أوراق و دراسات

دور الجامعات “الإسرائيلية” في تطويرالبحث العلمي

د. يسرى حنفي المقادمة

الخبرات العلمية:

متحصلة على شهادة الدكتوراه  في فلسفة التربية، قسم أصول التربية، جامعة القاهرة،  حول موضوع: “البحث العلمي في جامعات فلسطين- رؤية مستقبلية في ضوء الخبرة الإسرائيلية”(2012)”.

ماجستير تعليم عالي- قسم أصول التربية، معهد الدراسات والبحوث، موضوع الأطروحة: “التخطيط للتعليم العالي في جامعات فلسطين في ضوء الاتجاهات العالمية المعاصرة(2006)”.

الخبرات العملية:

مشرف تربوي لطالبات كلية التربية بالجامعة الإسلامية، وجامعة الأقصى منذ 2014 حتى 2024، ومشرف تربوي في جامعة الأقصى (2016م – 2019)، ومُعلمة رياضيات بمدارس وكالة الغوث الدولية منذ( 1989- حتى 2024).

مقدمة:

منذ أن خلق الله البشرية، أُليت لها رغبة في السعي والتوجه نحو العلم والمعرفة، سعياً لاستعابها وتطبيقها، تُعد مؤسسات التعليم العالي والجامعات المكان المناسب لتحقيق هذا الهدف، ويشكل البحث العلمي التطبيقي الركيزة الأساسية التي تمكن المجتمعات الصناعية من التقدم والازدهار الإقتصادي، من خلال تطبيق المعرفة واستثمارها في خدمة البشرية. وقد اتخذت الدول المتقدمة من البحث العلمي أداة رئيسية  ومنهجاً لتحقيق التقدم، وأنشأت من أجل ذلك العديد من المراكز البحثية المتخصصة[1]. بالنسبة لـــ”إسرائيل” فقد اعتمدت على نموذج ألماني وطابع نخبوي لجامعاتها، وهو النمط الذي يركز على البحث العلمي الأكاديمي والدراسات العليا، وقد لعبت أراء شخصيات مثل  “حاييم وايزمان” دوراً بارزاً في توجيه هذا المسار وتشكيل النظام الأكاديمي في اسرائيل.

واعتمدت آراؤه كاستراتيجية علمية موثقة باعتباره عالماً  كيمائياً مرموقاً ؛ هذا بالإضافة لاستثمار “إسرائيل” كل الإمكانات التي أتيحت لها وأقامت سياستها التربوية والعلمية والتكنولوجية على تبني نظام تعليمي يقوم على مفهومي العلم والتكنولوجيا، وساعدها على ذلك تشكيلة متنوعة من مؤسسات التعليم العالي والمراكز البحثية المتخصصة والمهيأة لإعداد أجيال جديدة تمثل طاقة بشرية وتكنولوجية حققت لـــ”إسرائيل” مزيداً من التقدم والتطور جعل منها قوة إنتاج علمي مصدرة للإنجازات  العلمية التقنية، وهذا ما جعل “إسرائيل” تحتل المركز الثالث في العالم في صناعة التكنولوجيا المتقدمة بعد “وادي السيلكون” في كاليفورنيا وبوسطن، والمركز الخامس عشر بين الدول الأولى في العالم المنتجة للأبحاث والاختراعات. أما بالنسبة إلى عدد سكانها قياساً إلى مساحتها فهي الأولى في العالم على صعيد إنتاج البحوث العلمية[2].

تهتم “إسرائيل” بالبحث العلمي اهتماماً بالغاً، وتَصدر عن الكنيست وهي أعلى مؤسسة حاكمة؛ قوانين وقرارات للاهتمام بهذا المجال، وتُعدلها باستمرار، وتوجه برامجها التربوية والعلمية باتجاه علمي وتكنولوجي من الحضانة وحتى الجامعة، حيث تركز المناهج على الرياضيات والعلوم والطبيعيات وإنجازات العلماء، وتضع إستراتيجيات لتطوير العلوم والتكنولوجيا وتطبيقها في جميع المجالات، وربط التعليم بسوق العمل والإنتاج، وربط التعليم بالمجتمع، وتعزيز فكرة الارتباط بالأرض، وبرنامج” المختبر التكنولوجي” الذي أطلقته الحكومة “الإسرائيلية” والذي يُمكن صاحب أي مشروع ينطوي على فكرة تكنولوجية مُبتكرة من تحويل فكرته إلى إنتاج صناعي، وتُمول الحكومة “الإسرائيلية” المرحلة الأولى من عملية تحويل الفكرة إلى مشروع منتج، بدون مقابل، وتتحمل الأخطار الاقتصادية، ومدى قابلية الفكرة للتطبيق والتنفيذ والتسويق.

تهدف الدراسة إلى: 

1- بيان دور جامعات “إسرائيل” ومراكزها البحثية في تطوير البحث العلمي.

2- دور البحث العلمي وأثره على سياسة “إسرائيل” العلمية والتكنولوجية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية.

إشكالية الدراسة:

عند النظر إلى مجال البحث العلمي في الجامعات “الإسرائيلية” ، يمكن للباحث أن يلاحظ وجود  إستراتيجية واضحة لتطوير البحث العلمي وربطه بمؤسسات الإنتاج والصناعة ورجال الأعمال ومراكز البحث العالمية في دول متقدمة .وقد صاغت “إسرائيل” هذه الاستراتيجية  بهدف التفوق العلمي والتقني  من خلال استغلال  قدرات ومواهب أفرادها .

من هنا تبرز إشكالية الدراسة في فهم وتحليل  دور الجامعة “الإسرائيلية” في تطوير البحث العلمي، و تحديد أهم نقاط القوة والإنجاز في هذا المجال على مستوى الإستراتيجيات والتخطيط والتمويل والتنفيذ، والتطبيق.

منهج الدراسة:

المنهج الوصفي التحليلي، الذي يتم من خلاله وصف الظاهرة موضوع الدراسة، وتحليل بياناتها، وبيان العلاقة بين مكوناتها، والآراء التي تُطرح حولها والعمليات التي تتضمنها والآثار التي تحدثها.  

حدود الدراسة:

الحدود الموضوعية هي: خبرات “إسرائيل” في مجال البحث العلمي، وتقتصر الدراسة على الجامعة العبرية في “إسرائيل” والمراكز البحثية التابعة لها، باعتبارها نموذجاً يمثل لجامعات “الإسرائيلية” ، تتمثل أهمية اختيار في تصنيف الجامعة العبرية ضمن المائة الأولى على مستوى العالم، حسب المقياس العالمي THE، بالإضافة لدورها البارز في تقدم الكيان “الإسرائيلي” علمياً وتكنولوجياً ومساهمتها في نجاح المشروع الصهيوني على أرض فلسطين .

البحث العلمي: (Scientific research ): البحث العلمي، والتطوير يحتوي على كل الأنشطة والأعمال الإبداعية حسب منهجية وطرائق نسقية من أجل إثراء الرصيد المعرفي الإنساني الذي يشمل معرفة الإنسان والطبيعة والثقافة والمجتمع واستغلال هذا الرصيد المعرفي المُثري في تطبيقات جديدة لخدمة التنمية الإنسانية المتكاملة[3].كما يعتبر أيضاً المحاولة الناقدة للتوصل إلى حلول للمشكلات التي تؤرق البشرية، وتحيرها، وهو يولد نتيجة لحب الاستطلاع ويغذيه الشوق العميق إلى معرفة الحقيقة[4].

ويتبعها أكثر من 20 مركز بحثي، ساهمت الجامعة العبرية من خلال هذه الكلية(السياسات العامة) والمراكز البحثية التابعة لها في تطوير أبحاث علمية ركزت على تعزيز الهوية الثقافية للشعب “الإسرائيلي”، والأيديولوجيا الصهيونية، على المستوى المحلي محاولةً لتجذير “الإسرائيلي”ين في أرض فلسطين، بأن لهم ثقافة خاصة قديمة وفن وفلكلور وعادات وتقاليد وتقنعهم بذلك بأسلوب علمي، من خلال نشر الأبحاث التي تظهر الشعب “الإسرائيلي” بأنه ضحية ويستحق العناية والمساعدة. ومن أهمها:

أولاً-فلسفة الجامعة والتعليم العالي في “إسرائيل”:

تنبع فلسفة التعليم من فلسفة الدولة العبرية التي تعتبر التوراة والتلمود مصدراً لكل أنشطة الحياة، وأن أرض “إسرائيل” هي مقر روحي وعلمي للشعب اليهودي، وتقوم الفكرة الصهيونية السياسية التي دعا إليها زعماء “إسرائيل” منذ ثيدور هرتسل 1860م،على تحويل أرض فلسطين القاحلة إلى دولة صهيونية حديثة، لذلك كان الدمج بين البحث العلمي والتعليم ضرورياً في مؤسسات التعليم التي تؤهل الباحثين والأكاديميين لكي يعملوا على بناء الكيان الصهيوني في أرض الميعاد فكرياً وعلمياً وتكنولوجياً[5].

1-واقع البحث العلمي في الجامعات “الإسرائيلية”:

انطلاقاً من رؤية حاييم وايزمن رائد البحث العلمي في “إسرائيل”، نشأت البنية العلمية التي نما منها الجهد العلمي “الإسرائيلي” الحديث. فأُنشأ معهد التخنيون للعلوم التطبيقية فى مجالات الهندسة والعلوم في 1924. تلا ذلك انشاء عدة جامعات ومعاهد علمية يتبعها مراكز بحث علمي؛ مما يشيرعلى اهتمام “إسرائيل” بالأبحاث والدراسات المعمقة، وتعتمد عليها بل تعتبرها من الركائز الأساسية في رسم وبناء الاستراتيجيات في جميع المجالات، حيث تمثل المعرفة والعلم ومناهج البحث العلمي مصدراً مهماً لبناء اقتصادها وإنتاجها الفكري والصناعي والزراعي وغيره من شئون الحياة الأخرى.

حيث ينطلق التركيب البنيوي للعلم والتكنولوجيا عند الكيان الصهيوني على أساس إستراتيجية مؤداها التقدم على جبهة واسعة تهدف لتحقيق قفزة صناعية جديدة، وقد أعطت الإيديولوجية الصهيونية دفعة قوية لإيجاد مفاهيم علمية وتأسيس لَبنات جديدة للبحث العلمي الحديث، وأولت اهتماماً خاصاً بالعلوم الفيزيائية والكيميائية والطبيعية لوعيها بأهمية هذه العلوم في الهيمنة على العالم وتحويل مساره. واهتمت بالعلوم الاجتماعية لتوعية الإنسان اليهودي وتسليحه بوسائل ثقافية وتحقيق وحدة الفكر والفعل لديه”[6].

وتساهم مراكز الأبحاث “الإسرائيلية” في تطوير الحياة المعرفية والعلمية عن طريق أنشطتها الثقافية ومنابرها الإعلامية المختلفة، وتقوم برفد المجتمع “الإسرائيلي” بالمعلومة الموثوقة والتحليل العلمي الرصين”[7].

وتنفق “إسرائيل” نسبة 4,7% من إنتاجها القومي على البحث العلمي، مما يجعلها تحتل أعلى مستوى للإنفاق في هذا المجال على مستوى العالم. في المقابل  تنفق الدول العربية مجتمعة ما مقداره 0,2% فقط من دخلها القومي، كما أن المساهمة العربية في المعارف الإنسانية  تبلغ أقل من 0,0002% من اجمالي الانتاج العالمي، بينما تسهم “إسرائيل” بنسبة 1% من المعرفة العالمية، مما يجعلها  تفوق العالم العربي ب5000 مرة، وقد كشفت نتائج مجلس التعليم العالي في “إسرائيل” في مؤتمر عقدته جامعة بارإيلان بتاريخ 16/11/2009 أنها تحتل المرتبة الرابعة في العالم من حيث النشاط العلمي [8].

علماء  ” اسرائيل” لا يقتصرون على نشرمقالاتهم العلمية في الدوريات الغربية المرموقة فحسب، بل يعتبرون من بين العلماء الرائدين الذين يسهمون بشكل كبير في إنتاج المعرفة. في عام 2009، تميزت “إسرائيل” بتقديم جزء كبير من الإنتاج العلمي، والذي يفوق حجمها السكاني بعشرة أضعاف[9]، ويتوفر لدى “إسرائيل” أكثر من 2000 عالم وخبير ومهندس وفني في مجالات متنوعة من العلوم النووية، يتواصلون مع نحو 600 معهد ومركز بحثي عالمي، وتبرز مؤسسة الطاقة النووية ذات نشاط كبير في الجامعات، ومن أبرز الأبحاث التي أشرفت عليها مؤسسة الطاقة النووية إنتاج الماء الثقيل. وبفضل هذه الانجازات، أصبحت “إسرائيل” قادرة على تأمين 95% من متطلبات العالم من هذه المادة الحيوية[10].

2-أهداف البحث العلمي في “إسرائيل”:

 تأتي أهداف البحث العلمي من فلسفة المجتمع “الإسرائيلي” ورؤيته للأبحاث العلمية ومن أهم الأهداف[11]:

– تمكين “إسرائيل” من قيادة العالم في جميع المجالات.

– تحقيق التميز والمنافسة في مجال العلوم الطبيعية، والرياضيات والتكنولوجيا.

– النشر العلمي على مستوى العالم والذي هو نتاج أساسي للبحث العلمي ودالة للتعرف على مستواه.

– دعم وتطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات من حيث الكم والكيف، والتي تربط “إسرائيل” بمختلف أنحاء العالم، عن طريق أقمارها الصناعية التي تقوم بمسح شامل حول الكرة الأرضية.

5- التوسع والمنافسة في البحوث العسكرية، لزيادة قوة “إسرائيل” العسكرية، و ضمان الأمن القومي لها.

3-دور الجامعة في “إسرائيل” في إثراء البحث العلمي:

    انطلاقاً من رسالة الجامعة الـــــ”إسرائيلة” ودورها في بناء الدولة العبرية، ووفقاً للمهام المنوطة بها عند إنشائها، فإن الجامعات تهتم بالبحث العلمي وتضعه على سلم أولوياتها، و”تتمتع الجامعات في “إسرائيل” بحرية توجيه المسار العلمي والبحثي بداخلها، وإنشاء مراكز أبحاث في مختلف المجالات، ولهذا فإن أصحاب المراكز العليا ومتخذي القرار في الجامعات لهم الحرية في استثمار الكفاءات والثروات البشرية وفق تطلعاتهم وطموحهم[12].

4-مستويات مراكز البحث العلمي في “إسرائيل”:

تنقسم مراكز البحث العلمي في “اسرائيل” إلى ثلاث مستويات رئيسية:

المستوى اللأول: المستوى الأكاديمي البحثي.

المستوى الثاني: المستوى “الإسرائيلي” العام: حيث تشارك جميع المراكز البحثية في إصدار وبناء برامج تثقيفية للمواطنين كلُّ بحسب اختصاصه .

المستوى الثالث:مستوى صناع القرار: وهنا تصقل خلاصة المستويين السابقين من الأبحاث لتعرض على شكل توصيات تُقدم لصناع القرار وواضعي السياسة على مختلف الوزارات ومؤسسات الإنتاج[13]،إلى جانب ذلك  توجد مراكز بحثية خاصة بالأحزاب والحركات “الإسرائيلية” تزود قياداتها بالتحليلات والتقارير الداخلية والدولية، بالإضافة إلى  مراكز بحثية سرية متخصصة في التجسس على دول العالم، وأخرى خاصة بالطاقة النووية والأبحاث العسكرية. تعتمد المؤسسة الأمريكية العسكرية بشكل كبير جداً على نتائج الأبحاث والدراسات التي يقوم بها الباحثون اليهود في “إسرائيل” وخارجها، وتشكل مراكز الأبحاث اليهودية قاعدة بيانات أساسية تعتمد عليها الإدارة الأمريكية في إدارة الصراع في الشرق الأوسط، وبين الشرق والغرب[14].

5-قنوات دعم البحث العلمي والمؤسسات الحكومية والوطنية المشرفة عليه[15]:

عملت “إسرائيل” منذ تأسيسها على إعداد وتهيئة بيئة علمية وبحثية تساعدها على تنفيذ سياستها العلمية وتحقيق التقدم العلمي والتفوق العسكري، وفي سبيل ذلك:

-أُنشئ جهاز خاص لدعم الأبحاث بقرار من رئيس الحكومة ووزير التربية والتعليم عام 1972، وقد عمل هذا الجهاز من خلال ذراعين: ذراع البحث التطبيقي التابعة للمجلس الوطني للبحث والتطوير، وذراع البحث الأساسي التابعة للأكاديمية الوطنية للعلوم.

في عام 1953، أقر الكنيست قانون التنشئة المهنية لنشر المعرفة العلمية والمهنية، وتنمية المواهب العلمية، وتعزيز وتشجيع فكرة الإبداع والابتكار لدى الأجيال الجديدة.

في عام 1955، أُقر مشروع (تمدا) لمدة خمسين عاماً، وهو مشروع تعاوني بين الحكومة والجامعات لوضع استراتيجية لتطويرالعلوم والتكنولوجيا وتطبيقها في جميع المجالات، وربطها بسوق العمل.

في عام 2000، أُقر مشروع (أُورت)، ومدته خمسين عاماً ويرتكز على ربط التعليم بالمجتمع، وتعزيز فكرة الارتباط بالأرض عن طريق تشجيع البحوث العلمية في المجالات المتعلقة بخدمة هذه الفكرة.

-تدعم الحكومة “الإسرائيلية” الابتكارات الصناعية والأبحاث المتعلقة بها بشكل شامل، بدءاً من المشاريع الريادية الصغيرة، وصولاً إلى  الشركات المتعددة الجنسيات. حيث توفر الحكومة الدعم من خلال توفير المرافق والتمويل والحوافز للاستثمارات المحلية والأجنبية، بالإضافة إلى الإعفاءات الضريبية. وتشمل مبادرات الدعم الحكومية  مكتب كبير العلماء، والمجلس القومي للبحث والتطوير، وهيئة الطاقة الذرية “الإسرائيلية” ومؤسساتها، وبرنامج” المختبر التكنولوجي، بالإضافة إلى دائرة التطوير في كل جامعة داخل “إسرائيل”. توجد أيضاً اتفاقيات تعاون ثنائية في مجال البحوث بين “إسرائيل”  وعدد من الدول والمنظمات، من بينها الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا، بريطانيا، فرنسا، روسيا، اليابان والصين،كوريا الجنوبية، تركيا،  الهند وجنوب أفريقيا، والكونغو، الاتحاد الأوروبي.

-يعد القطاع الخاص الممول الرئيسي لنظم البحث العلمي في “إسرائيل”، حيث تتراوح حصتة في تمويل البحث العلمي 52حوالي 52%، وهذا الإسهام للمؤسسات البحثية يرجع إلى تقدير القطاع الخاص لقيمة البحث العلمي وجدواه[16].

6-تسويق الأبحاث العلمية:

يتم تسويق الأبحاث وتوظيف نتائجها في “إسرائيل” وفق خطط علمية واقتصادية واجتماعية وسياسية مدروسة. يتم تحويل بعض هذه الأبحاث إلى مشروعات اقتصادية مُنتجة تساهم في رفع معدلات التنمية، وذلك من خلال التنسيق والتناغم بين القطاع الخاص والجامعات.  ويتم ذلك  ضمن إطار آليات اتفاقيات التعاون الثنائي والشراكات بين “إسرائيل” وعدد من الدول في جميع أنحاء العالم؛ يساهم برنامج المختبر التكنولوجي كذلك في تسويق الأبحاث العلمية داخل وخارج “إسرائيل” ، مما يعزز الفرص للاستثمار المادي والمعنوي في هذه الأبحاث[17].

ثانياً-الجامعة العبرية:

هي أقدم جامعة في الكيان “الإسرائيلي”، تعود فكرة إنشائها للمؤتمر الصهيوني الأول عام 1897، وتم إقرار إنشاء الجامعة في المؤتمر الصهيوني الحادي عشر عام 1913، وافتتحت رسمياً في الأول من أبريل عام 1925 في مدينة القدس بحضور المندوب السامي البريطاني بلفور وبعض قامات اليهود . وعلى مستوى الشرق الأوسط تملك الجامعة العبرية وقفيات وأصول وهبات تقدر بأكثر من مليار دولار سنوياً، مما ساعد على جعلها  جامعة جماهيرية تتصدر المؤسسات الأكاديمية  في “إسرائيل”.  وتصنف الرابعة والستين على مستوى العالم حسب تصنيف شانغهاي، أو 93 حسب تصنيف THE في حين كانت جامعة القاهرة 401 وذلك حسب تصنيف العام 2008م، أما في العام( 2011/2010) فحازت على المرتبة 109 حسب تصنيف THE بواقع 63،11 نقطة[18].

-أهداف البحث العلمي في الجامعة العبرية[19]:

اهتمت الجامعة العبرية بالبحث العلمي منذ نشأته، إن لم تكن أُقيمت من أجل البحث العلمي، حيث تُعد مراكز الأبحاث في الجامعة العبرية من أقدم وأنشط مراكز الفكر والبحث في “إسرائيل”، حيث تلازم إنشاؤها مع إنشاء الجامعة، وجاء في أهم أهداف البحث العلمي في الجامعة ما يلي: 

– إشاعة روح البحث العلمي، والتعامل مع مختلف القضايا بموضوعية، وتعميم ثقافة البحث والتحري.

– التطوير الفكري للأكاديميين في الجامعة وإقامة جسور التواصل والتفاعل بين العاملين والمنتسبين والطلاب وأقطاب الإدارة السياسية في الدولة.

– تعزيز قدرة “إسرائيل” العلمية والتكنولوجية والاقتصادية والعسكرية.

– تنمية صناديق البحوث للباحثين لتمويل أهدافهم البحثية في داخل “إسرائيل” وخارجها.

وتضم الجامعة 17 كلية، يتبعها أكثر من 800 مركز بحثي وهذا عرضاً لبعضها :

– كلية العلوم الإنسانية:

يتبع هذه الكلية حوالي 20 مركز بحثي؛ يتمثل دورها في تطوير البحث العلمي، واستغلاله في ترسيخ المفاهيم العلمية، وتدريب أجيال من العلماء منذ نشأة التعليم الجامعي في “إسرائيل” والذي بدأ مبكراً بوضع لبنات جديدة للبحث العلمي، وإنشاء واستحداث مراكز تبحث بمختلف جوانب حياة الإنسان لزيادة وعي وفعل الإنسان وتسليحه بوسائل ثقافية لتحقيق وحدة الفكر الخاص بالأيدلوجيا الصهيونية.

وترى الباحثة أيضاً  أن مراكز الأبحاث العلمية التابعة لكلية العلوم الإنسانية بتواصلها مع المراكز العالمية وشراكتها مع عدة دول أصبحت مراكز علمية هامة لنشر كل جديد من الأفكار التي تريد “إسرائيل” تسويقها ونشرها في مختلف أرجاء العالم بحكم الانتشار الواسع لوسائل الاتصال واهتمامها بوسائل الإعلام المتنوعة في مختلف أنحاء العالم، لخدمة قضاياه السياسية والاقتصادية والعلمية والكثير من المصالح الأخرى، وهناك اهتمام بالترجمة للعبرية، ومنها إلى لغات عالمية أُخرى.   

-كلية العلوم الاجتماعية:

يتبعها أكثر من 15 مركز بحثي تهتم بكل ما يخص الشعب اليهودي و”إسرائيل” من النواحي الاجتماعية، والبحث في المشكلات التي تُواجه المجتمع “الإسرائيلي”، ويتضح تأثير هذه المراكز في عمليات صنع السياسة “الإسرائيلية” الخارجية والداخلية وآلية اتخاذ القرارات، والمؤمن بتأثير المعرفة والثقافة على صنع السياسة وآليات اتخاذ القرار في الكيان يرى تأثير تلك المراكز بما تمده من معلومات وممسوحات واستطلاعات.

-كلية إدارة الأعمال:

يتبعها أكثر من 10 مركز بحثي تساهم في تطوير الاقتصاد “الإسرائيلي”، واستثمار البحوث العلمية نفسها لتساهم بتمويل البحث العلمي والإنفاق عليه،  ويستفيد من البحوث التي ترعاها كلية إدارة الأعمال رجال ومؤسسات المال والأعمال، والبنوك، فكثير من المراكز أُقيمت بغرض الكسب ليس في هذه الكلية فحسب وإنما في باقي المراكز العلمية في كليات أخرى في الجامعة، فهي أولاً هدفها الاستثمار المادي أو المعنوي واكتساب مراكز قوة على الصعيد المحلي والدولي، وترى الباحثة مشاركة هذه المراكز في صنع السياسة المالية للدولة، وتقديم الأفكار عند وضع الموازنات، واختيار الميزانيات على أُسس علمية فكرية، وفلسفية، واجتماعية، واقتصادية، وتربوية؛ بما يتفق مع وجهة نظر الدولة، وفهمها لطبيعة الوضع الاقتصادي المحلي والعالمي، وذلك  بناءًا على نتائج الدراسات والأبحاث التي يتم التوصل لها من خلال تلك المراكز البحثية التابعة لكلية إدارة الأعمال.

-كلية القانون: يتبعها أكثر من 20 مركز بحثي تُوظف لتحقيق العدالة الاجتماعية، وتَفهم وتطبيق القانون لتحقيق، وضمان الصالح العام، والمصالح الشخصية، وهنا يبرز دور الجامعة من خلال كلية القانون في تطوير بحوث علمية وأفكار ونظريات ينتجها المفكرون والباحثون،؛ عملت جميعها بتكافل على انتاج نظام ديموقراطي يتمتع من خلاله المواطن “الإسرائيلي” بكامل حقوقه الاجتماعية والسياسية والمعرفية وحرية التعبير عن الرأي، ويتمتع بحياة كريمة حيث تضمن له الدولة راتب ممتاز إن تَعطل عن العمل لأي سببٍ، وهناك عيادات قانونية مجانية تقدم الاستشارات القانونية لأي مواطن.

– كلية الرياضيات والعلوم الطبيعية:

يتبعها أكثر من35مركز بحثي يركز على البحوث العلمية التطبيقية، وتلعب دوراً حيوياً في تقدم  “إسرائيل” علمياً وتكنولوجياً. تسهم هذه المراكز البحثية، بالتعاون مع الكلية، في توفير الموارد والتجهيزات والمختبرات والدعم الفني واللوجستي وأنظمة المعلومات.

-كلية الطب:

تتبعها عدة مراكز بحثية ساهمت في تطوير البحوث الطبية، حتى جعلت “إسرائيل” وجهة مرغوبة  للعديد  من المرضى الذين يعانون من أمراض مستعصية، ويبحثون عن خدمات طبية على مستوى عالي، وهذا يدر دخلاً كبيراً على الكلية والجامعة ومراكزها البحثية. بالاضافة إلى ذلك، يتلقى جميع رجال الدولة والوزراء والرؤساء على تعاقبهم العلاج داخل “إسرائيل”، ويفضلونها على السفر إلى الدول الأوروبية  أو أمريكا للعلاج، نظراً للنجاح الباهر الذي حققته اسرائيل في القطاع الطبي. ويعتبر هذا الاعتقاد مشتركاً بين الكثير من الباحثين والعلماء على  مستوى العالم ويعكس سمعة اسرائيل كمركز طبي متقدم ومبتكر.

– كلية الزراعة وجودة البيئة:

يتبعها أكثر من 10 مركز بحثي في مجال الزراعة والثروة السمكية، حيث  تعتمد على نقل التكنولوجيا كأساس لتطويرها. تسعى هذه المراكز بشكل عملي وسريع لتطوير التكنولوجيا المتاحة، وتوجيهها نحو تحقيق أهداف محددة في مجال الزراعة والثروة السمكية. تتميز هذه المراكز بالارتباط الوثيق والقوي بين البحث العلمي في مجال الزراعة والاقتصاد وقطاع الإنتاج.

ترى الباحثة أن الجامعة العبرية تهتم بتطوير البحث العلمي من خلال كلية الزراعة وجودة البيئة، وتتميز البحوث الزراعية في الجامعة العبرية بالبحث والتطوير المكثفين في نظم مبتكرة، نبعت إلى حدٍ كبير من الحاجة إلى التغلب على شح الموارد الطبيعية في “إسرائيل”، خاصة الماء والأرض الزراعية، “ويعود الفضل في النو المستمر في التكنولوجيات الزراعية إلى التعاون الوثيق بين الباحثين ووكلاء الإرشاد والمزارعين، وبيع وتسويق الأبحاث والصناعات المتعلقة بالزراعة، وقد أدت هذه الجهود التعاونية إلى انطلاقة في الإنجازات والأساليب في جميع فروع الزراعة، والتوجه نحو السوق لتصدير التكنولوجيا الزراعية إلى جميع أنحاء العالم، فكانت النتيجة ظهور منتجات ونظم وأساليب زراعية حديثة[20].

– كلية الرفاه والخدمة الاجتماعية:

يتبعها عدة مراكز بحثية في السياسة الاجتماعية والعمل الخيري والصحة العقلية والرعاية الاجتماعية للأطفال والمراهقين والشيخوخة.

– كلية الصحة العامة:

ويتبعها أكثر من 20 مركز بحثي متخصص في الجودة والسلامة السريرية والمساواة في مجال الصحة والأقليات والأوبئة الوراثية والإحصاء الحيوي وصحة الأم والطفل والمراهق وصحة المرأة والمجتمع والسلوك الصحي والنشاط البدني في المجتمع “الإسرائيلي” واقتصاديات الصحة والسياسة الصحية وأمراض القلب والأمراض المعدية وبحوث العائلات في والصحة الإنجابية وغيره.

– كلية الصيدلة:

وهذه الكلية لها الصدارة في تخليق الأدوية والكيمياء الطبية والصيدلة الجزئية.

-كلية السياسات العامة:

ويتبعها أكثر من 20 مركز بحثي، ساهمت الجامعة العبرية من خلال كليتها للسياسات العامة والمراكز البحثية التابعة لها، في تطوير أبحاث علمية تركز على تعزيز الهوية الثقافية للشعب “الإسرائيلي”، والأيديولوجيا الصهيونية، على المستوى المحلي. تهدف هذه الأبحاث إلى تعزيز الانتماء  “الإسرائيلي” في أرض فلسطين، من خلال إظهار لهم  بأن لهم ثقافة خاصة قديمة تتضمن الفن والفلكلور والعادات والتقاليد. وتستخدم هذه الأبحاث أساليب علمية لإقناع الناس بأهمية الحفاظ على الهوية الثقافية، وتبرز الشعب الاسرائيلي كضحية تستحق العناية والمساعدة. ومن أهمها:

-مؤسسة الأبحاث الشرقية (الاستشراقية):

ومهمته إعداد الباحثين المتخصصين في شئون المنطقة، والبحث في التاريخ الإسلامي، وتاريخ اليهود في البلاد العربية وفلسطين، وجمع المخطوطات القديمة والصور لمباني إسلامية، والأبحاث الأفروآسيوية، وآخر التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية في البلاد العربية، وتَعرُّف عادات وتقاليد العرب لاختراق صفوفهم، وجمع معلومات أمنية تساعد أجهزة الموساد، ويهدف كذلك إلى دمج الطوائف اليهودية في جماعات متجانسة لخدمة الصهيونية.

-المعهد “الإسرائيلي” للأبحاث الاجتماعية التطبيقية: أُنشئ المعهد بهدف البحث في الشئون العربية وشؤون الصراع “الإسرائيلي”، وعلم النفس العام، وعلم النفس الاجتماعي، وعلم الاجتماع، وقضايا الرأي العام والمواقف والمتغيرات في قضية الصراع العربي “الإسرائيلي”، ويقدم المعهد النصح والمشورة للهيئات الحكومية والخاصة، ويتعاون مع منظمات “إسرائيل”ية وأمريكية واتحادات أبحاث عالمية.

– معهد بن تسفي للدراسات اليهودية:يهتم بالبحث في تاريخ الطوائف اليهودية، وثقافة اليهود، والإسهامات الفكرية، ويركز على الموضوعات التي تسبغ الهوية اليهودية على فلسطين وذلك بجهود المستشرقين، ويزود المعهد “الإسرائيلي”ين عموماً، والمؤسسة الحاكمة خصوصاً بالمادة البحثية التي يمكن استخدامها في تسويق المفاهيم والتصورات الصهيونية حول الأرض الموعودة[21].

ثالثاً-تحديات مسيرة تطوير البحث العلمي في “إسرائيل”[22]:

-عدم تأقلم الباحثين المهاجرين إلى “إسرائيل” مع القواعد المُنظمة للعمل مثل إجبارهم تَعلم العبرية، وفرض الخدمة العسكرية عليهم، حيث تعتبر “إسرائيل” المتهرب منها مرتكباً للخيانة العظمى، وكذلك عجز الدولة عن استيعابهم بالكامل، مما أدى إلى نزوحهم مرة أخرى لأماكن خارج “إسرائيل”.

-شعور العلماء ذوي الكفاءات العلمية الحاصلين على درجة الدكتوراه بمعاملة على غير نُظرائهم من علماء الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا أدى لعودة جزء منهم لبلدانهم الأصلية.

-وصول أعداد كبيرة من الباحثين والعلماء المهاجرين أدى إلى التكدس البشري في المؤسسات والمراكز العلمية بلا عمل، وانتشار بطالة الباحثين في “إسرائيل”، وعدم قدرة الإدارة المسئولة عن إيجاد عمل مناسب لكل هؤلاء، مما أدى لتفكيرهم للعودة لبلادهم مرة أخرى.

-اهتمام بعض الجامعات بتعليم اللغة العبرية والدين اليهودي للمهاجرين على حساب البحث العلمي، مما جعل الباحثين يؤثرون الهجرة مرة أخرى على البقاء في “إسرائيل”.

-يعاني البحث العلمي في “إسرائيل” من ارتفاع معدل أعمار الباحثين في الجامعات “الإسرائيلية” والذي يصل إلى 55 عاماً في حين أن النتاج العلمي الأفضل يكون عادةً في جيل أصغر.

-ظهور هجرة مضادة للعلماء من “إسرائيل” بسبب سياستها العنصرية ضد أصحاب الأرض من الفلسطينيين وضد العرب وغيرها من سياسات “إسرائيل” في التعامل مع الفلسطينيين.

رابعاً-الخلاصة والاستنتاجات:

-تعمل الجامعة العبرية على إيجاد آليات لربط المراكز البحثية ببعضها ضمن الاختصاص الواحد، وبين الاختصاصات المتكاملة في جامعات أُخرى؛ مما يسمح بعرض أفكار ومشاريع البحوث في الجامعة وجامعات أٌخرى، وعدم ترك الجامعة ومراكزها البحثية تبحث كلٌ في واد.

تتباهى “إسرئيل” بأن لديها بنية تحتية تكنولوجية واسعة يُعززها بحث علمي متقدم، ومراكز علمية وفكرية على أعلى مستوى، والسبب وراء نجاحها اعتمادها على أشخاص فاعلين ومتميزين، “فالشخصية الفردية “الإسرائيلي”ة هي شخصية ديناميكية وبنيوية تعتمد في مواقفها على المعرفة والقوة ، ساهمت مراكز البحث العلمي في جامعات “إسرائيل” بإعطاء الاحتلال “الإسرائيلي” الشرعية العلمية، حيث لم تكن تلك المراكز بعيدة عن جوهر المنهج الإحلالي للفكرة والمشروع الصهيوني، بل كانت جزءاً لا يتجزأ منه، ووليدته، وأحد الركائز التي قام ويقوم عليها، فقد اتحد العلم والقوة ليشكلا ما هو أشبه بالقبضة الحديدية، فيما سخر العلماء والباحثون والمفكرون كل جهودهم لخدمة المشروع الصهيوني منذ بدايته، حيث عمل الباحثون والعلماء طويلاً لوضع الأساس العلمي والنظري لقوميتهم التي تقوم على الدين، لإعطاء الصفة العلمية للقومية اليهودية التي على أساسها سيكون اليهود شعباً وأمة مهما تفرعت لغاتهم وألوانهم وثقافاتهم[23].

-ساهمت مراكز البحث العلمي في إعطاء الاحتلال “الإسرائيلي” الشرعية السياسية والقانونية، مثال على ذلك” فقد سخر العالم والباحث اليهودي حاييم وايزمن الذي أصبح فيما بعد رئيساً للدولة العبرية إمكاناته العلمية وهو على رأس طاقم علمي وبحثي لإحداث مجموعة من الاكتشافات العلمية في مجال الكيمياء الحيوية خدمت بريطانيا في الحرب العالمية الأولى، وكان لذلك الأثر الكبير في حصوله على وعد بلفور الشهير الذي قامت بموجبه الدولة اليهودية على أرض فلسطين[24].

-شكلت مراكز البحث العلمي على مدار تاريخ الكيان جزءًا من تدمير الهوية الفلسطينية والعربية والإسلامية، وذلك عبر تدمير الآثار الفلسطينية والحفريات في القدس والمسجد الأقصى المبارك وتغيير المعالم الحضارية للمدن العربية ووضع الأسس التخطيطية للسياسات التوسعية، فلا تزال قوة الاحتلال مدعومة بالجيولوجيين لتقوم بسرقة المياه الجوفية من المناطق التي انسحبت منها في فلسطين، وسرقة الثروات الطبيعية على قلتها كالغاز الطبيعي من البحر المتوسط، والمعادن من البحر الميت وصحراء النقب[25].

-تعتبر الصناعات العسكرية “الإسرائيلي”ة مصدر قوة “إسرائيل”، وهذه خلاصة أبحاث آلاف العلماء والمهندسين سنوياً الذين يعكفون على زيادة حجم وتقنيات الترسانة العسكرية البرية والبحرية والجوية، بالإضافة إلى علماء الكيمياء والذرة والبيولوجيا الذين يطورون الأسلحة غير التقليدية وأسلحة الدمار الشامل، التي تهدف لزيادة هيمنة “إسرائيل” ككيان محتل وغاصب في المنطقة بأسرها، ويرى فرنك بارنابي وهو فيزيائي بريطاني ومدير مفاعل نووي سابق، أن “إسرائيل” تمتلك قنابل هيدروجينية منذ أوائل الثمانينات، ولديها مجموعة من أفضل علماء الفيزياء النووية في العالم[26].

-أقامت العديد من الشركات فروعاً لها في “إسرائيل” للاستفادة من القدرات المحلية ومراكز البحث لديها مثل: موتورولا ، وتقوم مراكز البحث والتطوير “الإسرائيلي”ة بتطوير النظم الرقمية ونظم القيادة والمراقبة ورقائق الهواتف المحمولة، وهي مسئولة عن أكثر من سدس عائدات الشركة العالمية[27]، وكذلك شركة News Corporation التي تعتمد على مهارات “إسرائيل” المتنوعة في الكتابة السرية.

-يمكن القول بأن الكثير من رواد ورؤساء مراكز الأبحاث السياسية والاجتماعية والاقتصادية التابعة للجامعة العبرية و باقي جامعات الكيان لهم علاقة بأجهزة الدولة أو يعملون بها أو كانوا يعملون بها.

-عملت الكثير من مراكز الأبحاث “الإسرائيلية” والأمريكية في المنطقة العربية تحت ستار البحث العلمي والتعاون الأكاديمي، والتواصل الثقافي على تحقيق أهدافها التوسعية، وتفكيك الهوية العربية، وغرس ثقافة الفتن وتدمير المناعة الثقافية العربية، والترويج لمزاعم الصهيونية، وهذا ما أشار إليه ” شمعون بيريز” في كتابه الشرق الأوسط الجديد بأن القوة الحقيقية والعسكرية في العقود القادمة في الجامعات وليس في الثكنات”[28]،يُعد تلخيصاً للإستراتيجية الصهيونية، لذلك عملت أمريكا و”إسرائيل” على تأسيس عدة مراكز بحثية “إسرائيل”ية في دول الجوار لفهم وقراءة الشخصية العربية والتجسس على قطاعات المجتمع كافة، مثل: المركز الأكاديمي “الإسرائيلي” التابع للسفارة “الإسرائيلي”ة في الأردن، ومثله في القاهرة ولهما علاقة مباشرة بجهاز الموساد، حيث تفاخر يوسف حييات المدير الرابع للمركز الأكاديمي “الإسرائيلي” بالقاهرة أمام وسائل الإعلام أنه نجح باستقطاب عدد لا بأس به من المصريين العاملين بأجهزة حكومية ذات طبيعة خاصة، وهم يزودون المركز بمعلومات تخدم الأبحاث “الإسرائيلي”ة سواءً الاقتصادية أو العسكرية[29].

-الكثير من مراكز البحث العلمي في السياسة والاقتصاد والعلوم الاجتماعية لها علاقة بجهاز الموساد” جهاز المخابرات “الإسرائيلية”، ليوصل رسالة بأنه يراقب الكثير من الدول وبالذات فلسطين، وأنه قادر على اجتياز العقبات وجمع المعلومات عنهم واستغلالها متى يشاء.

برغم التطور المستمر للتكنولوجيا في “إسرائيل” إلا أنها تفقد كل عام جزءاً من الاعتراف الدولي بعلامتها الإنتاجية، ولكنها تغلبت على ذلك ببيع منتجاتها لشركات دولية مرموقة مثل Vodafon,Alcatel,Nokia,……[30].

-تستغل “إسرائيل” تحقيق السلام مع الدول العربية لتوسيع أسواق بيع ثمار أبحاثها العلمية ومنتوجاتها، وبالتالي تكون المواجهة العلمية الاقتصادية في زمن السلم أصعب منها في زمن الحرب.

-تعتمد “إسرائيل” النظرية الأمنية في جميع مناحي الحياة، “فهم أحرص الناس على حياة” وهذا له أثر في عمل ونشاط الباحثين، فهو على الأغلب يحمل بعداً قومياً وأيديولوجياً لخدمة الأمن “الإسرائيلي”.

تسير “إسرائيل” على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، مهما كانت هذه الوسيلة وأياً كانت السبل، مشروعة أو غير مشروعة، ومن أي مكان، لتحصل على مواردها التي تغذي أبحاثها مثل المواد المشعة واليورانيوم، وغيرها من المواد اللازمة للبحث العلمي أو الصناعة[31].

-هناك اتفاقات بين “إسرائيل” وكثير من الدول المتقدمة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية على إرسال نسخة ل”إسرائيل” من كل بحث أو دراسة أو اختراع، وهم بدورهم يطورون هذا الاختراع إلى اختراعات أكثر تطوراً أو أكثر جودة، أو يرفعون من فعالية الأبحاث التي يحصلون عليها إلى الحد الأقصى للإنتاج، وبعض الأبحاث تعطيهم فكرة جديدة لاختراع جديد، وهذه السياسة جعلت “إسرائيل” من الدول الأوائل في عدد براءات الاختراع، مثال على ذلك مساهمة أمريكا وفرنسا في تطوير سلاح “إسرائيل” النووي، وفي المقابل ممنوع على العرب امتلاك أي قدرة نووية[32].

-تعدد الإنجازات العلمية وبراءات الاختراع في “إسرائيل”، إلا أنها إذا ما قورنت ببعض الدول الأوروبية وأمريكا فهي تُنفق على البحث العلمي أكثر بكثير من تلك الدول في مقابل نفس المخرجات تقريباً من البحث العلمي، فالإنفاق على البحث العلمي في “إسرائيل” يصل لحد الإغراق ومن إسهامات القطاع العام والخاص والموازنات الخاصة هناك تبرعات هائلة تأتي من يهود العالم لدعم البحث العلمي، وخصوصاً العسكري الذي لا يُعلن عن ميزانيته حتى داخل “إسرائيل” نفسها

-استطاعت “إسرائيل” إيجاد آليات ومصادر لتمويل البحث العلمي، إضافةً للدعم الحكومي المخصص من ميزانية الدولة وميزانية الجامعة، حيث وصلت نسبة الإنفاق على البحث العلمي في “إسرائيل” حوالي 4.7% من ناتجها القومي والذي يقدر بمليارات الدولارات حيث تنافس “إسرائيل” الدول المتقدمة في هذا الميدان[33]، ولا ننسى أموال الوقف وأصولها والمحافظ الاستثمارية[34]،وهناك ملاحظة أخرى مهمة حيث تقوم عائلات غنية أو أفراد أو علماء يخصصون رَيع أبحاثهم العلمية واختراعاتهم لدعم مراكز البحث العلمي في جامعات “إسرائيل” مثل مركز برنارد شيريك بدعم من العالم برنارد، ومركز فريبج بدعم من العالم لويس فريبج، ومركز هاري ترومان بدعم من الرئيس الأمريكي الأسبق هاري ترومان، ومركز هيلموت كول، ومركز جيلو بتبرع من عائلة جيلو، ومركز أسفير بتبرع من عائلة أسفير، وغيرها الكثير الكثير من المراكز العلمية القوية التي ساهمت في تقدم “إسرائيل” تكنولوجيا.

-تتمتع جامعات “إسرائيل” والمراكز البحثية التابعة لها ببنية تحتية قوية، وتراكمية للبحث العلمي حيث يبدأ الباحثين ببحوثهم من حيث انتهى الآخرون، أو يكملون بعضهم البعض بالتعاون والتنسيق والشراكة مع مراكز وجامعات محلية وعالمية، وكذلك يوجد أرشيف وسجلات محوسبة لجميع نتائج الأبحاث، حيث ترتبط جميع مراكز الأبحاث لنفس المجال أو التخصص بشبكة إلكترونية جيدة تساعد في عدم التكرار وبالتالي إهدار المجهود فيما لا يفيد، ومن الشائع العمل بنظام الفرق البحثية المتكاملة في مراكزها البحثية بنظام.

-تساهم المراكز البحثية مساهمة فعالة في الدفاع عن الدولة “الإسرائيلي”ة والهجوم على الدول العربية عن طريق البحوث العسكرية والدراسات الإستراتيجية.” وقد استطاعت “إسرائيل” أن تُسخر قاعدتها البحثية والعلمية لخدمة الجيش “الإسرائيلي” في مجالات عديدة مثل إنتاج القنبلة النووية، حيث أصبحت تمتلك ما يزيد عن (200) رأس نووي، ووسائل حرب كيماوية وتكنولوجية، وقدرة على استعمالها بمهارة، وكذلك استعمال الأشعة الضوئية المركزة في اكتشاف الأهداف وتحديد مداها”.

-تتميز “إسرائيل” بجامعاتها ومراكزها البحثية بمعدل نشر علمي على مستوى العالم، حيث تحتل المركز الخامس عشر على مستوى العالم في إنتاج الأبحاث، وقياساً بمساحتها وعدد سكانها فهي الأولى على العالم في إنتاج الأبحاث والاختراعات،والمؤلفات والكتب المنشورة.

-وبالنسبة لنشر الأبحاث العلمية في المجلات المُحكمة فقد نشر الباحثون “الإسرائيلي”ون 138881 بحثاً محكماً، ونشر العرب حوالي 140000بحث محكم، وعلى الرغم من تقارب عدد الأبحاث، إلا أن جودة ونوعية الأبحاث “الإسرائيلي”ة أعلى بكثير من الأبحاث العربية، وهذا يمكن الاستدلال عليه من عدد الاقتباسات لتلك الأبحاث، ومعامل(H) الذي يُعبر عن مدى إنتاجية دولة معينة للعلوم ومدى تأثير تلك العلوم على المعرفة الإنسانية حيث بلغ عدد الاقتباسات للأبحاث العربية 620000 اقتباس، بينما عدد اقتباسات الأبحاث “الإسرائيلي”ة 1721735 اقتباس، وبلغ معامل الفاعلية (H)[35] ل”إسرائيل” 293، وبلغ بالمعدل للدول العربية حوالي 40.

-بالنسبة للاستثمار في البحث العلمي؛ يُعد البحث العلمي عاملاً مهماً من عوامل تقدم الاقتصاد “الإسرائيلي”، الذي ارتبط بإنتاج المعرفة(اقتصاد المعرفة)، واستعمالها وتصديرها، وبمقارنة حجم الاستثمار في البحث العلمي “الإسرائيلي” مع عائدات الاستثمار فيه، فقد حققت “إسرائيل” عائدات استثمار عالية من بيع التكنولوجيا المتقدمة والتي هي نتاج البحث العلمي المتقدم.

-يميل معظم أعضاء هيئة التدريس إلى اعتبار البحث العلمي الوظيفة الأساسية للجامعة، ومعظم وقتهم مُخصص للبحث العلمي أكثر من التدريس؛ حيث تصل نسبة الوقت المخصص للبحث العلمي حوالي 66% من أوقات أعضاء هيئة التدريس، وبهذا كانت السيادة للبحث العلمي في أهداف الجامعات “الإسرائيلي”ة الرئيسة، وهنا يمكن القول أن الجامعة “الإسرائيلي”ة هي جامعة بحث في المقام الأول.

-وتُسخر البحث العلمي لخدمة احتياجات المجتمع والمؤسسة العسكرية “الإسرائيلي”ة، ويحرص أعضاء هيئة التدريس في الجامعات “الإسرائيلي”ة على متابعة كل ما هو جديد في تخصصاتهم، وعلى تكوين علاقات مع الباحثين في الدول الأُخرى، وفي هذا المجال تُعتبر “إسرائيل” ثالث دولة في العالم من حيث قيام أعضاء هيئة التدريس في جامعاتها بمشروعات بحثية بالتعاون مع الأكاديميين في الدول الأخرى وخصوصاً المتقدمة تكنولوجياً وعلمياً، وهذا يساعد في تَجنب الركود العلمي[36].

-ساهم البحث العلمي في جامعات “إسرائيل” في تقدم “إسرائيل” العلمي والتكنولوجي، وجعل منها قوة اقتصادية وعسكرية في منطقة الشرق الأوسط.

-تستخدم “إسرائيل” معظم خبراتها وبحوثها في تطوير الأسلحة الهجومية الفتاكة، وصناعة مزيد من أسلحة الدمار الشامل ضمن إستراتيجية واضحة تكمن في توظيف خبراتها في سبيل خدمة الإنسان والاستفادة من التكنولوجيا لصنع أدوية وعلاجات جديدة تخدم البشرية.

-ساهمت الشراكات والاتفاقيات بين “إسرائيل” في تطوير البحث العلمي لديهم وكذلك دعمه وتمويله، فجامعات “إسرائيل” ومراكزها البحثية لديها شراكات مع جميع الدول المتقدمة في البحث العلمي، وكذلك مع دول نامية، و”الإسرائيلي”ون في الغالب هم المستفيدون، ومع كل التقدم والتطور الذي نراه فإن “إسرائيل” تتبع سياسة عنصرية بحق المواطنين والطلاب العرب والفلسطينيين، فلا يُسمح لهم بالالتحاق بالجامعات “الإسرائيلي”ة، أو المراكز البحثية التابعة لها إلا في حدود قليلة جداً، وضمن شروط ومعايير صعبة، ومن الجهة الأخرى تُدمر الجامعات والمؤسسات التعليمية في مناطق السلطة الوطنية وخصوصاً تلك الموجودة في غزة.


 

الهوامش:

[1]- يوسف سيد محمود، رؤى جديدة لتطوير التعليم الجامعي، مصر، الدار المصرية اللبنانية، 2009، ص28.

[2] – خلف محمد الجراد، الأبعاد الفكرية والعلمية التقنية للصراع العربي الصهيوني،اتحاد الكتاب العرب، دمشق، سوريا2000، ص40.

[3]-المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم: التعليم العالي والبحث العلمي في مجتمع المعرفة، المؤتمر التاسع لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي، دمشق، 15-18 / ديسمبر، 2003، ص630.

[4]– (THE  ) بالانجليزية World University Ranking  وهو مقياس عالمي تصنف  الجامعات في جميع أنحاء العالم بالترتيب التنازلي حسب مواصفات ومجالات محددة، -جامعة القاهرة،حصاد عيد العلم العاشر،مارس 2012،ص76 .

[5]– ش، شاي: متناولية التعليم العالي- مواقف الجمهور، ورقة مقدمة لمجلس التعليم العالي في إسرائيل، 1993، ص2.

[6]– عبد الله عودة: البحث العلمي بين الهيمنة اليهودية والضعف العربي، مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية. تاريخ الدخول للموقع: 23/7/2018: https://urlz.fr/q7Nx

[7]–  מועצת המחקר המדעי. מחקר לעילוי ישראל, דוח שנתי, 2002/2003 עמוד 7

[8]– مراكز الدراسات وإدارة الصراع بين الشرق والغرب،  تاريخ الدخول للموقع( 201819/7/)

https://urlz.fr/q7Pn

[9]הארץ: ישראל מדינת מעולה מבחינה מדעית, יום שלישי.

[10]– ممدوح حامد عطية: القدرة النووية الإسرائيلية وتأثيرها على الأمن القومي العربي- ضمن تحديات العالم العربي في ظل النظام العالمي الجديد، بيروت، دار الطليعة، ط(2)، ، ص ص 502-510.

[11]– Shamash.org,Science and Technology in Israel, Israel Research and Scientific Research:

gopher://shamash.org/00/chpt-1,1998,p20-22     viseted in (  22/6/2018)

[12]– المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) : قضايا إسرائيلية، فلسطين، رام الله، 2006، ص52.

[13]– مؤسسات الأبحاث وصناعة القرار:النموذج الإسرائيلي، تاريخ الدخول للموقع: (2018   17/7/ )

https://vu.fr/UXMmD

[14]– مراكز الدراسات وإدارة الصراع بين الشرق والغرب، تاريخ الدخول للموقع(19/7/2018 )

https://vu.fr/ExIjJ

[15]– تم الرجوع إلى  :- خالد أبو عصبة: جهاز التعليم في إسرائيل- البنية، المضامين، (مؤسسة مدار، فلسطين،رام الله،2006)، ص227-228.

  –  التصدير والتعاون الدولي الإسرائيلي: صناعة التكنولوجيا الزراعية في إسرائيل، إسرائيل، تل أبيب، مارس، 2007 ، ص ص7-8.

–  عبد الحسن الحسيني: العلوم والتعليم العالي في ميزان القوة الاستراتيجي بين إسرائيل والوطن العربي،مرجع سابق،ص ص 191-202

-Shamash.org,Science ana Technology in Israel, Israel Research and Scientific Research, gopher://shamash.org/00/chpt-1,1998,p25

[16]– محمد منصور: البحث العلمي في إسرائيل: بين التفوق العلمي والانتهاك الحقوقي، مجلة إضاءات، فبراير 2017.

[17]-تم الرجوع إلى: – معهد التصدير والتعاون الدولي الإسرائيلي: إسرائيل صناعة الاتصالات، مرجع سابق، ص ص 4-

   – معهد التصدير والتعاون الدولي الإسرائيلي: صناعة التكنولوجيا الزراعية في إسرائيل، مرجع سابق، ص ص 2-3.

  – معهد التصدير والتعاون الدولي الإسرائيلي: إسرائيل الصناعة الجوية والطيران، إسرائيل، تل أبيب، مارس، 2007.

    –Shamash.org,Science ana Technology in Israel, Israel Research and Scientific,OP.P P22-24

[18]האוניברסיטה העברית: המחקר המדעי, 2000/2001, עמ ‘3-5.

[19]האוניברסיטה העברית: המחקר המדעי, 2000/2001, עמ ‘3-5.

[20]-معهد التصدير والتعاون الدولي الإسرائيلي:  صناعة التكنولوجيا الزراعية في إسرائيل: مرجع سابق، ص 2.

[21]– مأمون كيوان: القرار السياسي الإسرائيلي- أدواته الأكاديمية وغاياته الخرافية،http://www.wahdaislamyia.org/issues/90/mkiwan.htm,p8

[22] – مانويل.ي. تحديات البحث العلمي الإسرائيلي، وقائع مؤتمر البحث العلمي وتحدياته في إسرائيل، جامعة بار إيلان، 16/11/2009م، ص7.

[23]שמעון פרס: מחקר מדעי כדי לשרת את ישראל, ראיון בטלוויזיה, מרס 2000.

[24]– عبد الوهاب المسيري: موسوعة اليهود واليهودية، المجلد 6، القاهرة، دار الشروق، 1990، ص ص32 33.

[25]– صبحي كحالة: المشكلة المائية في إسرائيل وانعكاساتها على الصراع العربي الإسرائيلي،لبنان،مؤسسة الدراسات الفلسطينية،ط2،1986، ص7.

[26]– تم الرجوع إلى:  – أحمد البرفان، وآخرون:مستقبل وسيناريوهات الصراع العربي الإسرائيلي، مركز دراسات الشرق الأوسط، الأردن، عمان، 2011م، ص ص 292-294.

– Frank, Barraby: The Invisible Bomb- The nuclear Arms Race in the Middle East, I.B. Tauris , London,1989,p 52.

[27]– مئير تسادوك: النشر العلمي ، وقائع مؤتمر البحث العلمي وتحدياته في إسرائيل ،جامعة بار إيلان، 16/11/2009، ص12.

[28]– شمعون بيرس: الشرق الأوسط الجديد، ترجمة محمد حلمي عبد الحافظ، الأردن، عمان، الأهلية للنشر والتوزيع، ، ص35.

[29]– تم الرجوع إلى : – عرفة عبده علي: تهويد عقل مصر،(القاهرة، دار سيناء للنشر، 1989م) ص104.

 – طارق رضوان:اختراعات شباب مصر تشتريه إسرائيل، مجلة صباح الخير، عدد 2184، الخميس 13/نوفمبر/ 1997م، ص ص10-11.

   – محمد حسنين هيكل: هذا العبث بوجدان مصر، صحيفة العربي، العدد 46،61/5/ 1994.

 – إبراهيم عبد الكريم: الاستشراق وأبحاث الصراع لدى إسرائيل،عمان، دار الجليل للنشروالدراسات والأبحاث الفلسطينية، 1993،ص ص53-55.

[30]– معهد التصدير والتعاون الدولي الإسرائيلي: إسرائيل صناعة الاتصالات، مرجع سابق، ص2.

[31] – Cordesman A: The Peace Process & The Arab-Israeli Military Balance, Westview Press, Boulder, Colarado,1991 ,p120.

[32] – Pieter Pry: Israeli Nuclear Arsenal, Westview Press, Bouulder, Colardo1984,p13.

[33]– محمد فوزي عبد المقصود: اتجاهات الفكر التربوي المعاصر في إسرائيل- التحديات وسبل المواجهة، مرجع سابق، ص ص 146-167.                 

[34] – UNESCO reports: Esrael produces research &knowledge 5000 times more than the whole Arabworld      

تاريخ الدخول للموقع 29/3/ www.liveleak.com/view?i=71f_1263500431

[35]– معامل (H):هو مقياس يعبر عن مدى فعالية الدولة في الإنتاج العلمي، ومدى تأثير تلك العلوم والمعارف المنتجة على العلوم والمعارف الإنسانية

[36]-محمد فوزي عبد المقصود: اتجاهات الفكر التربوي المعاصر في إسرائيل، التحديات وسبل المواجهة،مرجع سابق، ص161.

يمكنكم تحميل النسخة الإلكترونية PDF (اضغط هنا)

Admin

مركز المتوسط للدراسات الاستراتيجية: مؤسسة فكر وتخطيط استراتيجي تقوم على إعداد التقديرات وتقديم الاستشارات وإدارة المشروعات البحثية حول المتوسط وتفاعلاته الإقليمية والدولية. لا يتبنى المركز أية توجهات مؤسسية حول كل القضايا محل الاهتمام، والآراء المنشورة تعبر عن أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي المركز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى