Uncategorizedسياسية

أبرز محطات الصراع بين اسرائيل ولبنان

على مدار أربعة عقود، استمرت المواجهة بين حزب الله وإسرائيل دون انقطاع، حيث تابعت كل جهة عن كثب تحركات الطرف الآخر، وتبادل الطرفان عمليات التجسس والمراقبة. وعند الضرورة، لم يتردد أي منهما في اللجوء إلى القصف أو حتى الاغتيال. ومع مرور الوقت، اكتسب الطرفان فهماً عميقاً لبعضهما البعض. يعود تاريخ النزاع بينهما إلى الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، واحتلال إسرائيل للقطاع الجنوبي من لبنان بين عامي 1985 و2000، بالإضافة إلى الحرب الشاملة التي وقعت بينهما في عام 2006. ومنذ أكتوبر 2023، بدأ فصل جديد من المواجهات بين إسرائيل ولبنان، وفيما يلي أهم محطات الصراع بين الطرفين:

1968 ، “تدمير اسرائيل للطائرات اللبنانية في مطار  بيروت “

نفذت قوات خاصة إسرائيلية عملية تدمير لعشرات الطائرات المدنية في مطار بيروت، ردًا على هجوم شنته جماعة فلسطينية متمركزة في لبنان على طائرة ركاب إسرائيلية.

 1978،”عملية الليطاني”

شنت اسرائيل غزواً على جنوب لبنان، وأقامت منطقة احتلال صغيرة في عملية ضد المقاومة الفلسطينية بعد هجوم مسلح قرب تل أبيب.

أسفرت العملية عن نزوح واسع للسكان المحليين، إذ غادر مئات الآلاف من اللبنانيين والفلسطينيين منازلهم فرارًا من الاشتباكات والقصف.

وبعد انتهاء العملية، أنشأت إسرائيل منطقة أمنية في جنوب لبنان تهدف إلى تشكيل حاجز ضد أي هجمات مستقبلية، وبقيت هذه المنطقة تحت السيطرة الإسرائيلية لعدة سنوات.صدر القرار 425 عن مجلس الأمن بإجماع أعضائه في 19 آذار/مارس 1978، ونص على إنشاء قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، للمساعدة في استعادة السلم والأمن في المنطقة.

1982، “حرب لبنان الأولى ، وتأسيس حزب الله”

في 5 يونيو 1982، قادت إسرائيل غزوًا للبنان بقيادة أرييل شارون، بهدف منع هجمات المقاومة الفلسطينية. ورغم أن الغزو كان متوقعًا أن يقتصر على جنوب لبنان، إلا أنه توسع ليشمل مناطق أخرى من لبنان. اضطرت القوات الإسرائيلية إلى الانسحاب من بيروت بسبب تصاعد المقاومة، لكنها أبقت على وجودها العسكري في الجنوب، خاصة عند نهر الليطاني بعمق 35 كيلومترًا داخل لبنان.

في هذه الأثناء، بدأت تتشكل نواة جديدة للمقاومة ليخرج بيان عام 1982 معلناً تأسيس المقاومة الاسلامية في لبنان التابعة لــ” حزب الله”.

لكن الاعلان الصريح عن نشأة الحزب وإعلان أهدافه بطرد المحتل الاسرائيلي من لبنان كان عام 1985.

1983،”أولى المواجهات بين حزب الله واسرائيل “

بعد قيام اسرائيل باقامة منطقة احتلال في جنوب لبنان بعمق نحو15 كيلومترا وتسيطر على المنطقة مع حليفها جيش لبنان الجنوبي.

1985، إسرائيل تنسحب من وسط لبنان عام 1983 لكنها تحتفظ بقوات في الجنوب.

1993،”حرب تصفية الحساب”  

 شنت اسرائيل  عملية عسكرية لتصفية حسابتها مع المقاومة،  دامت 07 أيام مما تسبب في تدمير معظم البنى  التحتية اللبنانية.

1996،”عملية عناقيد الغضب “

 عملية اسرائلية ضد لبنان استمرت 17 يوما، في عملية اطلق عليها عناقيد الغضب، شنت خلاله القوات الجوية الاسرائيلية حملة قصف واسعة النطاق على المواقع العسكرية ومعاقل حزب الله، وكذلك على البنى التحتية المدنية في جنوب لبنان وفي بيروت .

في أبريل 1996، بعد تصعيد عسكري كبير بين إسرائيل وحزب الله فيما عُرف بـ”عملية عناقيد الغضب”، تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار تحت ضغوط دولية، خاصة من الولايات المتحدة وفرنسا. بتاريخ 26 أبريل 1996، تم التوصل إلى تفاهم بين إسرائيل وحزب الله برعاية الولايات المتحدة وفرنسا، وقد نص التفاهم على وقف استهداف المدنيين من كلا الطرفين. كما تم تشكيل “مجموعة مراقبة” تضم إسرائيل، لبنان، سوريا، الولايات المتحدة، وفرنسا لمتابعة الالتزام بالتفاهمات. هذا الاتفاق كان يُعتبر انتصاراً لحزب الله، حيث منح الحركة نوعاً من الاعتراف الدولي.

انسحاب  اسرائيل من جنوب لبنان عام 2000:

أمام ضغط المقاومة اللبنانبة أعلنت اسرائيل  انسحابها من  أراضي جنوب لبنان  بعد18 عاما  من الاحتلال المتواصل، كان هذا الحدث لحظة فارقة في تاريخ الصراع، حيث اعتبر حزب الله انسحاب إسرائيل انتصاراً سياسياً وعسكرياً.

”  حرب لبنان الثانية، حرب تموز  2006″

بدأت إسرائيل عملية عسكرية استمرت 34 يومًا، عُرفت باسم “حرب تموز”، وذلك عقب هجوم نفذه حزب الله على دورية إسرائيلية، حيث قام بأسر جنديين من جنود جيش الاحتلال. وتُعد الهجمات الإسرائيلية في عام 2006 من أوسع حالات استخدام الذخائر العنقودية على مستوى العالم منذ حرب الخليج عام 1991.

اعتمد مجلس الأمن الدولي القرار رقم 1701 بالإجماع في الجلسة رقم 5511 في أغسطس 2006، داعياً إلى وقف العمليات القتالية في لبنان وإنهاء الحرب الثانية بين لبنان وإسرائيل التي استمرت 34 يوماً، وأسفرت عن سقوط مئات الضحايا. أشاد القرار بجهود رئيس الوزراء اللبناني آنذاك، فؤاد السنيورة، وبالتزام الحكومة اللبنانية بخطة مؤلفة من سبع نقاط تهدف إلى بسط سيطرتها على الأراضي اللبنانية من خلال القوات المسلحة اللبنانية، والتأكيد على عدم وجود أي سلاح أو سلطة دون موافقة الحكومة. كما نص القرار على نشر قوات الأمم المتحدة في الجنوب وانسحاب القوات الإسرائيلية الفوري من لبنان.

وافقت الحكومة اللبنانية على القرار في 12 أغسطس 2006، وأعلن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، احترام قواته لوقف إطلاق النار بمجرد توقف إسرائيل عن هجماتها. في اليوم التالي، وافقت الحكومة الإسرائيلية على القرار، ودخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 14 أغسطس 2006. كما دعا القرار الحكومة اللبنانية إلى نشر قواتها المسلحة بالتعاون مع قوات الطوارئ الدولية التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) في الجنوب بالتزامن مع انسحاب إسرائيل إلى ما وراء الخط الأزرق الفاصل.

أكد القرار على ضرورة إقامة منطقة خالية من الأسلحة بين الخط الأزرق الذي رسمته الامم المتحدة ليفصل لبنان عن اسرائيل وهضبة الجولان التي تحتلها ونهر الليطاني، باستثناء القوات المسلحة اللبنانية وقوات اليونيفيل. كما منع القرار توريد الأسلحة إلى لبنان إلا بموافقة الحكومة اللبنانية، وطالب إسرائيل بتقديم خرائط حقول الألغام التي زرعتها في لبنان. وتم تمديد ولاية قوات اليونيفيل حتى 31 أغسطس 2007.

ودعا القرار أيضاً إلى تنفيذ بنود اتفاق الطائف والقرارات 1559 و1680، بما في ذلك نزع سلاح جميع الجماعات المسلحة اللبنانية، وعدم السماح بوجود قوات أجنبية على الأراضي اللبنانية دون موافقة الحكومة. كما نص القرار على انسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني على بعد 30 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل.

أكتوبر 2023، فصل جديد من المواجهات بين اسرائيل ولبنان

اندلعت اشتباكات بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي إثر العدوان الإسرائيلي على غزة. وفي السابع عشر من سبتمبر/أيلول، قررت إسرائيل تصعيد المواجهة مع حزب الله اللبناني إلى مستوى جديد، حيث قامت  بتفجير آلاف من  أجهزة  النداء “البيجر” المستخدم من قبل عناصر وقادة حزب الله ، مما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى وآلاف الجرحى. وفي الثامن عشر من سبتمبر/أيلول 2024، وقعت موجة تفجيرات ثانية استهدفت أجهزة اللاسلكي، لتشل بذلك شبكة اتصالات حزب الله كاملة . وفي العشرين من سبتمبر/أيلول2024، نفذت إسرائيل هجوماً على مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث كان يجتمع كبار قادة قوة الرضوان، وهي قوات النخبة في حزب الله، وأسفر الهجوم عن مقتل إبراهيم عقيل، الرجل الثالث في الحزب، و16 قائدًا آخر.

وفي السابع والعشرين من سبتمبر/أيلول  2024، شنت اسرائيل واحدة من أعنف هجماتها في الضاحية الجنوبية لبيروت، منذ عدوانها الأخير عليه في الأسابيع الماضية، مستهدفة القيادة المركزية لحزب الله في الضفة الجنوبية لبيروت بقصف ستة أبراج سكنية وتسويتها بالأرض. مما أسفر عن اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.

لم تقتصر تحركات الجيش الإسرائيلي على هذا، إذ أعلن في ليلة الاثنين 01 أكتوبر عن بدء هجوم بري يستهدف البنية التحتية لحزب الله في جنوب لبنان، متجاهلاً المناشدات الدولية التي دعت إلى احتواء التصعيد. وأشارت إسرائيل إلى أن العملية البرية ستكون “محدودة وذات أهداف محددة”، لتحقيق الاستقرار في المنطقة الحدودية بما يسمح بإعادة المواطنين الذين فرو من القتال.

عاد القرار الأممي رقم 1701 إلى دائرة النقاش مجددًا مع تصاعد المواجهات بين إسرائيل وحزب الله. وقد دعت عدة أطراف دولية، بالإضافة إلى أطراف لبنانية، إلى ضرورة التنفيذ الكامل لهذا القرار الذي صدر عام 2006 عقب حرب تموز، أو ما يعرف بحرب لبنان الثانية بين حزب الله وإسرائيل. ساهم تنفيذ هذا القرار في وقف معظم الأعمال القتالية بين الجانبين لفترات طويلة، حيث نص على وقف فوري للقتال، ونشر قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان لدعم الجيش اللبناني والحفاظ على الاستقرار في المنطقة.

في الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2024، شنت إيران هجومًا صاروخيًا مفاجئًا على دولة الاحتلال الإسرائيلي، مستخدمةً عددًا كبيرًا من الصواريخ الباليستية، حيث استهدفت قواعد عسكرية ومقرات للموساد في الأراضي المحتلة. يأتي هذا الهجوم عقب تعهد إيران سابقًا بالرد على إسرائيل إثر اغتيال إسماعيل هنية، الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس، أثناء زيارته للعاصمة طهران. إلا أن إيران أخرت الرد إلى أن وقع اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، في غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت.

يبقى الرد الإسرائيلي على هذا الهجوم هو المحدد الرئيسي لمسار الصراع في المنطقة. أمام إسرائيل خياران: الأول، هو الرد بقوة على إيران، مما قد يؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية. أما الخيار الثاني، فهو توجيه ضربات محدودة لأهداف صغيرة في إيران، دون إلحاق خسائر كبيرة أو استهداف المنشآت النووية الإيرانية، التي تعد من أكثر المواقع حساسية وخطورة في طهران.

Admin

مركز المتوسط للدراسات الاستراتيجية: مؤسسة فكر وتخطيط استراتيجي تقوم على إعداد التقديرات وتقديم الاستشارات وإدارة المشروعات البحثية حول المتوسط وتفاعلاته الإقليمية والدولية. لا يتبنى المركز أية توجهات مؤسسية حول كل القضايا محل الاهتمام، والآراء المنشورة تعبر عن أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي المركز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى