أوراق و دراساتسياسية

اتجاهات الرأي العام المصري نحو الحرب الروسية الأوكرانية

  أ.د. عبد السلام سيد عبد الرحمن

وكيل كلية الإعلام بالجامعة الإسلامية بمنيسوتا، الولايات المتحدة الأمريكية

                                                                       

الملخص:

هدف البحث إلى التعرف على تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على مصر واتجاهات الرأي العام نحوها، واستخدم الباحث منهج المسح الإعلامي في دراسة وصفية، واستعان باستمارة الاستقصاء على عينة بحثية قدرت ب 200 مفردة من الجمهور المصري من الذكور والإناث ومن مختلف الإعمار والفئات التعليمية والمهنية.

 واسفرت نتائج البحث عن أن 59% من المبحوثين عبروا عن معارضتهم للحرب، وتأييد الرأي العام  المصري من الذكور لموقف الحكومة المصرية من الحرب الروسية الأوكرانية بنسبة 49%، فيما أيده 88% من الإناث، وأن الذكور بنسبة 62 % يرون أن الضغوط الغربية في مقدمة العوامل التي أثرت في موقف الحكومة المصرية من هذه الحرب، وأن الإناث يرون أن الحفاظ على علاقات متوازنة مع كل الأطراف جاءت بنسبة 50 %، أن الحل الأمثل لإنهاء الحرب من وجهة نظر الرأي العام المصري جاء الحل السلمي بنسبة 88%، وجاء الحل العسكري بنسبة 5%، أن نسبة 44% يؤيدون التوقعات بميلاد عالم متعدد الأقطاب بعد انتهاء الحرب، فيما عارض هذه التوقعات نسبة 36%، واتخذ ما نسبته 20% موقفاً محايداً، فيما عارضت الإناث هذه التوقعات بنسبة 40%.

الكلمات المفتاحية: اتجاهات – الرأي العام المصري- الحرب الروسية الاوكرانية – تداعيات الحرب

مقدمة:

الحرب الروسية – الأوكرانية دخلت مرحلة أكثر تصعيداً وخطورةً؛ مالم تفلح الجهود الدولية في خفض مستوى الصراع وربما تسويته سلمياً. وتبدو الحرب في ظل التطورات العسكرية والسياسية مفتوحة على عدد من السيناريوهات المتباينة. استمرار الحرب، أو توسيع دائرة الصراع، أو الحل السلمي والتسوية السياسية.

وقد حظيت الحرب الروسية-الأوكرانية باهتمام عالمي واسع، وأصبحت شعوب العالم وحكوماته تترقب مستجدات هذا الصراع وما سيؤول إليه. فتداعيات الحرب على العالم متعددة ومتنوعة ومن ضمنها الشعب المصري الذي تأثر كثيراً جراء هذه الحرب، وقد تفاوتت اتجاهات الرأي العام وآراؤه عموماً وفي مصر خصوصاً حول هذه الحرب.

يعبر مفهوم الرأي العام عن التعبير الإرادي عن وجهات نظر الجماهير، نتيجة التقاء كلمتها وتكامل مفاهيمها بشأن مسألة تثير اهتمامها وتمس معالمها، ويختلف الرأي العام باختلاف النظم السياسية، ديمقراطية كانت أم شمولية، ومستوى علاقات هذه الدولة بكلا البلدين المتحاربين.

مشكلة البحث:

ولأن تداعيات الحرب لم تقف عند روسيا وأوكرانيا، بل امتدت إلى حلف الناتو والشعوب الأوروبية والعربية حيث تأثرت تلك الدول بشكل متفاوت، اقتصادياً وسياسياً وثقافياً، ومن ضمنها مصر، ومن هنا فإن الرأي العام المصري انقسم بين مؤيد لهذه الحرب وبين معارض، كما اختلف حول وجوب الوقوف على الحياد أم الوقوف بجانب طرف دون الآخر، وللوقوف على هذه المشكلة يستطلع هذا البحث اتجاهات الرأي العام المصري نحو هذه الحرب وتداعياتها.

ففي الوقت الذي يتعاطف فيه قطاع كبير من المصريين مع الشعب الأوكراني، تكشف وسائل التواصل الاجتماعي عن تأييد يحظى به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بين المصريين على الرغم من مشاهد القتل والنزوح والترويع في أوكرانيا وتداعيات الحرب غير المباشرة على أسعار السلع والغذاء والاقتصاد المصري، ونحن نرقب زيادة الاهتمام الإعلامي والسياسي، لم نجد اهتماماً بحثياً مماثلاً، بتتبع وتحليل اتجاهات الرأي العام العربي حيال هذه الحرب.

أهداف البحث:

يهدف البحث إلى التعرف على تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على مصر واتجاهات الرأي العام نحوها، وذلك من خلال:

  1. التعرف مصادر معلومات المبحوثين حول الحرب الروسية – الأوكرانية
  2. التعرف على وجهة نظر الرأي العام المصري نحو هذه الحرب الروسية- الأوكرانية.
  3. التعرف على الحل الأمثل لإنهاء الحرب من وجهة نظر الرأي العام المصري.
  4. رصد اتجاهات الرأي العام المصري نحو موقف الحكومة المصرية من هذه الحرب.
  5. التعرف على العوامل التي أثرت في موقف الحكومة المصرية من هذه الحرب من وجهة نظر الرأي العام المصري.
  6.  رصد اتجاهات الرأي العام المصري نحو تأثيرات الحرب على مصر.
  7.  الكشف عن اتجاهات الرأي العام المصري نحو مصير العلاقات المصرية الروسية.
  8.  الكشف عن اتجاهات الرأي العام المصري نحو مصير العلاقات المصرية الأوكرانية.
  9.  التعرف على اتجاهات الرأي العام المصري نحو التوقعات بميلاد عالم متعدد الأقطاب بعد انتهاء الحرب.

أهمية البحث:

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في ختام جلستها الطارئة مع بداية الحرب في 24 فبراير 2022، قراراً “يدين بأشد العبارات العدوان الروسي على أوكرانيا”، وصوتت لصالح القرار 141 دولة من ضمنها مصر، فيما صوتت 5 دول ضد القرار وامتنعت 35 دولة أخرى.

تعد الحرب ضربة قوية للاقتصاد العالمي أضرت بالنمو ورفعت الأسعار، وزادت من سرعة التضخم، وبما أن روسيا وأوكرانيا من أكبر البلدان المنتجة للسلع الأولية، فقد أدت انقطاعات سلاسل الإمداد إلى ارتفاع الأسعار العالمية بصورة حادة، ولا سيما أسعار النفط والغاز الطبيعي. وشهدت تكاليف الغذاء قفزة في ظل المستوى التاريخي الذي بلغه سعر القمح، حيث تسهم كل من أوكرانيا وروسيا بنسبة 30% من صادرات القمح العالمية.

يعد موضوع البحث في تلك القضية موضوع حديث لم يطرق بحثاً، فهو يرتبط بظروف راهنة وقائمة من الممكن أن يستفيد من هذا البحث الباحثين والجهات المسؤولة في مصر لمعرفة اتجاهات الرأي العام المصري نحو هذه الحرب وتداعياتها.

تساؤلات البحث:

يسعى البحث للإجابة على تساؤل رئيسي: ما تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الشعب المصري واتجاهاته نحوها، ويتفرع منه هذه التساؤلات:

-ما أهم مصادر معلومات المبحوثين حول الحرب الروسية – الأوكرانية؟

–  ما وجهة نظر المبحوثين نحو هذه الحرب الروسية – الأوكرانية؟

-ما هو الحل الأمثل لإنهاء الحرب من وجهة نظر الرأي العام المصري ؟

-ما اتجاهات الرأي العام نحو في موقف الحكومة المصرية من هذه الحرب؟

-ما العوامل التي أثرت في موقف الحكومة المصرية من هذه الحرب من وجهة نظر المبحوثين؟

-ما اتجاهات الرأي العام المصري نحو تأثيرات الحرب على مصر؟

-ما اتجاهات الرأي العام المصري نحو مصير العلاقات المصرية الروسية ؟

-ما اتجاهات الرأي العام المصري نحو مصير العلاقات المصرية الاوكرانية؟

-ما اتجاهات الرأي العام المصري نحو التوقعات بميلاد عالم متعدد الأقطاب بعد انتهاء الحرب؟

منهج البحث:

يستخدم الباحث منهج المسح الإعلامي باعتباره أنسب المناهج في موضوع بحثنا. حيث يعتبر جهداً علمياً منظماً للحصول على بيانات ومعلومات وأوصاف عن الظاهرة أو مجموعة الظواهر موضوع البحث.

نوع البحث:

 تقع هذه الدراسة في إطار البحوث الوصفية التي تستهدف وصف الأحداث والأشخاص والمعتقدات والاتجاهات والقيم والأهداف والتفضيل والاهتمام وكذلك أنماط السلوك المختلفة، وهذا الوصف لا يقف عند حدوث الوصف المجرد للظاهرة وحركتها وعناصرها، ولكن يمتد ليشمل وصف العلاقات والتأثيرات المتبادلة والوصول إلى نتائج تفسر العلاقات السببية وتأثيراتها.

عينة البحث:

يستطلع فيها الباحث عينة عشوائية من المجتمع المصري قوامها 200 مفردة. من الذكور والاناث، ومن مختلف فئات المجتمع المصري.

أداة البحث:

يستخدم الباحث في قياس الرأي العام المصري استمارة استبيان لاستطلاع الرأي لمعرفة اتجاهات ووجهات نظره حول تلك الحرب، سواء كان من المتخصصين أو أفراد من عامة الناس، وتم تصميم الاستبانة عبر جوجل فورم وإرسالها للمبحوثين. من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

مجالات البحث:

المجال الجغرافي: حدد الباحث مصر كمجال جغرافي، وينحصر هذا البحث في إطار الحدود المكانية.

المجال الزمني: يتم إجراء الشق الميداني من البحث في الفترة 24 يناير 2022 حتى 24 فبراير 2023. بعد عام من نشوب الحرب.

المجال البشري: وقد حدد الباحث 200 مفردة من مختلف فئات الشعب المصري.

الفئة العمرية: من 18 فما فوق سنة.

نظرية تشكيل الاتجاهات:

1-نموذج شيلي شايكن (HSM)

نشأ نموذج HSM) Heuristic-Systematic Model) نموذج إرشادي – منهجي من بحوث الإقناع، التي تبحث في كيفية تغيير اتجاهات الأفراد عن طريق الرسائل الاتصالية. حيث قدمت شيلي شايكن (Shelly Chaiken) عام (1987م) هذا النموذج، وهو نموذج ثنائي المعالجة يتضمن نمطين لمعالجة المعلومات. يفترض النموذج أن الأفراد يدركون العالم من خلال أسلوبين مختلفين، الأول: أقل جهداً أما الثاني: أكثر جهداً اكتسبت نماذج المعالجة الثنائية للمعلومات أهمية بالغة في علم النفس الاجتماعي خلال العقدين الأخيرين حيث توضح هذه النماذج مجموعة كبيرة ومتنوعة من الظواهر النفسية بما في ذلك تشكيل الاتجاهات وتغييرها، علاقة الاتجاه بالسلوك، القوالب النمطية والتحيز، الإدراك الشخصي والتصنيف الاجتماعي، صنع القرار الفردي والجماعي، وحتي آلية الذاكرة الأساسية خضع النموذج للعديد من التطورات. ففي البداية، حدد النموذج أسلوبين لمعالجة المعلومات هما: المعالجة المتعمقة والاستدلالية. ثم بعد ذلك، توسَع النموذج ليشمل الظروف النفسية لإثارة نمط المعالجة من حيث الفرق بين الثقة الشخصية الفعلية والمرغوب فيها. وأخيراً، فإن النموذج توسَع ليشمل نوعين إضافيين من الدوافع هما: دوافع الدفاع، والدوافع الاجتماعية بالإضافة إلي دوافع الدقة التي يُفترض وجودها في معظم الحالات الإقناعية.( خليفة، 2019)[1] ويستند البحث على هذه النظرية من منطلق تحديدها اتجاهات الرأي العام وتغيير تلك الاتجاهات طبقاً لمعارفهم ودوافعهم ومصالحهم.

2- نظرية الاعتماد على وسائل الاعلام[2]:

وتعنى بعملية توظيف للمعلومات التي يتم التعرض لها في وسيلة معينة لاتخاذ قرار بشأن موضوع ما، وتقوم نظرية الاعتماد على وسائل الإعلام بالتأكيد على دور الوسائل الإعلامية في التأثير على الجمهور، كما ساهمت في التأثير على الأنظمة الاجتماعية وعلى أنظمة الإعلام نفسه، وبالتالي لا بُدّ من التأكيد على أنَّ أداء الوسائل الإعلامية مرتبط بالتغيير والإصلاح فيها، فقد يكون ذلك من خلال الأنظمة السياسية أو ظهور وسائل إعلامية بديلة.

– وتقوم نظرية الاعتماد على وسائل الإعلام بالاهتمام بكافة الظروف التاريخية، والتي من شأنها أن تؤثر على النظام المجتمعي، بالإضافة إلى الاهتمام بالبناء الاجتماعي، والذي يكون مرتبط بكافة المتغيرات الفردية والشخصية.

-تستطيع نظرية الاعتماد على وسائل الإعلام أن تستخدم المفاهيم الرئيسية والتي تساهم في إيجاد علاقات كبيرة، بحيث تكون بمثابة علاقات ذات تحديد أكثر وأعمق ما بين الوسائل الإعلامية الجماهيرية وما بين الأفراد.( مكاوي، حسن، والعبد عاطف، 2007)[3]، وبحثنا هذا يتكئ على هذه النظرية من منطلق اعتماد الرأي العام المصري على وسائل الإعلام المختلفة في الحصول على المعلومات عن الحرب الروسية – الأوكرانية.

مفاهيم البحث:

يعرض الباحث جملة من المصطلحات والمفاهيم الأساسية في البحث أهمها:

1-مفهوم الرأي العام:

الرأي العام هو تكوين فكرة أو حكم على موضوع أو شخص ما، أو مجموعة من المعتقدات القابلة للنقاش وبذلك تكون صحيحة أو خاطئة، وتخص أعضاء في جماعة أو أمة تشترك في الرأي رغم تباينهم الطبقي أو الثقافي أو الاجتماعي، فيعترض ذلك مع الرأي الخاص الذي يشير إلى أمور ومسائل شخصية تتعلق بفرد واحد.

والرأي العام هو ذلك التعبير العلني والصريح الذي يعكس وجهة نظر أغلبية الجماعة تجاه قضية معينة في وقت معين.

وهو التعبير عن آراء جماعة من الأشخاص إزاء قضايا، مسائل أو مقترحات معينة تهمهم، سواء أكانوا مؤيدين أو معارضين لها، بحيث يؤدي موقفهم بالضرورة إلى التأثير السلبي أو الإيجابي على الأحداث بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في لحظة معينة من التأريخ،( ويكيبيديا،2023)[4].

وجهات النظر والشعور السائد بين جمهور معين في وقت معين إزاء موقف أو مشكلة من المشكلات.

وهو اتجاهات ومواقف الناس إزاء موضوع معين حين يكون هؤلاء الناس أعضاء في نفس الجماعة المعينة.

يشير مفهوم الرأي العام إلى التعبير الإرادي عن وجهات نظر الجماهير، نتيجة التقاء كلمتها وتكامل مفاهيمها، بشأن مسألة تثير اهتمامها وتمس معالمها، وهو ليس مجموع حسابي للآراء الفردية، إنما هو محصلة تفاعل اكتملت حلقاته، ومراحله بين أعضاء الجماعة، وارتضته كأحد البدائل المتاحة، لكنه أكثرها ملائمة وأهمية،(الجمل، 1990.ص31)[5].

2-اتجاهات الرأي العام:

 الاتجاه العام هو حالة افتراضية أو متوقعة تعكس دافع واستعداد أو ميل لدى معظم أفراد الجماعة لتبني وجهة نظر لتأييد أو رفض موقف لم يتحدد بعد، والاتجاه له تأثير توجيهي على استجابة الفرد حول جميع المواقف والموضوعات التي تستثير هذه الاستجابة …إلخ، إذن فالاتجاه هو استعداد نفسي لاستجابة سلوكية معينة تجاه موقف معين لم يتحدد بعد.

بمعنى آخر فالاتجاه العام في حد ذاته لا يعدو كونه منطلقاً فكرياً أو دافعاً سلوكياً للأفراد، ويشير الاتجاه العام إلى ما توارثه المجتمع من قيم اجتماعية (معتقدات، ميراث ثقافي وحضاري، عادات وتقاليد) تلك القيم أو العوامل تعمل كموجه أو محفز للأفراد في أي مجتمع، وتسهم في نهاية الأمر في تحديد أو تكوين آراء الأفراد بصدد القضايا المتعددة (مختلفة كانت أم متشابهة) التي ترتبط باهتماماتهم ومصالحهم الرئيسية.

تختلف تقسيمات الباحثين للرأي العام اختلافا كبيراً، فالبعض يتبنى تصنيفاً على أساس مدى استمرارية الرأي،

وآخرون يجعلون من الظهور والعلانية معيارا للتقسيم أو من ناحية النطاق أو من حيث تأثيره وتأثره.

3-الحرب الروسية – الأوكرانية:

يرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن انهيار الاتحاد السوفيتي كان أسوأ كارثة جيوسياسية في القرن العشرين. وما تبعه من انضمام، سبع دول لحلف الناتو وهي: بلغاريا واستونيا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا. وفى عام 2009، انضمت ألبانيا وكرواتيا. وفى عام 2017، انضمت الجبل الأسود. وأخيراً في عام 2020، انضمت مقدونيا الشمالية. بهذا اكتمل انضمام كافة دول أوروبا الشرقية، وتبلور اتجاه واضح من الحلف لضم كلٍ من جورجيا وأوكرانيا، وهو ما تعارضه روسيا باعتبارهما المجال الحيوي لروسيا الاتحادية التي ورثت الاتحاد السوفيتي عملياً، وأحبطت الحرب في جورجيا 2008 ضمها للحلف، وحالياً تشكل الحرب في أوكرانيا العملية الرئيسية لإفشال هذا المشروع تماماً. كان من الممكن أن تشكل أوكرانيا منطقة حياد ما بين روسيا وجدار أوروبا الشرقي، لكن انهيار الثقة والسياسات التي انتهجها الطرفان أدى إلى هذه الحرب (عليبة 2022)[6].

4- موقف مصر من الحرب الروسية – الأوكرانية:

“مع روسيا لكن ضد الحرب على أوكرانيا”، تعبر هذه الجملة عن موقف النظام المصري من الأزمة الأوكرانية الروسية، حيث أن موقف القاهرة كان ضعيفاً في إدانة الغزو الروسي، بل إنه لم يكن واضحاً وحاول إمساك العصا من المنتصف.

   وواقعياً الموقف المصري من الحرب الروسية له دوافعه، فهناك علاقات متشابكة على مستويات متعددة تربط مصر مع روسيا. فروسيا بالنسبة لمصر هي حليف استراتيجي يظهر عندما تحدث أزمات مع الولايات المتحدة، لكن هذا لا يلغي حقيقة أن الولايات المتحدة هي الحليف الرئيسي لمصر، فهذه التوازنات هي أحد الجوانب الحاكمة لطبيعة العلاقة بين مصر وروسيا.

   ومن ناحية أخرى فإن مصر هي أكبر مستورد للقمح في العالم، تحديداً من روسيا وأوكرانيا، لذلك، تقوم الدولة بإدارة قضية القمح بحساسية مفرطة لما لها من تأثير مباشر على استقرار النظام. فمن إجمالي 13 مليون طن من القمح استوردتها مصر خلال عام 2020-2021، كانت روسيا أكبر مورد للبلاد حيث وردت 7.56 مليون طن، تليها أوكرانيا بـ 1.9 مليون طن، في حين كانت واردات القمح من الإتحاد الأوروبي أقل من 400 ألف طن. ومن هنا يفهم موقف النظام المصري من الحرب الروسية- الأوكرانية.

وتنظر روسيا إلى مصر باعتبارها دولة محورية في المنطقة، وشريكًا استراتيجيًّا مهمًّا، يمكن التنسيق والتعاون معه في تسوية أزمات المنطقة، (الخطيب،2022)[7].

   وهناك حوالي 35000 مواطن روسي يقيمون حاليًا في مصر، مما يعكس اهتمام موسكو الشديد بالقاهرة كقوةٍ محوريةٍ في الشرق الأوسط. وبدورها، تعتبر مصر روسيا جهةً فاعلة عالمية وإقليمية رئيسة. (غازي،2021)[8]

5- تداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية :

إن التداعيات التي أفرزتها الحرب الروسية الأوكرانية منذ اللحظة الأولى على مصر سياسية كانت أم اقتصادية واستراتيجية، أو إعلامية وثقافية واجتماعية. تشكل بمجملها تحديات كبيرة للأمن القومي المصري فمن جهة برزت أزمة الأمن الغذائي، وتعثرت التجارة. وازدادت أزمات العملات وسوق المال والعمل. وتضخم البطالة، ونقص البضائع وارتفاع الأسعار. وبالمقابل ظهرت أزمة الطاقة وازدادت المطالبات بتوفير طاقة بديلة عن الطاقة الروسية، والحال كذلك في أزمة ومصير المواطنين والطلبة المصريين المقيمين في دولتي الحرب “روسيا وأوكرانيا”، إن ما شغل الرأي العام، بقدر التعاطف الإنساني مع قضية لاجئين ونازحين أوكرانيا، هي مسألة ” ازدواجية المعايير” في مبادئ حقوق الإنسان وسوابق التعامل الدولي مع القضايا العربية، لاسيما قضية فلسطين وسوريا واليمن وكذلك العراق وغيرها من قضايا عديدة.

وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية عديدة وعلى مختلف الأصعدة منها: التداعيات السياسية والتداعيات الاستراتيجية والاقتصادية والتداعيات الاجتماعية والتداعيات الثقافية.

الدراسات السابقة:

1- هدفت الحفناوي، هاله (18/5/2022)[9]، في بحثها أوكرانيا نموذج.. لماذا يتصارع الخصوم على تشكيل اتجاهات الرأي العام. إلى معرفة مواقف الرأي العام العالمي تجاه القضايا محل الاهتمام. وإذا كانت الحرب الروسية –الأوكرانية قد فتحت المجال لإعادة التفكير في الظواهر المرتبطة بالصراعات، ووصف الحرب الجارية بأنها “حرب هجينة. وللإجابة على السؤال التالي: لماذا يتصاعد اهتمام الأطراف الدولية المتصارعة بالتأثير على الرأي العام الدولي؟ وأسفرت التحليلات إلى مايلي:

-على الرغم من السهولة التي تبدو عليها عملية تشكيل الرأي العام والتأثير فيه، فإن توقع مواقف الجماهير وأفعالهم أمر لازال معقداً، والرهان على تحرك الرأي العام في اتجاه محدد ليس بالضرورة رهان رابح. وذلك للاعتبارات التالية:

– مأزق المزاجية: فالرأي العام مجرد رأي انفعالي، وكما يسهل التأثير فيه وتوجيهه يسهل أيضاً تغييره للنقيض مع التعرض لمواد وعوامل أخرى، خاصة أن القوى الدولية الصاعدة تمتلك اليوم أدوات تأثير، سواء إعلامية رسمية مثل روسيا اليوم، وغيرها أو منصات للسوشيال ميديا مثل تيك توك (الصينية) لكسر احتكار الإعلام الأمريكي والغربي وتوجيه سرديات مختلفة للرأي العام الدولي.

-التقلب الزمني: تعتبر دورة تشكيل الرأي العام سريعة للغاية، فتبني الأفراد اتجاهات معينة بفعل الانفعالات لا تستمر لمدى زمني طويل، ثم تبدأ عمليات التقييم العقلانية للمواقف المأخوذة، ومدى المصلحة التي تعود على الفرد من تلك المواقف. ولذلك فلن ستظل المجتمعات الأوروبية مرحبة بالمواقف الأوروبية ضد روسيا مع شدة التأثر بعواقب تلك السياسات.

2- فيما بينت الحوسني، ريم ابراهيم.( 15 مايو 2022)[10] قراءة في اتجاهات الرأي العام العالمي حول الحرب الروسية – الأوكرانية. أن العالم ينظر باهتمام وترقب نحو الحرب الروسية- الأوكرانية ومستجداتها وهدفت إلى التعرف على مآلاتها.. وهل ستنتهي الحرب بالحسم العسكري أم عبر المفاوضات؟، وكيف تنظر دول العالم وشعوبه لما يحدث؟،  وما مواقف الدول من الصراع؟، هذه جميعها تساؤلات مهمة يجب أن تؤخذ في الاعتبار من أجل التوصل إلى فهم واضح للرأي العام من الحرب.

وقد خلصت إلى:

– تفاوتت اتجاهات الرأي العام وآراؤه في العالم حول هذا الحدث غير المسبوق في تاريخ أوروبا منذ نهاية الحرب الباردة. فقليل من الدول أو الشعوب التي أيدت الحرب ولكن هناك الكثير، فمن الممكن تفهّم موقف روسيا واعتباره دفاعياً ومنطقياً، بينما هناك غالبية عظمى من الدول عارضت الحرب ودانتها وطالبت بوقفها فوراً، وكانت هناك مواقف تبنّت الحياد أيضاً. وتبقى الدوافع أو العوامل التي تؤثر في الرأي العام وموقف الناس عموماً من الصراع: تحكمه المصالح المشتركة.

3- فيما أكد ألفريد كامر، وجهاد أزعور، وأبيبيه آمرو سيلاسي، وإيلان غولدفاين وتشانغ يونغ ري.( 17 مارس 2022)[11] الحرب في أوكرانيا وأصداؤها عبر مختلف مناطق العالم. أن الصراع يمثل ضربة قوية للاقتصاد العالمي تضر بالنمو وترفع الأسعار.إذا نظرنا إلى ما هو أبعد من المعاناة والأزمة الإنسانية الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا، لوجدنا أن الاقتصاد العالمي بأكمله سيشعر بآثار تباطؤ النمو وزيادة سرعة التضخم.

وبما أن روسيا وأوكرانيا من أكبر البلدان المنتجة للسلع الأولية، فقد أدت انقطاعات سلاسل الإمداد إلى ارتفاع الأسعار العالمية بصورة حادة، ولا سيما أسعار النفط والغاز الطبيعي. وشهدت تكاليف الغذاء قفزة في ظل المستوى التاريخي الذي بلغه سعر القمح، حيث تسهم كل من أوكرانيا وروسيا بنسبة 30% من صادرات القمح العالمية. ففي مصر على سبيل المثال، تأتي 80% من وارداتها من القمح من روسيا وأوكرانيا، كما أنها مقصد سياحي يحظى بإقبال كبير من كلا البلدين، وسوف تشهد كذلك انكماشا في نفقات زائريها.

وربما أدت الأسعار الآخذة في الارتفاع إلى زيادة التوترات الاجتماعية في بعض البلدان، كتلك التي لديها شبكات أمان اجتماعي ضعيفة، وفرص عمل قليلة، وحيز محدود للإنفاق من المالية العامة.

4- وكانت دراسة غازي، ضياء(2021)[12] شراكة استراتيجية.. العلاقات المصرية الروسية منذ 30 يونيو 2013، قد سعت إلى تحليل تطور العلاقات المصرية الروسية في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك منذ ثورة 30 يونيو 2013. وتوضيح أهمية الدولة المصرية بالنسبة لروسيا في الآونة الأخيرة؛ حيث اختلفت النظرة لمصر التي أصبحت ذات ثقل في محيطها الجغرافي وعمقها الاستراتيجي، وتجسد ذلك في رؤية روسيا لها كشريك أساسي يمكن التعاون معه لاستعادة الأمن والاستقرار الإقليمي الذي عانى من ويلات الفوضى والحروب الأهلية، فضلاً عن تنامي الفاعلين من غير الدول والمدعومين من قبل بعض القوى الدولية التي ترغب في الإضرار بالمصالح المصرية والروسية.

كما أن التنسيق المصري الروسي بخصوص الأزمة الليبية، ومختلف قضايا المنطقة، أضحى أكثر وضوحاً حيث اتسقت الرؤى بين البلدين في مختلف القضايا، واتسمت استراتيجية البلدين بثوابت واضحة منها الحفاظ على استقلال الدول وسلامة أراضيها، ودعم المؤسسات الوطنية القائمة وعلى رأسها مؤسسات الجيش والشرطة، وتجريد العناصر الإرهابية من كل مصادر الدعم المالي أو الدعم بالأسلحة، والعمل على التوصل لحل سياسي لإدارة الصراعات التي تعاني منها المنطقة.

5- أما دراسة: كليبنكوف، أليكسي.(2019)[13] روسيا ومصر: علاقة معقَّدة. الشرق للدراسات الاستراتيجية.

فقد هدفت الدراسة إلى التعرف على مدى تطور العلاقات الثنائية إذ تسعى القيادة المصرية إلى تنويع شراكاتها الدولية من أجل توسيع استقلالها الاستراتيجي، مع تعظيم العوائد الجيوسياسية والاقتصادية. وفي الوقت نفسه، تودُّ موسكو أن تضمن عدم حدوث تحولٍ كبير في السلطة في مصر أو في المنطقة ككلٍّ، وأن تجني فوائدَ أمنيةً وتجاريةً من التعاون. إن الاضطرابات في ليبيا إلى جانب طموحات روسيا في لعبِ دورٍ بنَّاء هناك وكذلك زيادة ظهورها في شمال إفريقيا، تعزِّز الاعتماد الروسي على القاهرة أيضًا.

ومع ذلك، من المهم تتبُّع السياسات التي ستتخذها إدارة ترامب تجاه القاهرة. إذ سوف تعكس إلى حدٍّ كبير ما إذا كانت مصر ستبقي روسيا تحت تصرفها أو ستنحرف عن نهجها التقليدي، وبدلًا من ذلك تضع كلَّ الكرات في سلَّة واحدة.

من المرجَّح أن تظلَّ سياسة روسيا تجاه مصر مدفوعةً بالمصالح الأمنية والاقتصادية. وطالما أن السياق والعمليات الإقليمية تسمح لموسكو بالحصول على مزيد من الفوائد من العلاقات مع القاهرة، فسوف تستمر في ذلك. ولكن إذا تغيَّر الوضع ضد روسيا، فلن تكون مصر قادرةً على فعل الكثير لضبط التوازن. إذ ليس لدى موسكو القدرةُ ولا النفوذ المطلوب لمواجهة الولايات المتحدة أو الإتحاد الأوروبي إذا تحركا لتعميق العلاقات مع القاهرة. ولا شكَّ أن روسيا تعمل تدريجيًّا على بناء علاقاتٍ مع المصريين، حيث تقوم بتسويق نفسها كشريكٍ لا غنى عنه في جميع المجالات. وفي الوقت نفسه، تعلَّمت أيضًا دروسها من تجارب الماضي ولن تستثمر في علاقةٍ يمكن أن تتحوَّل بين عشيَّة وضحاها.

تتناول هذه الدراسة السياق الإقليمي الذي يشكِّل علاقاتها الثنائية، مع تسليط الضوء على الدوافع الرئيسة وراء زيادة التبادلات الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية. كما أنها تبرز القيود الرئيسة الحقيقية أو المحتملة التي تعيق مستقبل شراكة روسيا ومصر المزدهرة.

6- ومن ناحية أخرى عقدت دراسة: العياشي، قرطي (2015)[14] تطور مفهوم واتجاهات الرأي العام وأثره على صناعة القرار في روسيا الاتحادية، مقارنة بين فترتي حكم الرئيسين بوريس يلتسين وفلاديمير بوتين. جامعة الأغواط كيف أثرت اتجاهات الرأي العام في روسيا الاتحادية على صناعة القرار خلال فترتي حكم الرئيسين بوريس يلتسين وفلاديمير بوتين؟.

كاستنتاج حول ما سبق يمكن القول أن الرأي العام في روسيا الاتحادية خلال المراحل الأولى للتحول كان ضعيفا، ويركز على الظروف الاجتماعية والاقتصادية دون التطرق للسياسة، ولكن فشل الإصلاحات والتوجه إلى الغرب، بالإضافة إلى دور الحزب الشيوعي، بدأت تظهر بوادر رأي عام روسي بدرجة من الوعي السياسي، لكن تأثير جماعات المصالح في روسيا، وخاصة امتلاكها لمختلف وسائل الإعلام، حالت دون نضج مواقف الرأي العام الروسي.

بوصول الرئيس “فلاديمير بوتين” لسدة الحكم، تحسنت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمواطن الروسي، بالإضافة إلى تميز النظام السياسي الجديد بإحياء الروح والرموز الوطنية، ومحاولة استعادة المكانة الدولية، ودور الحزب الشيوعي والتيارات القومية، كل هذه العوامل وأخرى، خلقت نقلة نوعية في الرأي العام الروسي، خاصة لفئة عريضة هي فئة الشباب، هذا من جهة، من جهة أخرى بروز مراكز استطلاع الرأي العام في روسيا، التي أصبحت بكثرة وتعمل بطرق مستقلة، ناهيك عن التطور التكنولوجي الحاصل بفعل العولمة.

التعليق على الدراسات السابقة:

دلت الدراسات السابقة على قلة اهتمام الجامعات والباحثين بالحرب الروسية الأوكرانية بعد مرور ما يقرب سنة على نشوبها، ويتضح من خلال مراجعة الباحث للدراسات السابقة ما يلي:

* اعتمـدت معظم هذه الدراسات السابقة عـلى دراسات الرأي العام في روسيا، والعلاقات المصرية الروسية وتطورها. ماعدا دراسة واحدة عن اتجاهات الرأي العام العالمي حول الحرب الروسية.

* ما يتميز به البحث الحالي:

    على الرغم من ندرة الدراسات التي تطرقت بصورة مباشرة أو غير مباشرة، إلى متغير أو أكثر من متغيرات هذا البحث، إلا أن أي منها لم يدرس بصورة مباشرة اتجاهات الرأي المصري نحو الحرب الروسية- الأوكرانية.

–  تناول البحث لموضوع الحرب الروسية الاوكرانية موضع مهم وجديد يؤثر بشكل مباشر على الشعب المصري

الإجراءات المنهجية:

عينة البحث:

قام الباحث بمجموعة من الإجراءات للحصول العينة الفعلية للدراسة حيث اختار الباحث العينة بالطريقة العشوائية العمدية من بين الجمهور المصري محل الدراسة.

الإجراء الأول: إعداد استمارة استبيان ومراجعتها وتحكيمها ثم توزيعها.

الإجراء الثاني: قام الباحث بنشر نموذج للاستبيان على موقع جوجل فورم، للوصول إلى الجمهور المصري  محل الدراسة، وقام بإرساله كذلك عبر البريد الإلكتروني، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة تويتر وفيس بوك، وتطبيق واتس اب، ثم قام باستلام ردود الاستبيانات وبمراجعتهم لاختيار الاستبيانات الصالحة للتحليل الإحصائي.

1- وصف الاستبيان: يضم أسئلة يحدد فيها الباحث عدة خيارات للمبحوثين ليقوموا باختيار إجابات.

2- تصميم أداة البحث: يتكون الاستبيان من جزئيين كما يلي:

الجزء الأول: يتضمن أسئلة البحث الخاصة باتجاهات الرأي العام المصري نحو الحرب الروسية والأوكرانية وتداعياتها ويضم عدة محاور يندرج تحتها عدد من الأسئلة.

الجزء الثاني: يتعلق بالبيانات الأولية والخاصة بالمتغيرات المتعلقة بالخصائص الشخصية والوظيفية لأفراد عينة البحث مثل (النوع، العمر، المهنة، المستوى التعليمي).

اختبار الصدق والثبات:

1- اختبار الصـدق: يقصد بالصدق أو الصحة صلاحية الأسلوب أو الأداة لقياس ما هو مراد قياسه، أو بمعنى آخر صلاحية أداة البحث في تحقيق أهداف الدراسة، وبالتالي ارتفاع مستوى الثقة فيما يتوصل إليه الباحث من نتائج بحيث يمكن الانتقال منها إلى التعميم.

( أ ) صدق المحكمين: تم اختبار صدق استمارة استقصاء من خلال عرضها على مجموعة من المحكمين في مجالات الصحافة والإعلام للوقوف على مدى كفاءة الاستمارة في الحصول على المعلومات ولاختبار مدى صلاحيتها لتحقيق أهداف البحث.

(ب) الاختبار المبدئي: الاختبار المبدئي لاستمارة الاستقصاء على عينة من مجتمع الدراسة، فقام الباحث بإجراء اختبار الصدق والثابت لفقرات هذه الأسئلة من خلال عينة استطلاعية مكونة من 20 فرد.

2- الثـبــات: إجراءات ثبـات التحليل: يقصد بثبات التحليل” اتساق تحليل استمارة الاستقصاء، خلال فترة الدراسة بين باحث وآّخر أوبين الباحث ونفسه عبر الزمن”

المعالجة الإحصائية للبيانات:

بعد الانتهاء من جمع بيانات الدراسة، تم إدخالها – وترميزها- إلى الحاسب الآلي، ثم معالجتها، وتحليلها، واستخراج النتائج الإحصائية باستخدام برنامج “الحزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية” والمعروف باسم SPSS، وذلك باللجوء إلى المعاملات، والاختبارات، والمعالجات الإحصائية التالية :

التكرارات البسيطة والنسب المئوية، المتوسط الحسابي والانحراف المعياري، الوزن المئوي، الوزن المرجح. واختبار جداول التوافق، معامل فاي، اختبار (ت) للمجموعات المستقلة، تحليل التباين ذو البعد الواحد، ANOVA الاختبارات البعدية، (Z-Test) ويتم قبول نتائج الاختبارات الإحصائية عند درجة ثقة 95% فأكثر، أي عند مستوى 0.05 مئوية فأقل.

وبعدها قام الباحث بالتحليل واستخراج النسب والتكرارات بتحليل نتائج التكرار النسبي، وتفسير النتائج والإجابة على تساؤلات الدراسة.

الإطار التطبيقي للبحث:

تفسير الجداول ونتائج الدراسة الميدانية

1-السمات الديموجرافية لعينة البحث:

جدول رقم (1 ) سمات عينة البحث طبقا للمتغيرات الديمواجرافية

البدائل والتكرارات  المتغيرالبدائلالتكرارالنسبة%
الجنسذكر142ذكر
أنثى5829
المجمــوع200100%
العمـــر18- 3917085
40 – 59عاما2613
60 فما فوق42
المجمــوع200100
المهنةعضو هيئة تدريس3015
موظف4723.5
أعمال حرة2110.5
طالب105.5
لا يعمل9246
المجمــــوع200100
المستوى التعليميفوق الجامعي5326.5
جامعي13567.5
ثانوي/ أو ما يعادله126
المجموع200100

يتبين من الجدول رقم (1) توصيف المتغيرات الديموجرافية لعينة البحث:  حيث أن (71 %) من أفراد العينة هم من الذكور مقابل (29%) من الإناث،  وأن الشباب الذين تتراوح  أعمارهم من 18-39 عاماً بلغت نسبتهم (85%)،  أما الذين تراوحت أعمارهم ما بين (40-39) عاماً فقد بلغت نسبتهم (13%)،  فيما بلغت نسبة الذين تراوحت أعمارهم ما بين (60 فما فوق) عاماً (2%)،  أما توصيف عينة البحث من حيث المهنة فقد بلغت  لكل من المهن مايلي ( عضو هيئة تدريس 15%، موظف23.5 %، أعمال حرة % 10.5، طالب5.5 %، لا يعمل %46   ( اما توصيف عينة البحث من حيث المستوى التعليمي فقد بلغت نسبة الحاصلين على مؤهل جامعي67 % فيما بلغت نسبة الحاصلين على مؤهلا أعلى من الجامعي على 26% ونسبة الحاصلين على الثانوية وما يعادلها بلغت 6%.

 2- مصادر معلومات المبحوثين حول الحرب الروسية – الأوكرانية:

جدول رقم (2) ترتب أهم المصادر التي يعتمد عليها المبحوثين لمتابعة الحرب الروسية – الأوكرانية:

مالمصادرالترتيب
1القنوات الفضائية العربية188
2مواقع التواصل الاجتماعي181
3صحافة الإنترنت176
4القنوات الفضائية الأوروبية الناطقة بالعربية142
5القناة الفضائية الروسية الناطقة بالعربية103
6القنوات الفضائيات المصرية84
7المصادر الشخصية82
8الصحف المصرية الورقية26
9الفضائيات الأجنبية18
10الإذاعة 14
11أخرى تذكر13

يتبين من الجدول رقم (2) أن ترتيب مصادر معلومات المبحوثين حول الحرب الروسية–الأوكرانية جاءت كالتالي: القنوات الفضائية العربية في المقدمة، ثم جاءت مواقع التواصل الاجتماعي في المرتبة الثانية، وجاءت صحافة الأنترنت في المرتبة الثالثة، ثم القنوات الفضائية الأوروبية الناطقة بالعربية، ثم القناة الفضائية الروسية الناطقة بالعربية، ثم الفضائيات المصرية، ثم المصادر الشخصية، وجاءت الصحف المصرية الورقية، والفضائيات الأجنبية، والإذاعة في ذيل القائمة، مما يدل على إعتماد الرأي العام المصري على القنوات الفضائية العربية ومواقع التواصل الاجتماعي وصحافة الانترنت وثقته فيها كمصدر للمعلومات عن الحرب الروسية الأوكرانية.

3- وجهة نظر الرأي العام المصري نحو هذه الحرب الروسية الأوكرانية:

جدول (3) يوضح وجهة نظر الرأي العام المصري نحو هذه الحرب:

النوعمؤيد%محايد%معارض%النسبة%
 ذكر63559100
انثى13960100

أشارت نتائج الجدول (3) إلى أن 59% من المبحوثين الذكور عبروا عن معارضتهم للحرب، وأيد 6% منهم الحرب، بينما أشار ما يقارب 35% إلى اتخاذ موقف حيادي تجاه هذه الحرب، فيما عبر60% من الاناث عن معارضتهم، و39% كان موقفهن محايد، وأيد الحرب 1% فقط، ومن هنا يتبين أن الذكور  والاناث اتخذوا مواقف متشابهة في المعارضة وكذلك الموقف المحايد.

4- اتجاهات الرأي العام المصري نحو موقف الحكومة المصرية من الحرب الروسية الأوكرانية:

 جدول رقم (4): يوضح اتجاهات الرأي العام نحو موقف الحكومة المصرية من هذا الصراع:

النوعمؤيد%محايد%معارض%النسبة%
 ذكر493516100
انثى82153100

أشارت نتائج الجدول رقم (4) إلى تأييد الذكور لموقف الحكومة المصرية من الحرب الروسية الأوكرانية بنسبة 49% من المبحوثين، وعارضه 16% منهم، بينما جاء رأي  35% حيادياً تجاه موقف الحكومة من الحرب، فيما أيد 82% من الإنات موقف الحكومة واتخذت 15% من الإناث موقف محايد وعارضه1%، وهو مايشير إلى أن الإناث تؤيد موقف الحكومة بدرجة كبيرة فيما يؤيد الذكور موقف الحكومة بدرجة متوسطة.

5- العوامل التي أثرت في موقف الحكومة المصرية من هذه الحرب من وجهة نظر الرأي العام المصري:

جدول رقم (5) يوضح العوامل التي أثرت في موقف الحكومة المصرية من هذه الحرب من وجهة نظر الرأي العام المصري:

البديلذكور%إناث%
الحفاظ على علاقات متوازنة مع كل الاطراف4935
الضغوط الغربية6215
التداعيات السلبية على مصر1750
المجموع100100

يتبين من الجدول رقم (5) أن الذكور بنسبة 62 % يرون أن الضغوط الغربية في مقدمة العوامل التي أثرت في موقف الحكومة المصرية من هذه الحرب، وأن الحفاظ على علاقات متوازنة مع كل الأطراف جاءت بنسبة 21 %، وجاءت التداعيات السلبية على مصر بنسبة 17% ، فيما رأت الإناث بنسبة 50% أن التداعيات السلبية على مصر هي في مقدمة العوامل التي أثرت في موقف الحكومة المصرية من هذه الحرب. وأن نسبة 35% رأت أن الحفاظ على علاقات متوازنة مع كل الأطراف من العوامل التي أثرت في موقف الحكومة المصرية من هذه الحرب، وأن الضغوط الغربية جاءت بدرجة 15% برأيهن.

وكانت مصر قد صوتت على قرار الأمم المتحدة بإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، لكنها قبل التصويت وحتى لا تغضب الجانب الروسي شرحت له دوافع وأسباب تصويتها الناتج عن الضغوط التي مورست عليها. وواقعياً الموقف المصري من الحرب الروسية له دوافعه، فهناك علاقات متشابكة على مستويات متعددة تربط مصر مع روسيا. فروسيا بالنسبة لمصر هي حليف استراتيجي يظهر خلال الأزمات مع الولايات المتحدة، لكن هذا لا يلغي حقيقة أن الولايات المتحدة هي الحليف الرئيسي لمصر.

6-اتجاهات الرأي العام نحو تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية على مصر:

جدول رقم (6) يوضح اتجاهات الرأي العام نحو تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية على مصر

النوعقوي%ضعيف %لا تأثير%النسبة%
 ذكر9442100
انثى85123100

يتبين من الجدول رقم (6) أن 94% من الذكور يرون أن الأزمة الأوكرانية الروسية أثرت فيهم بشكل قوي، ويعتقد 4% أن تأثير  الحرب على مصر ضعيف، فيما يعتقد 2% أنه لا تأثير على مصر من الحرب الروسية الأوكرانية. وأن 85% من الإناث يرون أن الأزمة الأوكرانية الروسية أثرت فيهم بشكل قوي، ويعتقد 12% ان تأثير الحرب على مصر ضعيف، فيما يعتقد 3% أنه لا تأثير على مصر من الحرب الروسية الاوكرانية.

 علما بأن 80% من واردات مصر من القمح تأتي من روسيا وأوكرانيا، كما أنها مقصد سياحي يحظى بإقبال كبير من كلا البلدين، وقد شهدت كذلك انكماشا في نفقات زائريها بشكل عام.

أدت الأسعار الآخذة في الإرتفاع إلى تأثيرات اجتماعية كبيرة مما يشير إلى اختفاء الطبقة المتوسطة، مع وجود شبكات أمان اجتماعي ضعيفة، وفرص عمل قليلة، وحيز محدود للإنفاق من المالية العامة.

يعتبر السياح الروس والأوكرانيين من أكثر السياح الذين يقومون بزيارة مصر، حيث يمثلان ثلث إجمالي الزوار السنويين لمصر، وهذا يمثل دعماً كبيراً لقطاع السياحة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد. وجاء في دراسات سابقة أن ارتفاع أسعار السلع ضمن أهم مجالات التأثير بنسبة 99.2%.

7اتجاهات الرأي العام المصري نحو تأثير الحرب على العلاقات المصرية الروسية

 جدول رقم (7) يوضح اتجاهات الرأي العام المصري نحو تأثير الحرب على العلاقات المصرية الروسية

النوعإيجابي%سلبي %لا تأثير%النسبة%
 ذكر141571100
انثى221365100

تبين من الجدول رقم(7) أن الذكور يرون أن العلاقات المصرية (الروسية) لن تتأثر بنسبة 71%، وأنها ستتأثر سلبياً بنسبة 15%– وتتأثر ايجابياً بنسبة  14%- فيما رأت الإناث بنسبة 65% أن العلاقات المصرية الروسية لن تتأثر، وأنها ستتأثر سلبياً جاءت بنسبة 13%–  وأنها تتأثر ايجابياً بنسبة 22%.

” وهذا ما يفسر مقولة: أن مصر مع روسيا لكن ضد الحرب على أوكرانيا”، تعبر هذه الجملة عن موقف النظام المصري من الأزمة الأوكرانية الروسية، حيث أن موقف القاهرة كان ضعيفاً في إدانة الغزو الروسي، بل إنه لم يكن واضحاً وحاول إمساك العصا من المنتصف.

8-اتجاهات الرأي العام المصري نحو تأثير الحرب على العلاقات المصرية الأوكرانية:

جدول رقم (8) يوضح اتجاهات الرأي العام المصري نحو تأثير الحرب على العلاقات المصرية الاوكرانية

النوعإيجابي%سلبي %لا تأثير%النسبة%
 ذكر166321100
انثى185230100

تبين من الجدول رقم(8) أن الذكور يرون أن العلاقات المصرية (الأوكرانية) لن تتأثر بنسبة 21%، وأنها ستتأثر سلبياً بنسبة 63%، وتتأثر ايجابياً بنسبة 16%، فيما رأت الاناث 30% أن العلاقات المصرية الروسية لن تتأثر، وأن عبارة ستتأثر سلبياً جاءت بنسبة 52%،  وأن عبارة تتأثر ايجابياً بنسبة 18%.

9- الحل الأمثل لإنهاء الحرب من وجهة نظر الرأي العام المصري:

جدول رقم (9) يوضح الحل الأمثل لإنهاء الحرب من وجهة نظر الرأي العام المصري

النوعالحل السلمي%الحل العسكري %مزيد من العقوبات %النسبة%
 ذكر8857100
انثى81712100

تبين من الجدول رقم (9) أن الحل الأمثل لإنهاء الحرب من وجهة نظر الذكور جاء الحل السلمي بنسبة 88%، وجاء الحل العسكري بنسبة 5%، وجاءت في المرتبة الثالثة عبارة مزيد من العقوبات بنسبة 7%.

أما من وجهة نظر الإناث فقد جاء الحل الأمثل لإنهاء الحرب بالطريق السلمي بنسبة 81%، وجاء الحل العسكري بنسبة 7%، وجاءت في المرتبة الثالثة عبارة مزيد من العقوبات بنسبة 12%.

10-اتجاهات الرأي العام المصري نحو التوقعات بميلاد عالم متعدد الأقطاب بعد انتهاء الحرب:

جدول رقم (10) يوضح اتجاهات الراي العام المصري نحو التوقعات بميلاد عالم متعدد الأقطاب بعد انتهاء الحرب:

النوعمؤيد %معارض %محايد %النسبة%
 ذكر443620100
انثى274033100

يتبين من الجدول رقم (10) أن نسبة 44% من الذكور يؤيدون التوقعات بميلاد عالم متعدد الأقطاب بعد انتهاء الحرب، فيما عارض هذه التوقعات نسبة 36%، واتخذ ما نسبته 20% موقفاً محايداً، فيما عارضت الإناث هذه التوقعات بنسبة 40%، ونسبة 27% أيدن هذه التوقعات، ونسبة 33% اتخذن موقفاً محايداً.

الخاتمة:

أسفرت نتائج الدراسة عن عدة نتائج أهمها:

1- جاء ترتيب مصادر معلومات المبحوثين حول الحرب الروسية–الأوكرانية كالتالي: القنوات الفضائية العربية في المقدمة، ثم جاءت مواقع التواصل الاجتماعي في المرتبة الثانية، وجاءت صحافة الإنترنت في المرتبة الثالثة، ثم القنوات الفضائية الأوروبية الناطقة بالعربية، ثم القناة الفضائية الروسية الناطقة بالعربية، ثم الفضائيات المصرية، ثم المصادر الشخصية، وجاءت الصحف المصرية الورقية، والفضائيات الأجنبية، والإذاعة في زيل القائمة.

2- أن 59% من المبحوثين الذكور عبروا عن معارضتهم للحرب، وأيد 6% منهم الحرب، بينما أشار ما يقارب 35% إلى اتخاذ موقف حيادي تجاه هذه الحرب، فيما عبر60% من الإناث عن معارضتهم، و39% كان موقفهن محايد، وأيد الحرب 1% فقط.

3-  أيد 82% من الإنات موقف الحكومة المصرية من الحرب الروسية الأوكرانية، واتخذت 15% من الإناث موقف محايد وعارضه1%، بينما أيد الذكور موقف الحكومة المصرية بنسبة 49% من المبحوثين، وعارضه 16% منهم، بينما جاء رأي  35% حيادياً تجاه موقف الحكومة من الحرب.

4-أن الذكور بنسبة 62% يرون أن الضغوط الغربية في مقدمة العوامل التي أثرت في موقف الحكومة المصرية من هذه الحرب، وأن الحفاظ على علاقات متوازنة مع كل الأطراف جاءت بنسبة 21 %، وجاءت التداعيات السلبية على مصر بنسبة 17% ، فيما رأت الإناث بنسبة 50% أن التداعيات السلبية على مصر هي في مقدمة العوامل التي أثرت في موقف الحكومة المصرية من هذه الحرب. وأن نسبة 35% رأت أن الحفاظ على علاقات متوازنة مع كل الأطراف من العوامل التي أثرت في موقف الحكومة المصرية من هذه الحرب، وأن الضغوط الغربية جاءت بدرجة 15% برأيهن.

5-أن 94% من الذكور يرون أن الأزمة الأوكرانية الروسية أثرت فيهم بشكل قوي، ويعتقد 4% أن تأثير الحرب على مصر ضعيف، فيما يعتقد 2% أنه لا تأثير على مصر من الحرب الروسية الأوكرانية. وأن 85% من الإناث يرين أن الأزمة الأوكرانية الروسية أثرت فيهم بشكل قوي، ويعتقد 12% أن تأثير الحرب على مصر ضعيف، فيما يعتقد 3% أنه لا تأثير على مصر من الحرب الروسية الأوكرانية.

6أن الذكور يرون أن العلاقات المصرية (الروسية) لن تتأثر بنسبة 71%، وأنها ستتأثر سلبيا بنسبة 15%– وتتأثر ايجابيا بنسبة  14%- فيما رأت الاناث بنسبة 65% أن العلاقات المصرية الروسية لن تتأثر، وأنها ستتأثر سلبياً جاءت بنسبة 13%–  وانها تتأثر ايجابياً بنسبة 22%.

 7- أن الذكور يرون أن العلاقات المصرية (الأوكرانية) لن تتأثر بنسبة 21%، وأنها ستتأثر سلبياً بنسبة 63%، وتتأثر ايجابياً بنسبة 16%، فيما رأت الإناث 30% أن العلاقات المصرية الروسية لن تتأثر، وأن عبارة ستتأثر سلبياً جاءت بنسبة 52%،  وأن عبارة تتأثر ايجابيا بنسبة 18%.

8- أن الحل الأمثل لإنهاء الحرب من وجهة نظر الذكور جاء الحل السلمي بنسبة 88%، وجاء الحل العسكري بنسبة 5%، وجاءت في المرتبة الثالثة عبارة مزيد من العقوبات بنسبة 7%.

أما من وجهة نظر الاناث فقد جاء الحل الأمثل لإنهاء الحرب بالطريق السلمي بنسبة 81%، وجاء الحل العسكري بنسبة 7%، وجاءت في المرتبة الثالثة عبارة مزيد من العقوبات بنسبة 12%.

9- أن نسبة 44% من الذكور يؤيدون التوقعات بميلاد عالم متعدد الأقطاب بعد انتهاء الحرب، فيما عارض هذه التوقعات نسبة 36%– واتخذ ما نسبته 20% موقفاً محايداً، فيما عارضت الإناث هذه التوقعات بنسبة 40%، ونسبة 27% أيدن هذه التوقعات، ونسبة 33% اتخذن موقفاً محايداً.

التوصيات:

على الرغم من السهولة التي تبدو عليها عملية تشكيل الرأي العام والتأثير فيه، فإن توقع مواقف الجماهير وأفعالهم أمر لايزال معقداً، والرهان على تحريك الرأي العام في اتجاه محدد ليس بالضرورة رهان رابح. وذلك اعتبارات :

1- الرأي العام في المحصلة الأخيرة مجرد رأي انفعالي، وكما يسهل التأثير فيه وتوجيهه يسهل أيضاً تغييره للنقيض مع التعرض لمواد إعلامية رسمية مثل روسيا اليوم، وغيرها أو وسائل التواصل الاجتماعي مثل تيك توك (الصينية) لكسر احتكار الإعلام الأمريكي والغربي.

2- تعتبر دورة تشكيل الرأي العام سريعة للغاية، فتبني الأفراد اتجاهات معينة لا تستمر لمدى زمني طويل، ثم تبدأ عمليات التقييم العقلانية للمواقف المأخوذة، ومدى المصلحة التي تعود على الفرد من تلك المواقف.

3- الرأي العام المصري تحول من الموقف المحايد إلى الموقف المعارض للحرب بعد ما اصابه من تأثيرات اقتصادية واجتماعية  سلبية وخطيره.


[1] – خليفة، حسين خليفة حسن. اتجاهات نظرية حديثة في تشكيل اتجاهات الرأي العام : دراسة في إطار نموذج شيلي شايكن (HSM). المجلة العلمية لبحوث الإذاعة و التلفزيون، مج. 2019، ع. 18. ص 625-645

https://urlz.fr/njZa

[3] – مكاوي، حسن، العبد عاطف، نظريات الإعلام، جامعة القاهرة ،2007ص401 .

[4] ويكيبيديا، الموسوعة الحرةK رأي_عام (28 يناير 2023)، أنظر في:

https://ar.wikipedia.org/wiki/

[5] الجمل يحيى، الأنظمة السياسية المعاصرة، دار النهضة العربية للطباعة والنشر ، بيروت،1990، ص31.

[6] عليبة أحمد، تداعيات الحرب( السياسية- الاقتصادية –الاجتماعية- الإعلامية والثقافية) حرب أوكرانيا والصراع الجيوسياسي بين روسيا والناتو، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، 28 فبراير 2022.

[7]  الخطيب تقادم، الموقف المصري من الحرب الروسية الأوكرانية.. مصر وأوكرانيا: “مع روسيا لكن ضد الحرب”، موقع قنطرة، 2022

https://ar.qantara.de/content/

[8] غازي ضياء، شراكة استراتيجية .. العلاقات المصرية الروسية منذ 30 يونيو 2013 ،المركز العربي للبحوث والدراسات،  5/6/ 2021، أنظر في:  http://www.acrseg.org/41891                                                                                                                                                                            

[9]  الحفناوي هاله ، أوكرانيا نموذج.. لماذا يتصارع الخصوم على تشكيل اتجاهات الرأي العام، مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، 18 مايو 2022، أنظر في:

https://futureuae.com/ar/Mainpage/Item/7298/https://urlz.fr/njZa                                                                                                       

[10]  – الحوسني ريم ابراهيم، قراءة في اتجاهات الرأي العام العالمي حول الحرب الروسية – الأوكرانية، ترندز للبحوث والاستشارات، 15 مايو  2022، أنظر في:

https://roayahnews.com/

[11]  ألفريد كامر، وجهاد أزعور، وأبيبيه آمرو سيلاسي، وإيلان جولدفاين، وتشانغ يونغ ري. الحرب في أوكرانيا وأصداؤها عبر مختلف مناطق العالم.. 17 مارس 2022، أنظر في:

https://www.imf.org/ar/Blogs/Articles/2022/03/15/

[12]  غازي، شراكة استراتيجية .. العلاقات المصرية الروسية منذ 30 يونيو 2013 ، المركز العربي للبحوث والدراسات، مصدر سابق.

[13]  كليبنكوف أليكسي، روسيا ومصر: علاقة معقَّدة. الشرق للدراسات الاستراتيجية، 2019، أنظر في:

https://research.sharqforum.org/ar/2019/09/24/russia-and-egypt/

[14] العياشي قرطي، تطور مفهوم و اتجاهات الرأي العام وأثره على صناعة القرار في روسيا الاتحادية:  دراسة مقارنة بين فترتي حكم الرئيسين بوريس يلتسين وفلاديمير بوتين، جامعة الأغواط، الجزائر، 2015.

Admin

مركز المتوسط للدراسات الاستراتيجية: مؤسسة فكر وتخطيط استراتيجي تقوم على إعداد التقديرات وتقديم الاستشارات وإدارة المشروعات البحثية حول المتوسط وتفاعلاته الإقليمية والدولية. لا يتبنى المركز أية توجهات مؤسسية حول كل القضايا محل الاهتمام، والآراء المنشورة تعبر عن أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي المركز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى