يعد المؤتمر الأوروبي المتوسطي الذي عقد في مدينة برشلونة الإسبانية خلال الفترة مابين 27-28 نوفمبر 1995 تتويجاً للجهود الأوروبية الساعية لإعادة صياغة الدور السياسي الاقتصادي الأوروبي في المتوسط، وذلك بإجتماع وزراء خارجية الإتحاد الأوروبي (الدول 15 التي كان يتألف منها الإتحاد الأوروبي في تلك الفترة والمتمثلة في : فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا، بلجيكا، هولندا، المملكة المتحدة، السويد، فلندا، اليونان، البرتغال، النمسا، لوكسامبورغ، ايرلندا، الدنمارك.).
بالإضافة إلى 12 دولة من جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط (الجزائر، السلطة الفلسطينية، قبرص، مصر، الكيان الصهيوني، الأردن، لبنان، مالطا، المغرب، سوريا، تونس، تركيا )، للتوقيع على إتفاقية برشلونة التي تمثل الركيزة الأساسية للسياسة الأوروبية المتوسطية الجديدة في فترة ما بعد الحرب الباردة، حيث تمت الموافقة على اتخاذ قرارات تؤسس لإقامة شراكة أورومتوسطية من خلال تعزيز الحوار السياسي وتحقيق التعاون الاقتصادي ، المالي والأمني و التعاون الإجتماعي والثقافي، لتكون هذه المرحلة إطاراً موسعاً للعلاقات السياسية، الإقتصادية، والإجتماعية بين دول الإتحاد الأوروبي ودول جنوب المتوسط.
وفي ختام المؤتمر صدر عنه إعلان برشلونة الذي حدد ثلاث محاور رئيسية للشراكة:
المحور الأول : يؤسس شراكة أمنية لتحقيق السلام والاستقرار والأمن في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وقد تضمن الجزء الخاص بالشراكة لسياسية والأمنية في إعلان برشلونة ( 18 بندا) تمثل ركائز للهدف المتفق عليه وهو إنشاء منطقة مشتركة للسلام والأمن والاستقرار في إقليم البحر المتوسط، وذلك من خلال تنمية دولة القانون والديمقراطية في الأنظمة السياسية، احترام حقوق الإنسان، عدم التدخل المباشر وغير المباشر في الشؤون الداخلية للدول، حل الخلافات بالطرق السلمية، توطيد التعاون من أجل الوقاية ضد الإرهاب وانتشار الجرائم المنظمة ومحاربة مشكلة المخدرات، تشجيع الأمن الإقليمي بالعمل على عدم انتشار الأسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية، وعدم التجهيز بقدرات عسكرية تتجاوز الحاجات المشروعة للدفاع، تشجيع الظروف التي من شأنها تنمية علاقات حسن الجوار، الأخذ في الاعتبار أية إجراءات لبناء الثقة والأمن بين الأطراف بهدف خلق منطقة سلام واستقرار في البحر الأبيض المتوسط.
المحور الثاني: رسخ هذا المحور هدف إقامة علاقات اقتصادية إقليمية متداخلة، وجعل العنصر الأساسي في هذا الهدف هو تحقيق منطقة تبادل حر بالتدرج، مع التأكيد على الدعم المالي والمساعدة الفنية لمواجهة الصعوبات التنموية والاقتصادية التي تواجهها دول الجنوب المتوسط، وبالتالي الشراكة الإقتصادية تتضمن التساند التنموي والتضامن الإجتماعي من الجانب الأوروبي.
المحور الثالث: يضاف للشراكة بعد اجتماعي وثقافي يقر فيه المشاركون بأن تقاليد الثقافة والحضارة على جانبي البحر الأبيض المتوسط والحوار بين هذه الثقافات، والتبادل على المستوى الإنساني والعلمي والتكنولوجي يشكل عاملاً رئيسياً في التقارب بين الشعوب .
وفي هذا السياق وافق المشاركون على إنشاء شراكة في المجالات الاجتماعية والثقافية والإنسانية وفي سبيل هذا:
يركزون على أن حوار احترام الثقافات والأديان شرطان ضروريان لتقارب الشعوب،…، يشددون على الطبيعة الجوهرية لتنمية المواد البشرية سواء فيما يخص التعليم وتأهيل الشباب بوجه خاص أو في مجال الثقافة،…، يؤكدون على أهمية قطاع الصحة في التنمية المستديمة،…، يعترفون بأهمية التنمية الاجتماعية التي يجب أن تواكب التنمية الاقتصادية،…، يعترفون بالدور الرئيسي الذي بإمكان المجتمع المدني القيام به في تنمية الشراكة،…، يعترفون بأهمية تشجيع الإتصلات والتبادلات بين الشباب في إطار برامج تعاون غير مركزية، تركيزه على قضية الهجرة التي تؤرق الدول المتوسطية،…،إلخ.
تحميل اتفاقية برشلونة من هنا
