT عربي، بتاريخ 19/12/2023،تاريخ الزيارة 17/4/2024، bit.ly/4bTVF9P
[22] -محفوظ عن دور الإعلام في الحرب الإسرائيلية على غزة: الضجيج الإعلامي لا يُحدث الصدى المطلوب ولا النتائج المرجوة، الوكالة الوطنية للإعلام، بتاريخ23 /10/23، تاريخ الزيارة 15/5/2024، https://bit.ly/3UXtr7r
[23]– https://urlr.me/n4w8m
[24] -سحر خميس، مرجع سابق.
[25] -خالد حاجي، كيف نقرأ الإعلام الغربي في زمن الحرب على غزة؟، الجزيرة، بتاريخ 29/10/2023،(بتصرف)، https://bit.ly/3Vh8INf
[26]-سحر خميس، مرجع سابق.
[27]– رامي الريس، مرجع سابق.